تعتبر إسبانيا دولة الوجود الأقدم للفلسطينيين بين الدول الأوروبية.
أما دافع الهجرة، فهو العمل والدراسة الجامعية، أما الفئة الأولى التي سعت
إلى العمل، فهي تلك الموجودة في جزر الكناري، إذ يعود أصلها إلى الهجرة
العربية إلى أمريكا في نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن
العشرين ورواد الجالية الفلسطينية في جزر الكناري انبثقت من حركة الهجرة
تلك. ولأسباب عديدة استقر هؤلاء في الكناري بدل استمرار رحلتهم إلى أمريكا،
أما الفئة الثانية والوافدة بهدف الدراسة، فيرتكز وجودها في محيط الجامعات
الرئيسية، في المدن الإسبانية، وتعود أصول غالبية المهاجرين إلى ترمسعيا
من محافظة رام الله، ثم مهاجرو الأماكن الأخرى، مثل: عقربا من محافظة
نابلس، وقبل ذلك من بيت ساحور، وبيت جالا من محافظة بيت لحم وتركزت الهجرة
الفلسطينية في مقاطعة لاس بالماس.
تطور الوجود الفلسطيني إسبانيا
بدأت الهجرة
الفلسطينية إلى إسبانيا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين،
لكنها كانت بأعداد محدودة جداً، استقرت في جزر الكناري، ويشير مكتب الإحصاء
الإسباني بأن عدد الفلسطينيين المهاجرين إلى جزر الكناري في عام 1930م،
بلغ 67 فلسطينياً، وتركز الوجود الفلسطيني في ذلك الوقت في مقاطعة لاس
بالماس.
خلال الحرب العالمية الثانية، خفت الهجرة باتجاه إسبانيا من مختلف
الجنسيات بما في ذلك الفلسطينية، لكنها عادت لتستأنف من جديد، بعد نهاية
الحرب؛ فكانت إسبانيا مقصداً لعدد آخر من الفلسطينيين الباحثين عن العمل،
بالإضافة إلى عدد من الطلبة، بهدف التحصيل العلمي، وخاصة في سنوات
الستينيات والسبعينيات، حيث زادت وتيرة هذه الهجرة في سنوات السبعينيات
بنسبة 30%، وذلك في أعقاب حرب عام 1967م، والفئة الأساسية قدمت من الضفة
الغربية وقطاع غزة والأردن ثم الكويت وسوريا ولبنان، إلا أن العدد بدأ
بالتناقص في الثمانينيات والتسعينيات بعد انضمام إسبانيا إلى الاتحاد
الأوروبي، حيث زادت العقبات البيروقراطية أمام دخول الأجانب، حيث وصل عدد
قليل من رجال الأعمال والمهنيين والطلبة.
عدد أبناء الجالية الفلسطينية في إسبانيا
لا توجد
إحصائيات رسمية تشير إلى عدد الفلسطينيين في إسبانيا، ولكن هناك بعض
التقديرات التي تشير إلى أن عددهم يقارب 12 ألف فلسطيني منهم ما يقارب خمسة
آلاف في جزر الكناري وحدها.
أماكن تواجد الجالية الفلسطينية في إسبانيا
معظم
الفلسطينيين تمركزوا في جزر الكناري في مقاطعة لاس بالماس، خاصة رجال
الأعمال والمهنيين، أما الطلبة، فسكنوا في المناطق القريبة من جامعاتهم، لا
سيما العاصمة مدريد، وبرشلونة، وبلد الوليد، وإشبيلية، وفلنسيا.
اندماج الجالية الفلسطينية في المجتمع الإسباني
تصنف الجالية الفلسطينية في إسبانيا إلى فئتين:
الأولى: وهي التي سكنت جزر الكناري، ونجحت في الاندماج الاجتماعي
الاقتصادي في المجتمع الكناري، ففي بداية الأمر كان عملها في تجارة القماش
والأغلب كانوا يعملون كباعة متجولين، ومع الوقت، وتوفير الأموال؛ انتقلوا
ليصبحوا أصاحب متاجر. ورافق ذلك استقرار وتغير نمط العيش والتفاعل مع
المجتمع المضيف، من حيث العادات والتقاليد واللغة والزواج، ليندمجوا في
نسيج المجتمع الكناري بشكل كبير، وقد ساهم ذلك بمساعدة كل القادمين الجدد
على الاندماج والتكيف السريع بمساعدة أبناء الجالية الأقدم وجودًا.
الثانية: وهي من الطلاب اللذين انتشروا في باقي المدن الإسبانية، وهدفهم الأساسي كان الدراسة الجامعية، وهم الأكثر عددًا والأصغر سنًا، فإن عددًا كبيرًا منهم أنهى دراسته وبقي يعمل في إسبانيا، مندمجين في المجتمع الإسباني كمهنيين ورجال أعمال في الغالب، وكجزء من النسيج الاجتماعي، من خلال الزواج والحصول على الجنسية؛ الأمر الذي نتج عنه جيل فلسطيني ـ إسباني.
الثانية: وهي من الطلاب اللذين انتشروا في باقي المدن الإسبانية، وهدفهم الأساسي كان الدراسة الجامعية، وهم الأكثر عددًا والأصغر سنًا، فإن عددًا كبيرًا منهم أنهى دراسته وبقي يعمل في إسبانيا، مندمجين في المجتمع الإسباني كمهنيين ورجال أعمال في الغالب، وكجزء من النسيج الاجتماعي، من خلال الزواج والحصول على الجنسية؛ الأمر الذي نتج عنه جيل فلسطيني ـ إسباني.
نطاق عمل أبناء الجالية الفلسطينية في إسبانيا
يعمل
أبناء الجالية الفلسطينية باعة متجولين، خاصة في بداية الوجود الفلسطيني في
إسبانيا، وخاصة في جزر الكناري. أما الآن، فمعظمهم من أصحاب المحلات
التجارية والمهنيين ورجال الأعمال. وهناك نسبة كبيرة من الأطباء والصيادلة.
مؤسسات فلسطينية في إسبانيا
الاتحاد العام لطلبة فلسطين: للاتحاد العام لطلبة
فلسطين أهمية خاصة في شبكة المؤسسات الفلسطينية، ويعدّ الاتحاد مركز النشاط
الاجتماعي، السياسي لطلبة الجامعات من الفلسطينيين، والكثير من الطلبة
كانوا يمددون فترة دراستهم لتفريغ أنفسهم بشكل أكبر لأنشطة الحركة
الطلابية، ولم يكن الاتحاد منفصلاً أو مستقلاً عن الحركة الوطنية
الفلسطينية، وكان المئات من الطلبة الفلسطينيين في إسبانيا مناضلين في صفوف
فصائل م.ت.ف، ولهذا السبب كانت الخلافات السياسية بين الفصائل تنعكس
بالضرورة على فرع الاتحاد.
شبكة الشباب الفلسطيني: هي عبارة عن مجموعة من الشباب
في 29 دولة في الوطن العربي والخارج، وتشمل "الأردن، ولبنان، سوريا، مصر،
أبو ظبي، دبي، إسبانيا، فرنسا، ايطاليا، ألمانيا، النمسا، البرازيل،
الأرجنتين، تشيلي، فنزويلا، الولايات المتحدة الخ..."، وشبكة الشباب
الفلسطيني هي شبكة مستقلة غير حزبية، تأسست على يد مجموعة من الشباب
الفلسطيني في شتى بقاع الأرض وفي فلسطين الأم.
تبلورت الفكرة في عام 2005م بعد عدد من اللقاءات التحضيرية في الأردن
وسوريا وإسبانيا، وتم بعد ذلك التحضير للمؤتمر الأول الذي عقد في برشلونة،
في نوفمبر 2006م، بمشاركة ما يقارب 40 شاباً وشابة من عشرة دول تقريباً بعد
اسبوع من النقاش المتواصل حول الفكرة، ومدى احتياج الشباب لجسم يمثل
واقعهم النضالي، وحقهم في المشاركة الفاعلة في مستقبل ومصير الوطن- أعلن عن
تأسيسه.
جمعية الجالية الفلسطينية: انتشرت جمعيات الجالية
الفلسطينية في إسبانيا في مختلف المدن التي تشهد وجودًا للفلسطينيين فيها،
فهناك: جمعية الجالية الفلسطينية الإسبانية "القدس" بمدريد، وجمعية الجالية
الفلسطينية في فالنسيا، وجمعية الجالية الفلسطينية في برشلونة، وجمعية
الجالية الفلسطينية في الأندلس، وجمعية الجالية الفلسطينية في جزر الكناري.
العمل الدبلوماسي الفلسطيني في إسبانيا
اعترفت
إسبانيا رسمياً بمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1979م، عندما زارها رئيس
منظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الوقت "ياسر عرفات" واستقبله الرئيس
الإسباني ادولفو سواريز، وتمخضت هذه الزيارة عن فتح مكتب لمنظمة التحرير
الفلسطينية في مدريد، وكانت القاعدة الاجتماعية الطلابية نقطة هامة لدعم
نشاطات المكتب، وتنظيم فعالياته لا سيما في سنوات السبعينيات وأوائل
الثمانينيات، وخلال تلك الفترة؛ أصبحت الحركة الطلابية الفلسطينية في
إسبانيا من أنشط الحركات الطلابية في أوروبا، وقد توج العمل الدبلوماسي
الفلسطيني في إسبانيا في شهر أيلول 2010م، عندما رفعت إسبانيا مستوى
التمثيل الفلسطيني إلى بعثة دبلوماسية.
علاقات توأمة: بلدية ريفاس تتآخى مع مدينة جنين منذ عام 2003، ويبلغ عدد سكانها حوالي 80 ألف نسمة.
شخصيات فلسطينية في إسبانيا
الدكتور منذر خمشته:
دكتور إسباني من أصل فلسطيني من مدينة بيت لحم، وهو دكتور باطني شهير،
يدير العديد من المراكز الطبية، وله العديد من البحوث الطبية، تزيد على 500
بحث.
فؤاد أحمد الأسدي:
عضو سابق في الأمانة العامة لاتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات
الفلسطينية في الشتات – أوروبا ومقرها برشلونة، شغل منصب رئيس اللجنة
السياسية والإعلامية فيها، قرر الحزب الاشتراكي الكاتالوني في برشلونة ضمه
إلى قائمة مرشحيه للانتخابات البرلمانية في إسبانيا.
غالب جابر:
وهو إسباني من أصل فلسطيني، ويعمل طبيب قلب وحاصل على الدكتوراه في
الاقتصاد والإعلام، وهو مؤسس ورئيس مؤسسة أرغواني الثقافية التي تعمل كجسر
للثقافة بين الثقافة العربية والإسبانية والأوروبية وهو من أعلام الجالية
الفلسطينية والعربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق