الأربعاء، 29 فبراير 2012

قصة نجاح رجل الأعمال "القطري الفلسطيني" عبد السلام أبو عيسي

توجه الي قطر عام 1950، من مسقط رأسه فلسطين حاملاً الكاميرا الخاصة به، باحثاً عن عمل في شبه الجزيرة العربية، بهر من في الدوحة بموهبته في تصوير الأمكنة والأشخاص وساهم في إدخال مجال جديد على قطر، حتى تمكن في 1952 من افتتاح أول ستوديو ومختبر لتحميض الأفلام في الدوحة يحمل اسم «ستوديو السلام»،ومع الإقبال عليه، فكر عبد السلام أبو عيسى بتوسيع عمله، وقام عام 1954 بتحويل المطعم المجاور للاستوديو إلى محل للهدايا، وبدمجهما معاً تحت اسم «ستوديو ومحلات السلام». بعد ذلك ازدهرت الأعمال، وفي عام 1963 ضاقت صالة العرض على الأعمال وانتقلت المؤسسة إلى موقع أكبر، لتشهد السنوات العشر التالية توسعاً في نطاق العمل وأسفاراً كثيرة لإيجاد موردين ومنتجات جديدة لزبائن يتطلعون كل يوم إلى المزيد، إلى أن وصلت الأعمال إلى الإمارات العربية المتحدة وسلطنه عمان واصبحت مجموعة من الشركات منها:-

- التيار للصناعة والهندسة
- السلام للخدمات البترولية
- أمنكس قطر
- السلام ميديا كاسيت
- السلام للخدمات التقنية
- ألو ناسا
- أتيليه 21
- صناعات الخليج للتبريد والتجهيزات الفندقية
-الدولية للتجارة والمقاولات
- الديكور الحديث
- حدائق قطر
- مشاريع السلام
- مصانع السلام 
- الشرق الأوسط للتسويق
- السلام بنيان
- مدينة لوسيل
- برج السلام
- وشركات اخري تشارك فيها بنسب متفاوته مثل إجادة ،امتياز دي بيرز لتجارة الماس،أموال انفست،الدولية للتأمين العام،بنك الاستثمار الفلسطيني

حصلت عائلة أبو عيسي علي الجنسية القطرية ورئيس مجلس ادارة المجموعة الآن هو عيسي عبد السلام أبو عيسي أمين رابطة رجال الأعمال القطريين.

وهنا يتيوب يروي قصة نجاح آل أبو عيسي في قطر ودول الخليج ويرويها رجل الأعمال عيسي أبو عيسي

(1) 

(2)

الأربعاء، 22 فبراير 2012

قصة نجاح الملياردير "الأميركي الفلسطيني" فاروق الشامي في أميركا اقتصاديا وعلميا

فاروق الشامي رجل أعمال أميركي من أصل فلسطيني أتى إلى الولايات المتحدة بمبلغ 71 دولارا ،واليوم تعتبر شركة فاروق سيستم FAROUK SYSTEMS إحدى أكبر الشركات الأميركية التي تدعم الاقتصاد وتوظف آلاف العاملين من مدينة هيوستن في ولاية تكساس وقدرت ثروته مؤخرا ب1.2 مليار دولار أميركي،كانت شركته الراعي الرسمي لحفل ملكة جمال الكون في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2010، كما دخل معركة إنتخابية شرسة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لإنتخابات حاكم ولاية تكساس وكان من المساندين علانية له عمدة مدينة دالاس دوين كاراوي ونافسه علي ترشيح الحزب الديمقراطي بيل وايت عمدة هيوستن السابق وكانت الصحافة المحافظة تقول إن اسم فاروق الشامي غريب علي الفوز بالمنصب ولكنته العربية واضحة في الإنجليزية التي يتحدث بها ،كما لمح خصوم الشامي إلي بدايته المتواضعة كصاحب صالون للحلاقة ثم ملكيته لشركة عملاقة متخصصة في مستحضرات التجميل ،وأشارت  التقديرات حينها إلي أن الشامي يستعد لإنفاق 10 ملايين دولار للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لإنتخابات رئاسة ولاية تكساس ورغم ذلك فشل في هذا المسعي إلا أنه قال أنه لن يستسلم وسيعيد الكرة مرة أخري في انتخابات رئاسة الولاية القادمة



الثلاثاء، 21 فبراير 2012

إغتيال المدينة

"إغتيال المدينة" فيلم وثائقي من انتاج قناة الجزيرة يعرض الحياة الثقافية والإقتصادية المزدهرة في فلسطين قبل النكبة والتي إغتالها الكيان الصهيوني بعد نشأته عام 1948 علي أرض فلسطين





الأحد، 19 فبراير 2012

الفلسطينيون في النرويج

مقدمة
النرويج هي إحدى دول أوروبا الشمالية , يحدها من الشمال والغرب بحر النرويج ومن الجنوب بحر الشمال ومن الشرق السويد ومن الشمال الشرقي فنلندا وروسيا.
تبلغ مساحة النرويج 323,895 كلم مربع , وعدد سكانها أربعة ملايين ونصف المليون نسمة , وفي بداية القرن الماضي هاجر عشرات الآلاف من النرويجيين إلى الولايات المتحدة الامريكية بسبب البرد القارس وانعدام فرص العمل في تلك الفترة.
العاصمة اوسلو , ويوجد في النرويج 19 محافظة , والعملة الرسمية للنرويج الكرون النرويجي , وأما اللغة الرسمية ( اللغة النرويجية القريبة من اللغة السويدية والدانماركية) , إن اغلبية الشعب النرويجي يدين بالديانة المسيحية البروتستانية وهناك من يدين بالمسيحية الكاثوليكية وهناك من لاديانة له.
النظام السياسي في النرويج ملكي دستوري , ويتألف البرلمان من مجلسين هما المجلس الأعلى والمجلس الأدنى , والملك مجرد رمز لايتدخل مطلقآ في الحياة السياسية , ويرسم البرلمان سياسة النرويج بكل تفاصيلها وينتخب مرة كل أربع سنوات.
تمتلك النرويج ثروة غنية وفي مقدمتها النفط , ولديها ثروة سمكية وخشبية ومائية هائلة وثروة معدنية, ومستوى معيشة الفرد متطور مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى .
وصل عدد الأجانب في النرويج عام 2000 إلى 250,000 نسمة ونسبة الأجانب في اوسلو 18% . أول من قدم إلى النرويج في بداية الستينيات من القرن الماضي عمال من باكستان وتركيا , وبما أن الدستور النرويجي يقر حرية الأديان نجد مايزيد عن 30 جمعية ومسجد بين كبير وصغير في مدينة اوسلو.
الهجرة الفلسطينية:
بدات الهجرة الفلسطينية الى اوروبا في أواسط القرن الماضي و بالتحديد بعد نكبة 1948 , حيث هاجرت بعض المجموعات الفلسطينبة إلى بريطانيا أولاُ وإستمرت الهجرة وإزدادت بعد نكسة 1967 و بعد مذابح أيلول الأسود في الأردن عام 1970 وبعد الحرب الأهلية في لبنان ومجازر صبرا وشاتيلا عام 1982 التي ارتكبها كل من السفاح شارون وجعجع وحبيقة , وكل هذه المآسي والنكبات والمذابح دفعت بالشباب الفلسطيني في لبنان للهجرة للخارج بعد أن ضاقت بهم الدنيا وبحثاٌ عن الأمن (حيث يمنع الفلسطيني في لبنان من مزاولة 70 مهنة(وظيفة) وعدم السماح له بالبناء الإسمنتي) . أحلت هذه الظروف القاسية والصعبة سيل هجرة الشباب الفلسطيني إلى السويد , والدانمارك , وهولندا , وفنلندا وألمانيا وبلجيكا ومؤخراً إلى النرويج .
لقد ازدادت الهجرة في أوائل التسعينيات من القرن الماضي بعد حرب الخليج الثانية و طردت الجالية الفلسطينية من الكويت .
و أُُُجبر العديد من القلسطينيين على الهجرة كما أجبروا قسراً وبالقوة على ترك مدنهم و قراهم عام 1948.
و في أعقاب الإنتفاضة الأولى عام 1987 و الإنتفاضة الثانية عام 2000 ازدادت هجرة الفلسطينيين من الضفة الغربية و قطاع غزة إلى دول شمال أوروبا مثل السويد والدانمارك والأغلبية جاءوا إلى النرويج ,وقسم من هؤلاء الشباب جاءوا للدراسة و منهم من جاء طالبآ للأمن و لقمة العيش تاركاً وراءه معاناة الأهل و الأحبة .
الفلسطينيون في النرويج:
لا توجد إحصائيات دقيقة للتجمعات الفلسطينية في أوروبا , ولكن يقدر عدد الفلسطينين في النرويج بأربعة آلاف نسمة , ولوحظ أن أبناء الجالية الفلسطينية في النرويج لا يقبلوا من أحد أن يساوم عليهم وهم أكثر التصاقاً بالعودة والحنين إلى مدنهم و قراهم في فلسطين المحتلة . كان أكثر من سبعين فلسطيني قد جاءوا من تونس والجزائر عقب إندلاع حرب الخليج الثانية (آب 1990) و قد أجرت السلطات النرويجية التحقيقات اللازمة لمنحهم اللجوء و بعد عام تبين أن البوليس النرويجي قد أحضر خبراء إسرائيلين من الموساد ليقوموا بإجراء التحقيق معهم من أجل تخويفهم و جمع معلومات عنهم كونهم من فصائل العمل الوطني الفلسطيني.
و قد إنكشفت هذه الفضيحة في أيلول عام 1991 وأحدثت ضجة في أوساط الشعب النرويجي وأحزابه , وكان من نتائجها استقالة مدير البوليس السري وقد كشفت الصحافة النرويجية عقب إستقالته عن مسلسل فضائحه مع الموساد ومنحه جوازات سفر نرويجية لعناصر من الموساد كي يتمكنوا من دخول البلدان العربية والشرق الأوسط.
هجرة الشباب الفلسطيني إلى النرويج:
كما سبق وأسلفت لا يوجد سجلات خاصة بالفلسطينين حتى يتم التحدث بشكل أكثر وضوحاً عن هجرتهم للنرويج , ولكني إعتمد ت على بعض الإخوة الذين قدموا إلى النرويج قبل ثلاثين عاماً وبعضهم من واكب كل مراحل قدوم الفلسطينين إلى النرويج وبعضهم من لديه معرفة شبه شمولية عن الوضع الفلسطيني في النرويج وأستطيع القول أن هناك حوالي 82% من الفلسطينين قدموا للنرويج كلجوء سياسي وإنساني و 17% هم طلاب قدموا للدراسة وبعضهم حصل على الإقامة من خلال الزواج من نرويجية أو فلسطينية تحمل الجنسية النرويجية.
وجاء التواجد الفلسطيني على عدة مراحل -
المرحلة الأولى: كانت في بداية السبعينيات وكان عدد الفلسطينين لايتجاوز العشرة أشخاص , وهؤلاء أبنائهم ولدوا و تعلموا وتزوجوا في النرويج.
المرحلة الثانية: كانت بعد الحرب الأهلية في لبنان حيث هاجر عدد من الشباب الفلسطيني هروباً من المعاناة والتميز وسوء المعاملة والفقر والحرمان لبلد يعيش فيه بحرية وكرامة . كانت أغلبية الهجرة إلى السويد والدانمارك وألمانيا والنرويج وفي عام 1983 لم يتجاوز عدد الفلسطينيين المئة شخص .
المرحلة الثالثة: بعد الإنتفاضة الأولى وحرب الخليج الثانية طردت الحكومة الكويتية الغالبية العظمى من الفلسطينيين المتواجدين على اراضيها , والمعاناة وصعوبة العيش فرضت على عدد منهم الهجرة إلى أوروبا .
المرحلة الرابعة: بعد إنتفاضة الأقصى عام2000 هاجر إلى النرويج من الضفة الغربية وغزة مايزيد عن 1500 شخص .
إن الأربعة الآلاف فلسطيني موزعين في النرويج كالتالي في اوسلو اكثر من 38% و بعد اوسلو بيركن ثم ستيفنكر وشين وكرستين سند وسند فيور وتونس برك وترندهايم وارندال ومن ثم بودوفي شمال النرويج .
إن اغلبية الفلسطينيين الموجودين في النرويج قدموا من الوطن ( الضفة الغربية والقطاع ) وفي المرتبة الثانية الذين قدموا من لبنان وفي المرتبة الثالثة الذين قدموا من سوريا ورابعآ الذين قدموا من الأردن والعراق والكويت ......
التوزيع المهني للفلسطينيين في النرويج:
يقدر عدد الأطباء الفلسطينيين في النرويج 18طبيب 10 مهندسين 8 صيادله 15 طالب دراسات عليا 10كتاب وصحفيين 80 طالب جامعي 20 اصحاب محلات تجارية 350 اعمال مهنية وخدماتية , وتتجاوز نسبة العاطلين عن العمل من عمر 25 سنة إلى عمر 60 سنة 35 % ويعتمد هؤلاء على المساعدات الإجتماعية التي تقدمها لهم البلديات , وهناك عدد كبير من الطلاب في المدارس الإبتدائية والثانوية والمعاهد .
علاقة الفلسطينيين في النرويج مع الوطن:
إن هناك استمرارية في العلاقة والتنسيق مع بعض القوى الفلسطينية في الأرض المحتلة على الصعيد الإجتماعي والثقافي والفني , وأحيانآ السياسي وقد ساهمت الجالية الفلسطينية في دعم اهلنا في الضفة والقطاع عام 2000 و2002 و2003 , ويتم سنويآ مشاركة فرق شبابية فلسطينية في المهرجان الرياضي لكرة القدم في النرويج , ويشارك في هذا المهرجان 60 فريق رياضي من بعض دول العالم , وتشارك فلسطين بثلاثة فرق رياضية موزعة كالتالي فريق من الضفة الغربية وفريق من غزة وفريق من مخيمات لبنان , وفي نهاية المباريات الرياضية تستضيف الجالية الفلسطينية الفرق الرياضية وتقيم لهم حفلة وداع .
العلاقة مع الجاليات الفلسطينية في أوروبا:
لقد تطور العمل والتنسيق مع الجاليات الفلسطينية في اسكندنافيا أولآ ومن ثم مع الجاليات في الدول الأوروبية الأخرى , وتشارك الجالية الفلسطينية في كافة المؤتمرات التي تعقد . إلا أن العمل يبقى موسمي دون متابعة ليس فقط من قبل فلسطينيي النرويج وإنما من قبل فلسطينيي أوروبا ايضآ , وهذا يتطلب التواصل من اجل بلورة صورة واضحة لفلسطينيي الشتات في أوروبا.
العلاقات الإجتماعية والتواصل الفلسطيني في النرويج:
إن العلاقات الإجتماعية والتواصل الفلسطيني مع النرويجيين أقرب إلى العلاقة الموسمية من التواصل , ويظهر ذلك في المناسبات الوطنية والأعياد والأفراح والمآتم ويكون الحضور والمشاركة مقتصرة على بعض الأشحاص وعائلاتهم , ولايظهر الحجم الحقيقي للفلسطينيين في هذه المناسبات , وهناك أسباب عديدة أنشغال البعض , والتوزيع الجغرافي وهناك من لايولي أيه أهتمامات لهذه المشاركات ويلتفت هؤلاء إلى جوانب أخرى في الحياة .
العلاقات مع القوى والأحزاب النرويجية:
هناك عمل غير موحد في هذا الجانب علمآ أن هناك 18 منظمة غير حكومية تتضامن مع القضايا العربية وبشكل رئيسي مع القضية الفلسطينية وتسمى هذه اللجان لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني والجالية الفلسطينية هي العضو رقم 19 في هذه المنظمات منذ عام 2001.
تشارك هذه المنظمات بكافة المناسبات الوطنية الفلسطينية وغير الفلسطينية وتدعو للتظاهر والمسيرات الشعبية في حال وقوع عدوان إسرائيلي على شعبنا في الضفة والقطاع, وتقيم هذه المنظمات الندوات السياسية والفعاليات التي تفتقر للأسف الشديد للحضور الفلسطيني , وقد دعت هذه المنظمات إلى مظاهرات إحتجاجية خلال العدوان الأمريكي على العراق عام 2003 وعلى إمتداد سنوات إنتفاضة الأقصى أقامت هذه المنظمات العديد من المسيرات والمظاهرات إحتجاجاً على العدوان المتكرر على فلسطين ودعت هذه المنظمات إلى العديد من الإعتصامات والإحتجاجات والمظاهرات خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان في تموز 2006 .
من ابرزالأحزاب النرويجية الإشتراكية( حزب العمال له 61 عضو في البرلمان والحزب الإشتراكي اليساري له 15 عضو وحزب التحالف الإنتخابي الأحمر ليس له أعضاء) وهناك احزاب أخرى حزب الوسط وله 11 عضو في البرلمان والحزب الديمقراطي المسيحي وله 11 عضو والحزب الإجتماعي الليبرالي وله 10 اعضاء وحزب المحافظين وله 23 عضو وحزب التقدم وله 38 عضو . ويقدر عدد المنتسبين الفلسطينيين إلى الأحزاب النرويجية 50 عضو اغلبيتهم في حزب العمال والحزب الإشتراكي اليساري وهناك بعض الأحزاب التي دعت إلى مقاطعة إسرائيل وكانت مدينة ترومسو النرويجية أول من اعلن مقاطعة إسرائيل , ونلاحظ أن هناك دورآ بارزآ للحزب الإشتراكي اليساري الذي يدعولمقاطعة إسرائيل ويعتبر هذا الحزب أن الولايات المتحدة الأمريكية هي سبب النكبات والمآسي لشعوب العالم .
علاقات الفلسطينيين مع المجتمع النرويجي:
إن عملية الإنفتاح على المجتمع النرويجي مازالت في بداياتها وبحاجة إلى وقت طويل لتصل إلى المستوى الذي يمكن الفلسطينين من الوصول إلى علاقات إجتماعية متبلورة وصحيحة , ويحتاج هذا المستوى لتحقيقه جهود مضنية من الأجيال الصاعدة التي تمتلك معرفة ودراية أكثر من الكبار الذين ولدوا وعاشوا وتعلموا خارج النرويج.
إن الجيل الناشئ الذي ولد في النرويج سيتمكن من الوصول إلى العلاقات الصحيحة لإمتلاكه الكثير من المعرفة بالواقع النرويجي الذي يعيشه , وهذا يسهل مستقبلآ من الوصول الفلسطيني إلى البرلمان النرويجي كما جرى في الدانمارك والسويد حيث أن هناك عضوة في البرلمان السويدي من اصل فلسطيني وعضو في البرلمان الدانماركي من أصل فلسطيني.
الجالية الفلسطينية في النرويج:
تعيش الجالية الفلسطينية في النرويج حالة من التقوقع على امتداد السنوات العشر الأخيرة , وما زالت غير قادرة على استقطاب غالبية الفلسطينيين لأسباب عديدة منها التوزع الجغرافي وظروف العمل المختلفة للفلسطينيين وبعض الظواهر الإجتماعية السيئة , وحتى الآن لاتمتلك الجالية الفلسطينية مقرآ مستقلآ لها, ويكثر النقد والتجريج احيانآ لهذا المسؤول أو ذاك في احاديث جانبية لاتفيد الجالية ولا تساهم في التخلص من السلبيات وإنما تزيدها , وكثيرآ من الكوادر الواعية والمثقفة والقادرة على العطاء تمانع من ترشيح ذاتها للهيئة الإدارية هذا إذا حضرت وشاركت في مؤتمرات الجالية .
تنتخب الهيئة الإدارية من المؤتمر العام للجالية, وغالبآ مايتم تساقط بعض اعضاء الهيئة وبعد اشهر قليلة ببقى مسؤول الهيئة وحيدآ وعنئذ تقع كل المسؤولية عليه , وهنا يبرز العمل الفردي الذي يتمثل بالمسؤول , والآن لاتوجد هيئة ادارية تقود العمل وتبرمج المهام وتتابع المسؤوليات, ونحن نعرف مخاطر العمل الفردي الذي يقود إلى نتائج لاتخدم الفلسطينيين في النرويج , وهذا الخلل ملازم للجالية منذ فترة طويلة .
لااستطيع أن انكر النشاطات المكثفة التي انجزت بجهود رئيس الجالية وبعض النشطاء من خارج الهيئة على الصعيد الثقافي والفني والجماهيري والسياسي احيانآ إلا أنها تمثل نمطآ من النشاط الفردي الذي يغيب بغياب المسؤول ويحضر بحضوره وبجب أن يكون هذا محور نقاش المؤتمر القادم , وجرى كذلك مواجهة حملة الباص الإسرائيلي الذي عرض في اوسلو في 18- 6- 2004 حيث تجمع عدد كبير من الفلسطينيين رفعوا الأعلام الفلسطينية واليافطات التي تندد بسياسة العدو ورفعت صور للأسرى والشهداء وصورللمجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا .
لقد حضر إلى اوسلو الأخ سفيان من اجل طرح وتسويق مشروع كيفيتاس ومن خلال النقاش والحوار لم يجد هذا المشروع آذان صاغية ولم يلقى قبولآ عند الفلسطينيين . هذا المشروع الذي يلتف بشكل واضح وصريح على حق العودة ولا يعتبر اللاجئين في الضفة والقطاع جزءآ من اللاجئين الفلسطينيين الذين يستحقون العودة إلى بيوتهم وديارهم التي شردوا منها عام 1948 , ويلتف كذلك على منظمة التحرير الفلسطينية التي يقر اغلبية أبناء شعبنا أنها ممثلهم الشرعي والوحيد ولا ننكر أنها بحاجة إلى اصلاح وتفعيل وتطوير اسلوب عملها , ومع ذلك لسنا بحاجة إلى بديل يحدده لنا كيفيتاس والمقيمين في لندن .
العمل الدبلوماسي:
يوجد في مدينة اوسلو ممثلية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي افتتح مكتبها الإعلامي عام 1986 وبعد اتفاق اوسلوتم توقيع اتفاقية بين الحكومة النرويجية ومنظمة التحرير الفلسطينية حيث ارتقى المكتب الإعلامي إلى بعثة دبلوماسية كاملة , وعليه تعيين سفير أو دبلوماسي في الممثلية يجب أن يكون بقرار من رئيس اللجنة التنفيذية ورئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية . لايوجد ارشيف خاص في الممثلية للفلسطينيين الموجودين في النرويج , وينحصر دور المكتب في الأعمال القنصلية المحدودة ولا يستطيع اصدار جوازات سفر فلسطينية أو تجديدها , وإنما يتم تنظيم الوكالات ليتسنى للفلسطينيين إتمام العملية في الوطن , ويقوم مكتب الممثلية بتصديق الشهادات والأوراق الرسمية الصادرة من الجهات الرسمية الفلسطينية أو النرويجية .
ومن سلبيات الهجرة افراغ الوطن من الشباب والفعاليات والكوادر العلمية , و بالمقابل هناك جوانب إيجابية دعم الأهل في الوطن وابراز الدور النضالي للفلسطينيين , وبرز هذا الدور من خلال لجان حق العودة الناشطة في الدول الأوروبية , وكذلك اتاحة الفرص التعليمية للطلاب في كافة المجالات . وفي النرويج يوجد لجنة حق العودة التي مازالت تعمل موسميآ على ابواب المؤتمرات واللقاءات التنسيقية وهي بحاجة إلى إعادة تشكيل هيئتها الأولى .

الجمعة، 10 فبراير 2012

الفلسطينيون في هولندا

موجات الهجرة إلى هولندا

* بدأ منذ الخمسينات قدوم أعداد قليلة من طلاب فلسطينيين طلباً للعلم والعمل معاً، لكنهم اصطدموا بواقع صعب ومجتمع كان بالغالب متعاطفاً مع (إسرائيل)، وغير متفهم للقضية الفلسطينية، حتى اليسار الهولندي تعاطف آنذاك مع (إسرائيل).
* شهد مطلع الستينات قدوم مجموعة من العمال الفلسطينيين مكونة من 120فرداً معظمهم من نابلس عن طريق إحدى الشركات التي فرضت عليهم شروط عمل تحد من حرية حركتهم، إضافة إلى إحجام الشركة عن المساهمة في تعليم هؤلاء العمال اللغة الهولندية أو العمل على دمجهم في المجتمع.
* ساهمت الحرب اللبنانية والمجازر التي وقعت خلالها بموجة جديدة من الهجرة باتجاه أوروبا وكانت هولندا إحدى محطات هذه الهجرة.

تعداد الجالية وتوزعها وبنيتها

تغيب الإحصائية الدقيقة حول تعداد الجالية في هولندا وإن كانت هنالك تقديرات ترجح أنه يزيد عن عشرة آلاف فلسطيني. تكمن صعوبة إحصاء عدد أفراد الجالية في كون الفلسطينيين يسجلون دائماً تحت جنسيات أخرى.

* بحسب مصادر عدة يقدر عدد الجالية الموجودة منذ 1967 حوالي 7000 فلسطيني من مختلف المدن الفلسطينية.
* من المؤكد أن عدد الفلسطينيين في مدينة فلاردينجن يزيد عن الألف فلسطيني معظمهم من نابلس ومن الوافدين القدامى.
* لا يقتصر التواجد على هذه المدينة بل يعم غالبية المدن الهولندية تقريباً مثل: روتردام، اوتريخت، خرونيقين.
* يلاحظ تواجد أعداد قدمت من الضفة وغزة والأردن.
* يشكل الفلسطينيون الذين قدموا نتيجة الحرب على لبنان الغالبية بين أفراد الجالية مقارنة مع من قدم لغرض الدراسة أو العمل.
* تتشكل الجالية في هولندا من معظم شرائح الشعب الفلسطيني فنجد العمال والفلاحين والطلاب والمهندسين والأطباء والفنانين والكتاب والصحفيين والرسامين.

النشاط الفلسطيني في الوسط الهولندي

* لم يسجل أي نشاط للجالية الفلسطينية حتى بداية الثمانيات باستثناء لجنة فلسطين الهولندية وجهد بعض الأفراد كـ محمود الرباني وموسى السعودي.
* بداية عام 1980 عقد اجتماع لبحث الوسائل الممكن إتباعها للقيام بعمل لصالح القضية بحضور مندوب منظمة التحرير، وخلاله تم تأسيس الاتحاد الفلسطيني في هولندا الذي كان له أثر إيجابي على الجالية الفلسطينية.
* لاحقاً تم تأسيس اتحادات للعمال والطلاب والمرأة تابعة للاتحادات المركزية.
* مع قدوم أعداد كبيرة من الفلسطينيين الجدد ظهرت بوادر صراع في أوساط النشطاء، كما تميزت المرحلة بزيادة تأثير منظمة التحرير وكان لذلك أثر سلبي على الجالية لأن المنظمة لم تفهم آليات العمل في المجتمع الهولندي.
* في بداية التسعينات تم حل كافة الاتحاد الفلسطينية وإغلاق مقر الجالية ونتيجة لذلك عاد العمل الفلسطيني ليعتمد من جديد على مبادرات فردية.

المؤسسات الفلسطينية في هولندا

1 ـ رابطة الجالية الفلسطينية

لا تعتمد نظام العضوية، لم تقم بأية انتخابات ديمقراطية، معظم المؤيدين لها يتعاطفون مع حركة فتح، لا يوجد لها قدرة على تعبئة الجالية الفلسطينية، تأثيرها على الرأي العام الهولندي ضعيف جداً.

فاعلية هذه الرابطة يقتصر على لم شمل الجالية والعلاقات الاجتماعية داخل أفرادها.

عقد المؤتمر الأول للجالية في مدينة روتردام وعقد المؤتمر الثاني بحضور أفراد من كل هولندا.

كما نجح أحد الهولنديين من أصل فلسطيني وهو أريان الفاصد في الوصول لعضوية البرلمان الهولندي.

كما تربع الهولندي من أصل فلسطيني رمزي نصر (37 عاما) صاحب المواهب المتعددة منذ سنة على عرش كرسي الشعر في هولندا، وهو لقب يحدده قراء أكبر صحف هولندا "أن. آر. سي"، تزامنا مع مهرجان الشعر العالمي في روتردام.

فيما يخصّ المناسبات الوطنية: لعبت الجالية دوراً مبادراً في إصدار البيانات ورصد ردود الأفعال الهولندية وتفعيل الشارع من أجل التضامن مع الشعب الفلسطيني.

2 ـ المجلس الفلسطيني

مقره في اوتريخت، المنتمين له لا يتبعون لحركة فتح بل من المستقلين، رغم ضعف تأثير أفرادها بالجالية فإن لهم نشاطات شبيهة بنشاطات رابطة للجالية.

3 ـ البيت العربي

منتدى أسسه أحد رجال الأعمال الفلسطينيين في مدينة لاهاي، يقتصر نشاطه على إقامة الندوات وإلقاء المحاضرات.

4 ـ لجنة فلسطين الهولندية

تأسست بعد حرب 1967 من قبل مجموعة من الهولنديين الداعمين للقضية، كانوا جميعاً ينتمون لليسار الهولندي تصدر اللجنة منشورات وكتيبات إضافة إلى إصدارها مجلة دورية تسمى (صمود).

الاثنين، 6 فبراير 2012

الفلسطينيون في السويد

لابد قبل البدء بهذه الدراسة المقتضبة من التحدث أولا عن السويد كدولة مضيفة للجالية الفلسطينية وثانيا عن الكيفية التي تشكلت بها الجالية موضوع البحث.
السويد
أولا:يعتبر شعب السويد شعبا هرما بسبب كثرة عدد المسنين عن الصغار، وبذلك يكون الهرم السكاني معكوسا. ويبلغ عدد سكان السويد حاليا حوالي 9 ملايين نسمة، ويزيد عدد من هم من أصول أجنبية عن 20 بالمائة، وأغلبهم من دول الشمال وفي مقدمتهم الفلنديين. وكانت السويد في نهاية القرن التاسع عشر من أفقر البلدان مما دعا مايقارب المليون من سكانها آنذاك للهجرة منها نحو أمريكا الشمالية. وازدهر الإقتصاد السويدي بعد الحرب العالمية الثانية بسبب عدم دخول السويد في تلك الحرب ولم تدمر بنيتها التحتية.
وبتوقيعها وتصديقها على اتفاقية جنيف لحقوق الإنسان، بدأت على إثرذلك باستقبال ثلاث شرائح من الأجانب وهي أولا: الأيدي العاملة من دول مثل تركيا واليونان وغيرها، وثانيا باستقبال أعداد أخرى من البشر بتصنيف اللاجئين لأسباب سياسية أو إنسانية، وثالثا القادمون بسبب لم الشمل إلى أهاليهم الذين تم قبولهم للأسباب السابقة.
وعند حصول الأجنبي على تصريح الإقامة والعمل فإنه يتمتع تلقائيا بكافة الحقوق والواجبات التي تنطبق على المواطن السويدي، أي الحاصل على الجنسية السويدية. فيحق له الحفاظ على لغته الأم وتطويرها، ومزاولة كافة النشاطات الثقافية والفكرية والدينية، ويحق له التعليم والعمل والعناية الصحية والتأمينات الإجتماعية بما فيها التقاعدية.
أما الإختلافات مابين الأجنبي والسويدي فهي عدم تمكن الأجنبي من أداء خدمة العلم ، وهي طوعية للسويدي، ومن جهة أخرى عدم مشاركته في الإنتخابات البرلمانية. يتمتع الأجنبي بحق التصويت للانتخابات البلدية والمحافظات بعد مرور ثلاث سنوات على إقامته في السويد. وبعد حصول الأجنبي على الجنسية السويدية، وهذا يتم مابين 3 إلى 5 سنوات، تزول كافة الفوارق.
تشكل الجالية الفلسطينية من الناحية الإحصائية
كبداية لابد من التنويه بأن لا أحدا يعلم، ولاحتى المكتب المركزي للإحصاء في السويد، كم هو عدد أبناء الجالية الفلسطينية في السويد وذلك لعدة أسباب منها:
- من حضر منهم بجواز سفر أردني أو إسرائيلي فقد تم تسجيله كأردني أو إسرائيلي.
- ومن حضر بوثيقة سفر لبنانية أو سورية أو مصرية أو عراقية فقد تم تسجيل بعضهم بصفة، بلا وطن، وبعضهم بإسم البلد التي صدرت منها الوثيقة، وبعضهم، خاصة من ولد منهم على أرض فلسطين، فسجل بإسم إسرائيلي، بدعوى أن هذه الموقع يوجد في أرض دولة على الخارطة الدولية تسمى إسرائيل.
- وهناك فئة أخيرة هي من ولدوا لأب فلسطيني وأم سويدية فيدرج الطفل إحصائيا بصفة سويدي، حسب قانون الإحصاء السويدي.
هذا ويقدر عدد الفلسطينيين في السويد بعشرات الآلاف، ربما 30 إلى 40 ألف، وموزعين على معظم المدن الرئيسية مثل ستوكهولم ويوتبوري ومالمو وأوبسالا ونورشوبينج وغيرها.
كان أول عربي يهاجر إلى السويد هو الدكتور الفلسطيني مفيد عبد الهادي قبل 67 عاما وهو يعتبر أيضا عمدة فلسطينيي أوروبا فقد وصل إلى استكهولم عام 1943 وبقي فيها حتى وافته المنية مطلع الألفية الثالثة وهو بحسب موسوعة جينيس شيخ أطباء العالم فقد مارس الطب لثلاثة وستين عاما الأمر الذي لم يسبقه إليه أحد، وهو بحسب موسوعة جينيس شيخ أطباء العالم فقد مارس الطب لثلاثة وستين عاما الأمر الذي لم يسبقه إليه أحد، أما البدايات الحقيقية فكانت في منتصف ستينات القرن الماضي حيث قدّمت السويد عددا من المنح التعليمية للشباب الفلسطيني المتفوق في المعاهد الصناعية في سوريا ولبنان والأردن وقطاع غزة، التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين"الأونروا" . بقي معظم هؤلاء في السويد بنتيجة حرب عام 1967 وأحضروا فيما بعد ذويهم.
درج الأمر منذئذ حيث أنتجت المناكفات السياسية بين منظمة التحرير الفلسطينية والأنظمة العربية إضافة للحروب المتكررة بين العرب وإسرائيل - مثل حرب 1982، والحروب الأهلية مثل حرب أيلول لعام 1970 وحروب لبنان الداخلية للأعوام 1976 و1985 وحرب الكويت 1990 والحرب العراقية الأخيرة والمستمرة والحرب الأهلية في قطاع غزة بين حماس وفتح - أنتجت كلها تهجير ولجوء ولم شمل للفلسطينيين إلى السويد.
إذا يمكن القول بأن مصادر قدوم الفلسطينيين إلى السويد هي لبنان وسوريا والأردن والعراق والكويت وقطاع غزة والضفة الغربية بشكل رئيس. كما ويوجد أقلية فلسطينية قادمة من الجزء الفلسطيني الذي وقع تحت الحكم الإسرائيلي عام 1948 ومعظمهم جاء للدراسة وبقي في السويد.
من الناحية الإجتماعية
يعتقد القادم بأن السويد هي جنة الخلد التي ستخلصه من هموم حياته السابقة، ويمر بخطوات عديدة، وتأخذ كل خطوة فترة زمنية تتفاوت بالطول مابين عائلة وأخرى حسب الظروف الفردية بكل أبعادها. فمنهم من يتكيف بسرعة مع المجتمع ومنهم ومن يكفر بالغربة ومنهم من يود لو يذوب في المجتمع الجديد، وهؤلاء هم الأقل عددا مقارنة بمن يتأقلمون.
وتكون اللغة هي أهم العوائق وخاصة بأحرفها الصوتية التي تبلغ 9، وإذا وضعنا في حسابنا الحرف الطويل والحرف القصير، كالفتحة والضمة والكسرة في اللغة العربية، فتصبح الأحرف الصوتية في اللغة السويدية حوالي 18. ومن اللافت بأن الأطفال الذين يدخلون المدارس يتعلمون اللغة السويدية بأسرع وقت من أهليهم بعد حضورهم للسويد. فالمدرسة توفرلهم الإحتكاك مع المجتمع السويدي من معلمين وزملاء فيساعدهم على التقاط اللغة بشكل أسرع بكثير مما يسنح للوالدين. يصبح الأبناء نتيجة ذلك أعرف بالمجتمع من أولياء أمورهم. ويظهر عجز الوالدين في فك رموزالمجتمع أمام تقدم الأبناء الذين هم في سن المراهقة فتختل من جراء ذلك موازين الإدارة والقوى في العائلة، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى ارباكات عائلية شديدة في أحيان كثيرة.
ويلي اللغة طريقة التربية التي تختلف بمبادئها عن التربية في البلدان العربية. فعند العرب يربي الوالدين أطفالهم على مبدأ الطاعة مع السماح أو غض النظر عن استخدام العنف بقصد التربية. أما في السويد فتبنى الشخصية على الإستقلالية والبحث العلمي منذ الصغر، ويتم تجريم استخدام العنف في التربية، ويكون الفرد إبنا للدولة ولمؤسساتها إضافة لوالديه.
كما وينضم للمصاعب التي تواجهها العائلات هي الطريقة التي يعيش عليها مجتمعنا العربي في التعامل مع المرأة. فمجتمعنا العربي هو مجتمع ذكوري ويبخس المرأة حقها. وبمجرد قدوم العائلة إلى السويد فيرتفع شأن المرأة في العائلة وفي المجتمع قانونيا إلى مستوى يخل بتوازن التفكير والقبول عند الرجل في علاقته مع زوجته وبناته. فليس من السهل على الرجل أن يرقى بحقوق المرأة إلى مستوى حقوقه بالطريقة التي يطبقها المجتمع السويدي، كما ولاترتقي المرأة أو الفتاة بدورها إلى مرحلة التساوي مع الرجل بشكل منطقي. فمنهن من يطلب المزيد لتكون هي الآمر والناهي في العائلة، الأمر الذي يدفع بالرجل للدفاع عن مواقعه السابقة للتمترس عندها وغلق الأبواب أمام أي تطور يؤدي لرفع مستوى حقوق المرأة ومن ثم الإندماج المقبول في المجتمع الجديد.
المحيط الذي نشأت فيه الحركة الوطنية الفلسطينية
سويديا:
يعتبر المجتمع السويدي جزءا من المجتمع الغربي الذي تأثر بمفهوم مؤيد لأهداف الحركة الصهيونية ولإسرائيل وذلك لأسباب عدة
- يعتبر الشعب السويدي فلسطين مهدا لولادة المسيح وكانت هدفا لحجاجهم عبر العصور، الأمر الذي سهل على الحركة الصهيونية، التي بدأت في نهايات القرن التاسع عشر في دول أوربا ومنها السويد، حيث تتواجد الجالية اليهودية منذ بدايات 1880، من التأثير عليه من خلال ربط المسيحية باليهودية وربط الإنجيل بالتوراة وتسميتها الكتاب المقدس بقسميه العهد القديم والعهد الجديد. وكان أكبر حاخامات اليهود في السويد ماركوس إيهرنبرايس الساعد الأيمن لحاييم وايزمن زعيم الحركة الصهيونية في عام 1914. كما خدع الإنسان السويدي، الذي كان يعيش في ظل اشتراكية الدولة، بما طبقته إسرائيل على أرض فلسطين مثل التعاونيات ، الكيبوتزات والموشافات. وكان الإعلام السويدي والمؤلفات مجندة كليا لخلق رأي عام مؤيد لما تفعله إسرائيل.
- كانت صورة الإنسان العربي في المفهوم السويدي حتى بداية السبعينات مشوهة، بسبب مابثته آلة الإعلام الغربية من جهة وغياب الإعلام العربي من جهة أخرى. وزاد الأمر تعقيدا عندما قامت الحركة الوطنية الفلسطينية من أعمال فدائية في أوربا فأصبحت صورة الإنسان الفلسطيني مطابقة للإرهابي.
- بقيت الأمور على حالها إلى أن بدأ العد العكسي لتأييد إسرائيل بالهبوط إلى أن أصبحت مؤخرا توصف، ببعض الإعلام السويدي ومن قبل بعض السياسيين، بدولة الإرهاب والعنصرية. بدأ تصاعد تأييد مطالب الشعب الفلسطيني تدريجيا بعد مرور أحداث رهيبة ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الذي دفع ثمن هذا التغيير شلالات من الدم. وكانت هذه العوامل:
أولا ظهور منظمة التحرير الفلسطينية والاعتراف بها كممثل للشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة، وكانت السويد من بين من اعترف بهذه الحقيقة وفتحت للمنظمة مكتبا إعلاميا في العاصمة ستوكهولم وبدأ ممارسة نشاطاته منذ عام 1975. وثانيا حرب عام 1973 واستخدام العرب على إثرها سلاح النفط الذي هز مضاجع أوربا الباردة. وثالثا موجات الهجرة للفلسطينيين إلى السويد في السبعينات ليبدأ الإنسان السويدي بالتعرف على الإنسان الفلسطيني كجار له وكإنسان حضاري له حق سلبته منه اليهودية الصهيونية، ورابعا بدء نشوء حركات التضامن السويدية - التي سنفرد لها دراسة خاصة فيما بعد، وخامسا الحروب التوسعية التي شنتها إسرائيل ضد جيرانها العرب والإحتفاظ بالأراضي التي احتلتها، وسادسا مشاهده رجال الطوارئ الدوليين القادمين من السويد الاعتداءات الإسرائيلية، والكذب التي تمارسه أداة الإعلام العسكرية والمدنية الإسرائيلية على العالم، وسابعا علاقة إسرائيل بالدكتاتوريات والنظم العنصرية كما كانت مع نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا والتعاون العسكري النووي فيما بينهما، وثامنا تطور الموقف الرسمي السويدي بعد اعتراف الفلسطينيين بحق إسرائيل بالوجود، وخاصة بأحزابه اليسارية، تجاه قضية فلسطين مما انعكس على الإعلام وعلى التنظيمات الشعبية كالنقابات العمالية والكنائس والتعليم، وتاسعا الإنتفاضات الشعبية الفلسطينية التي برهنت على أن الشعب وليس فقط منظمة التحرير، كتنظيم سياسي ، أو كدول عربية هي التي تقف بالمرصاد للعدو الإسرائيلي فأصبح الصراع بالمفهوم السويدي بين إسرائيل كدولة محتلة وشعب فلسطين الذي يعاني من الإحتلال، وعاشرا بدء الفلسطينيون في السويد في تأطير أنفسهم ضمن تنظيمات شعبية وسياسية فلسطينية إضافة للمشاركة في الأحزاب والتنظيمات الشعبية السويدية بكل جوانب النشاطات الرياضية والفنية والعلمية وغيرها.
فلسطينيا
إن الإنسان الفلسطيني وبنتيجة لنكبته ومحنته في الغربة متمسكا بحقه بالعودة إلى وطنه واسترداد حقوقه الشخصية والوطنية والإنسانية. من هنا يستطيع المرء وصف الإنسان الفلسطيني بأنه إنسان وطني ولايمكن وصفه بغير ذلك.
لكن التجاذبات على الساحة الفلسطينية في أرض الوطن وفي دول الجوار، على مدى العقود الأربعة الأخيرة، انعكست سلبيا على أبناء الجالية الفلسطينية في تنظيم أنفسهم والإستفادة القصوى من قدراتهم ومن محيطهم. كما وكان للأنظمة السياسية والإجتماعية والأمنية التي عاشتها شرائح الجالية الفلسطينية في الدول العربية المضيفة تأثيرا سلبيا آخر على العمل التنظيمي فيما بينها.
تجارب وطموحات في تشكيل الحركة الوطنية الفلسطينية في السويد
يمكن تلخص الحركة الوطنية الفلسطينية في السويد على أنها تجري على ثلاث مستويات:
مستوى التنظيمات النقابية الرسمية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية
إتحاد الطلاب: رغم كل المصاعب التي تولدها الغربة في مجتمع جديد غربي الهوى، وبيئة مسمومة برأي عام مضاد، حاول الإنسان الفلسطيني ولازال السباحة عكس التيار، وطوع منها الكثير لأسباب تم ذكرها أعلاه. فمنذ بدايات الوجود الفلسطيني في السويد تم تشكيل فرع لاتحاد طلبة فلسطين. واجه أعضاء هذا الفرع الصدمات الأولى لردة الفعل الإسرائيلية الإرهابية على الشعب الفلسطيني بعد عملية ميونخ الفدائية عام 1972 ضد الفريق الرياضي الإسرائيلي. فقد أرسلت عصابات إسرائيل، على إثر تلك العملية، طرودا مفخخة لقتل النشطاء الفلسطينيين في كل من السويد والدانمارك. وكان من بين من فقد بعض أصابعه وعينه، المناضل الطالب عمر صفوان من خلال رسالة مفخخة أرسلت إلى عنوانه. وأرسلت أخرى إلى طالب فلسطيني في الدانمارك، كما قتل شاب مغربي بدم بارد في أحد شوارع العاصمة النرويجية أوسلو ظنا من الموساد الإسرائيلي بأنه أبو حسن سلامة. وتابع فرع اتحاد الطلاب نشاطاته على الساحة السويدية حتى منتصف التسعينات ويعتبر نشاطه الآن مجمدا. وكان من أهم منجزاته الربط بين الجامعات الفلسطينية والجامعات السويدية، ومساعدة الطلبة الجدد وإرشادهم.
إتحاد العمال: حث المكتب الإعلامي لمنظمة التحرير الفلسطينية في ستوكهوم بعد افتتاحه عام 1975 الفلسطينيون على تشكيل تنظيمات شعبية واتحادات، إضافة لاتحاد طلاب فلسطين، فتشكل فرعا لاتحاد عمال فلسطين. مازال الفرع فاعلا كما صرح رئيسه السيد أحمد عدوي. وقد تركزت نشاطات هذا الإتحاد على نشر الوعي عند النقابات العمالية السويدية التي أصبح بعضها، كنقابة عمال المعادن، ومركز التثقيف العمالي التابع للحزب الإشتراكي الديمقراطي مؤيدين شديدين لحقوق الفلسطينيين. ولم يكن لهذا الفرع تأثيرا نقابيا على الشريحة العمالية الفلسطينية بسبب تحصيل العامل الفلسطيني على حقوقه من خلال النقابات السويدية قوية التأثير. كما عمل على ربط الحركة العمالية في الوطن المحتل والكشف على معاناتهم تحت الإحتلال إضافة إلى استقبال ممثلين عن الحركة العمالية الفلسطينية.
وقد كان لهذان الإتحادان تعاونا وثيقا مع مكتب منظمة التحرير الفلسطينية، الذي أصبح يسمى في السويد ،بعد اتفاقية أوسلو وظهور السلطة الوطنية الفلسطينية، بالبعثة الدبلوماسية الفلسطينية.
وكان النشاط الداخلي الأكثر بروزا للإتحادان هو محاولة أعضاء التنظيمات السياسية تنسيب عدد أكبر مؤيد لاتجاهاتهم السياسية للفوز بالإنتخابات التي كانت تجرى وللفوز برئاسة الفرع، ومن ثم حضور المؤتمرات العامة لتلك الإتحادات إن كانت في بيروت أم في تونس.
كما عمل الإتحادان وبشكل مستمر على إحياء المناسبات الوطنية الفلسطينية مثل يوم الأرض ويوم الإنطلاقة وغيرها من المناسبات الوطنية العديدة، إضافة لتنظيم المظاهرات والإعتصامات التي تتطلبها الأحداث وإعداد المحاضرات واللقاءات مع الجماهير ومع الطلبة والعمال في السويد.
إتحاد أطباء فلسطين وهو جديد العهد تشكل في سنة 2008
إتحاد المرأة واتحاد الكتاب والصحفيين: وقد جرت عدة محاولات لتشكيل هذه الإتحادات ولم تقلح على الرغم من وجود العديد من النساء الفلسطينيات والصحافيين ايضا. لكن جهود صحفية فردية بقيت مستمرة في الكتابة والتأليف، باللغتين السويدية والعربية، حتى يومنا هذا.
على مستوى التنظيمات السياسية
لم يفت التنظيمات السياسية الفلسطينية الأم من تشكيل فروع لها على الساحة السويدية، أو على مستوى الدول الإسكندنافية الثلاث، السويد والدانمارك والنرويج، أو على مستوى دول الشمال الخمسة، السويد والدانمارك والنرويج وفنلندا وإيسلندا. ومن بين التنظيمات التي ظهرت للعيان على تلك الساحة السويدية هي:
حركة فتح ، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والجبهة الشعبية لتحريرفلسطين، وحزب الشعب التي شكلت إقاليما لها، وتتابع نشاطاتها حتى اليوم على بالتواصل مع أعضائها وجماهيرها الفلسطينية، ومن جانب آخر مع الأحزاب السويدية التي تحمل أفكارا سياسية مقاربة لها.
فحركة فتح مثلا ذات علاقة وثيقة مع الحزب الإشتراكي الديمقراطي، وهو أكبر الأحزاب السويدية منذ مايزيد عن مائة عام، وعضو هام في الإشتراكية الدولية. تحتفظ م ت ف بمقعدا لها في الإشتراكية الدولية، وكان أول من مثلها الدكتور عصام الصرطاوي الذي قتل في لشبونة أثناء حضوره مؤتمر اٌشتراكية الدولية في عام 1981. ومن الجدير ذكره هنا بأن أية انتكاسات تصيب العمل الفلسطيني في الوطن تعكس نفسها فورا على العمل السياسي الفلسطيني في السويد. فعندما حصل انشقاق حركة فتح في عام 1983، أصبح في السويد تنظيمان الأول يتبع لفتح أبوعمار والآخر يتبع لفتح الإنتفاضة ولا زال الإنقسام قائما.
وملاحظة أخرى فإن الصراع الدائر في الوطن بين حركتي فتح وحماس يعكس نفسه وبقوة على عمل التنظيمات السياسية والشعبية الفلسطينية على الساحة السويدية وقد حصل شروخات عامودية فيها.
أما منظمات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحزب الشعب ذات التوجهات اليسارية فلها علاقات مع الأحزاب اليسارية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي اللينيني الماركسي - الثوريين، وحزب اليسار، وهو الحزب الشيوعي اليساري سابقا.
لقد كان لجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة تنظيما فاعلا على الساحة السويدية في السبعينات، إلى أن اكتشفت السلطات السويدية نشاطا عسكريا في عام 1980 اتهمت هذا التنظيم به وأثارت حملة إبعادات لعائلات فلسطينية بأكملها عن السويد. وأعتبرت الدولة السويدية منذ ذلك التاريخ القيادة العامة تنظيما إرهابيا. كما سعت المخابرات السويدية، سابو، لإبعاد عائلات أخرى، واتهام كل أعضاء جمعية الشعب الفلسطيني في مدينة أوبسالا بالإرهاب، حيث كان من ضبط السلاح معه من أحد أعضاء الجمعية. واستند جهزالسابو في إجراءاته هذه إلى قانون الإرهاب. تصدت جمعية الشعب الفلسطيني في مدينة أوبسالا، متعاونة مع تنظيمات شعبية وقضائية وإعلامية سويدية، فتوقفت الإبعادات وتحجمت تهمة الإرهاب لتبقة القيادة العامة حاملة له في السويد. ومنذ تلك الأيام لم يعد يظهر لتنظيم الجبهة الشعبية- القيادة العامة أية نشاطات علنية. ومن المعتقد بأن للتنظيمات الفلسطينية الأخرى التي نشأت فيما بعد، وألصقت بها صفة الإرهاب كحركتي حماس والجهاد الإسلامي تنظيمات فاعلة بشكل سري حيث لديها مؤيديها بين أبناء الجالية.
وبالطبع يحصل الباحث على إجابات تقول بأن جبهة النضال الشعبي لها من يمثلها على الساحة السويدية، وأن جبهة التحرير الفلسطينية التي كانت نشطة في الثمانينات من خلال اتحادي الطلبة والعمال والتظيمات الشعبية الفلسطينية لها ممثليها أيضا دون أن يكون لها تنظيما إقليميا.
ولايلاحظ المراقب للنشاط الفلسطيني للتنظيمات السياسية أي تعاون فيما بينها، أو أي نشاط تنسيبي لعناصر جدد، أو أي ظهور واضح على الساحة السياسية السويدية كما هي للتنظيمات السياسية اليونانية، على سبيل المثال لا الحصر. ويلاحظ نشاطها واضحا في السعي لإدارة التنظيمات الشعبية التي تشكلت هنا وهناك في أرجاء المملكة السويدية لمحاولة الإستفادة من كثرة عدد أعضاء تلك الجمعيات.
على مستوى التظيمات الشعبية
من المعروف بأن هناك عدد كبير من المستقلين الفلسطينيين، وممن تعبوا العمل من خلال التظيمات السياسية، إضافة للأطفال والأحداث والمسنين الذين لم ينتموا لأي تنظيم سياسي ولديهم الطاقات الثقافية والفنية والرياضية وغيرها. وهذا كله يستدعي تنظيم وتأطير هذه الطاقات من جهة ونشر الوعي الوطني فيما بينها وتعريفها بالقضية الفلسطينية لتقوم بدورها بالإجابة على أي تساؤل يثار في المدرسة أو بين الأصدقاء وزملاء العمل حول الحق الفلسطيني. من هذا المنطلق تمت الدعوات لأبناء الجالية الفلسطينية في المدن والبلديات السويدية لخلق جمعية شعبية ما.
وستكتفي هذه الدراسة بتجربة جمعية الشعب الفلسطيني في مدينة أوبسالا التي امتدت على مدار ثلاث عقود. وهي أم البدايات للتنظيمات الشعبية الفلسطينية على الساحة السويدية. وتعتبر هذه التجربة نموذجا تسير عليه الجمعيات والتنظيمات الشعبية الفلسطينية، وعددها يقارب ال20 في حوالي 11 مدينة سويدية. وللعلم فإن هذه التنظيمات الشعبية من لها نشاطات متنوعة أومتخصصة. فمنها مايتخصص بالفن مثل الإناشيد والغناء الوطني والدبكة مثل فرقة القدس. ومنها ماهو مهتم بمسألة واحدة وهي حق العودة وتعرف من تسميتها كتنطيم 194، تيمنا بقرار العودة الذي يحمل نفس الرقم. ومن الجدير بالذكر بأن هذه التنظيمات الشعبية سعت ونجحت لتوحيد هذه التنظيمات بتنظيم مركزي سمي باتحاد الجمعيات والروابط عيى مستوى السويد، لكنه انشق عاموديا انعكاسا لما يحصل على أرض الوطن!. وهذا مايدعو للقلق ويتمنى كل مراقب غيور على وحدة الصف الفلسطيني، تحت لواء م ت ف، المعترف بها دوليا كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، ليعكس ذاته على الساحات في الشتات.
جمعية الشعب الفلسطيني في أوبسالا
أملا بتجميع كل الطاقات المتواجدة على ساحة مدينة أوبسالا فقد دعى ثلة من الشباب الفلسطيني - وكان لي شرف المشاركة وتحمل المسئوليات - لتشكيل جمعية فلسطينية تضم بين جناحيها كل فرد فلسطيني في أوبسالا، إضافة إلى عضوية الشرف لمن يريد من العرب دعم جهود الجمعية. وعقد المؤتمر التأسيسي بمناسبة يوم الأرض من عام 1980. وقد استلهم النظام الأساسي وميثاق الجمعية من ميثاق م ت ف، بحيث ضمت الجمعية عدة لجان عمل متخصصة، لتكون نواة لفروع تنظيمات نقابية شعبية تابعة لم ت ف مثل إتحاد الطلاب واتحاد المرأة واتحاد العمال وغيرها. ونجحت هذه الجمعية في تصليب عود إتحادي الطلاب والعمال الفلسطينيين في السويد على مدى سنوات عديدة.
وكان من أولويات أهدافها الحفاظ على الهوية الفلسطينية بين المتواجدين ونقلها إلى الجيل الجديد والناشئ في المعترب من جهة، وتشكيل رأي عام سويدي مناهض لأسرائيل ومؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني تحت شعار " من أجل دولة فلسطينية ديمقراطية واحدة يعيش فيها الجميع على أساس ديمقراطي بغض النظر عن الدين والعرق. وكان هذا شعارا مقبولا لدى الجماهير السويدية وأحزابها السياسية.
تعاونت الجمعية بالدرجة الأولى مع الجمعيات السويدية المتضمنة مع الشعب الفلسطيني، وكانت عديدة. ورتبت لنفسها علاقاتها مع الأحزاب السويدية دون تفريق، وكذلك مع النقابات العمالية والكنائس والجامعات والجمعيات العربية والأجنبية كاليونانية والكردية والأمريكية اللاتينية والإفريقية المتواجدة على الساحة. كما ساهمت في إنشاء الأرشيف السويدي الفلسطيني في أوبسالا، والجمعية الإسلامية في أوبسالا، والتي بدورها أصبحت نواة لتشكيل تجمعات إسلامية أوسع على مستوى السويد، وفي بناء مسجد أوبسالا. ودعمت تشكيل جمعيات فلسطينية أخرى في مدن سويدية أخرى. وتعاونت بشكل وثيق مع مكتب م ت ف الإعلامي في ستوكهولم. وشاركت في تظاهرات واعتصامات كبرى، نظمت على أثر الأحداث التي كانت تجري على أرض الوطن وعلى الساحات العربية الأخرى، مثل الغزو الإسرائيلي للبنان ومذابح صبرا وشاتيلا وغيرها. شاركت الجمعية أيضا في ترتيب محاضرات عن القضية الفلسطينية لمدارس وثانويات أوبسالا وكتبت العديد من المقالات واستقبلت شخصيات سياسية وفنية فلسطينية من الوطن ومن الشتات ولازالت جمعية الشعب الفلسطيني فاعلا رئيسيا في العمل الوطني على الساحة السويدية.
ومن العقبات الخارجية التي واجهتها كانت محاربة المخابرات السويدية لها واتهامها بالإرهاب وملاحقة عناصرها ومحاولة منعهم ومن الحصول على الجنسية السويدية. ومن جهة أخرى فقد انعكست التجاذبات السياسية على الساحة الفلسطينية مركزيا عليها مما أدى مثلا إلى انشقاق إدى إلى نشوء جمعية فلسطينية جديدة في أوبسالا أسمت نفسها بالجمعية الفلسطينية في أوبسالا. ولابد من ذكر أن العمل داخل هذه الجمعيات هو طوعي يقدم العضو خدماته بأنواعها بشكل مجاني إضافة للوقت الذي يصرفه على تلك النشاطات.
فلسطينيون بارزون في المجتمع السويدي:-
وأذكر من هؤلاء:-
1- الدكتور مفيد عبد الهادي وهو على الأرجح عمدة فلسطينيي أوروبا فقد وصل إلى استكهولم عام 1943 وبقي فيها حتى وافته المنية مطلع الألفية الثالثة ، وهو بحسب موسوعة جينيس شيخ أطباء العالم فقد مارس الطب لثلاثة وستين عاما الأمر الذي لم يسبقه إليه أحد
2-إيفون رويدا فلسطينية الأصل وصلت إلي عضوية البرلمان السويدي
3-نائل طوقان رجل أعمال فلسطيني بارز يمتلك شركة اعلانات من أكبر شركات الدعاية والإعلان في شمال أوروبا من زبائنه أكبر شركات التصدير العالمية في السويد، شركة (إريكسون) ، شركة A.B.B التي تعمل في مجال الطاقة، شركة I.O.D للسيارات
4-"نادية جبريل" - السويدية الجنسية من أصول فلسطينية - أول مذيعة محجبة في التلفزيون السويدي ضمن فريق برنامج "موزاييك"، الذي يتناول قضايا اندماج المهاجرين في المجتمع السويدي
خاتمة
مما تقدم يستنتج المتتبع للحركة الوطنية الفلسطينية، كما هي الجالية نفسها، يدرك بأنه لازالت في طور المخاض والتكوين ويأمل لها ولادة جيدة تؤدي إلى تنظيم شعبي كبير وقادر بالتعاون مع البعثة الدبلوماسية على أولا أن يجمع كل الطاقات بين أبناء الجالية في السويد وتنظيمها وتوظيفها بشكل ينعكس على أبناء الجالية بمتطلباته في هذا المغترب ومن جهة أخرى لأن تؤثر في المجتمع السويدي بكل شرائحه الحزبية والنقابية والكنسية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدني الأخرى. ولا ينس المرء بأن للسويد عضوية ومسموعية طيبة في الإتحاد الأوربي وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأخيرا لابد في معرض هذه الدراسة من ذكر الدور الوطني والدبلوماسي الذي بذله مكتب م ت ف في ستوكهولم منذ نشأته عام 1975وتبذله البعثة الدبلوماسية الفلسطينية الحالية في مساعدة من يطرق بابها من أبناء الجالية أو تنظيماتها.
من الملاحظ لمن قرأ السطور أعلاه بأن الدراسة مقتضبة جدا وتحتاج لبحث معمق لتوثيقها ووضعها بين دفتي كتاب شامل، أملا أن تسنح لي الظروف لأن أقوم بهذا الدور في المستقبل القريب. ولابد هنا من ذكر أن تنظيمات تضم الجالية العربية ككل غير موجودة على الساحة السويدية، لكن يوجد جمعيات سورية وسودانية ولبنانية ولم يلاحظ أي تعاون وثيق فيما بينها أو جهودا لتوحيد تلك الطاقات، ويحتاج الأمر لدراسة موسعة أخرى.

الأربعاء، 1 فبراير 2012

الفلسطينيون في بريطانيا

هناك مصادر قليلة عن الفلسطينيين في بريطانيا، بل في واقع الحال عن العرب عموماً، وليس هناك إلا قليل من الأبحاث مصدرها مجموعة من المحاضرات ألقيت في المؤتمر العربي الأول الذي انعقد في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية في تشرين الأول من عام 1990، وفي تشرين الثاني من عام 1993 عقد المؤتمر الثاني. ثم عقد مؤتمر ثالث عن الموضوع نفسه ما يشير إلى تنامي الاهتمام والاعتراف بالحاجة إلى طرح موضوع العرب في بريطانيا، وهناك عمل أكثر تخصصاً أنجزه الأكاديمي البريطاني فرد هاليداي بعنوان "عرب في المنفى: المهاجرون اليمنيون في المدن البريطانية".
إن مجتمع الشتات الفلسطيني في بريطانيا الذي يعمل بجهد من أجل الحفاظ على هويته الفلسطينية، وما أنجزه من خطوات على هذا الطريق في إيجاد الجمعيات والروابط والأندية الهادفة إلى دعم مجتمعهم في بريطانيا وحماية مصالحهم السياسية والاجتماعية في نطاق النظام السياسي البريطاني. وأهم هذه الجمعيات هي: النادي العربي، مركز العودة الفلسطيني، مجلس تعزيز التفاهم العربي ـ البريطاني، جمعية العون الطبي الفلسطيني، رابطة الجالية الفلسطينية.
والمهمة الأبرز لهذه الجمعيات هي حماية الهوية الفلسطينية بإقامة حفلات العشاء، وعروض الأزياء الفلكلورية، وحملات جمع الأموال والمحاضرات وعروض الأفلام.
وتعتبر مذل هذه الصلات الاجتماعية حيوية جداً من أجل استمرار الأواصر التي تشد مجتمع الشتات الفلسطيني في بريطانيا إلى الوطن فلسطين.
الهجرة والشتات ـ العودة
نشأت الهوية الفلسطينية بوصفها ظاهرة قومية في المنطقة العربية، ثم ما لبثت أن طورت سمات خاصة بها بعد النكبة عام 1948، وكرد فعل على الصهيونية. يقول رشيد الخالدي أن نشوء هذه "القومية" بفضل التعلق الديني لكل من المسلمين والمسيحيين بما يعتبرونه الأراضي المقدسة ومفهوم فلسطين ككيان إداري قائم في حد ذاته، والخوف من التجاوزات الخارجية، إضافة إلى التعلق بالوطنية المحلية.
•يميز الفلسطينيون أنفسهم عن بقية الشعوب العربية من خلال خسارتهم لترابهم الوطن، وذاكرتهم الجمعية لماضيهم وتاريخهم وتراثهم المشترك. إن جيل الشتات الفلسطيني إنما يشعرون بفلسطينيتهم من خلال التعلق من بعيد بأفكار عن وطن هادئ وجميل، وحالما يزورون فلسطين يجدون واقع غير ذلك، الأمر الذي يعبر عن تعقيد الهويات الفلسطينية وتعدديتها.
•يشكل "التمسك بالعودة" قوة هائلة تعمل على توحيد الفلسطينيين، والجميع لديه نية حقيقية في العودة، وكان من عواقب هذا صعوبة الاندماج التام في مجتمعاتهم المضيفة، وهذا في أغلب الاحتمالات ما يحصل أيضاً للأجيال اللاحقة.

أرقام مراوغة وهويات متداخلة
كتب القليل عن الفلسطينيين في بريطانيا، ويعود ذلك إلى نقص الإحصاءات الدقيقة عن أعداد العرب والفلسطينيين، وتكمن صعوبة المشكلة لطبيعة الإحصاء البريطاني، والتصنيف الأمني، وغياب المشاركة، وعدم المبالاة من جانب الجالية العربية والفلسطينية. وحسب إحصاء عام 1991 بلغ عدد العرب ممن ولدوا في البلدان العربية ويقيمون في بريطانيا حينها 101.886، لكن هذا العدد يتجاهل العرب الآخرين ممن ولدوا في بلدان أخرى، ولذلك فهذا الرقم دون الرقم الحقيقي. إضافة لكونه لا يشير إلى المولودين العرب في بريطانيا، وآخرين قدروا 500000. أما بالنسبة للفلسطينيين فإن هناك تقديرات غير مؤكدة تتراوح من 15000 ـ 20000 فلسطيني.
المؤسسات العربية والمشتركة
استوعب الفلسطينيون بسهولة ضمن الجالية العربية في بريطانيا ومؤسساتها بما فيها النادي العربي ومجلس تعزيز التفاهم العربي ـ البريطاني، لأن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي عمل على توحيد العرب ضد إسرائيل. لقد تأسس النادي العربي من قبل العرب المقيمين في بريطانيا، الذين ارتأوا ضرورة حماية مجتمعهم والحفاظ على تراثهم من خلال إنشاء المدارس العربية وإقامة المعارض الثقافية ... الخ. أما مجلس تعزيز التفاهم العربي ـ البريطاني فقد تأسس بمبادرة من سياسيين بريطانيين مؤيدين للقضية الفلسطينية، لممارسة الضغط السياسي على الحكومة لمصلحة الفلسطينيين. وتراجع الاهتمام من قبل المجلس بقضية فلسطين إلى الاهتمام بالعراق والخليج ولبنان، بسبب ونتيجة لعقد معاهدات السلام التي شكلت فاعلية النشاط الفلسطيني، وأثارت البلبلة بين صفوف المتضامنين مع الفلسطينيين.
رابطة الجالية الفلسطينية في المملكة المتحدة
تركز الرابطة في نشاطاتها على القضايا الفلسطينية، وتقدر الرابطة عدد الفلسطينيين بما يزيد عن 20000، وللرابطة أهداف رئيسة تتمثل في حماية الهوية الثقافية الفلسطينية والتعاون ما بين أبناء الجالية وتقديم الدعم للأهل في فلسطين والقيام بأنشطة التضامن المشتركة مع قضيتهم. وليس للمرابطة مقر، ولا زالت عاجزة عن تقديم المشورة والعون القانوني لأفراد الجالية خاصة بين الوافدين حديثاً من طالبي اللجوء.
جمعيات التضامن والعون
•تعتبر "جمعية العون الطبي الفلسطيني" من أهم جمعيات العون العربية المسجلة في بريطانيا.
•غايتها خدمة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وفلسطين.
•أسست من 6 من النشطاء نصفهم أطباء في أعقاب مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982.
•الهدف دعم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والمؤسسات الصحية الأخرى.
•تحظى هذه الجمعية بالدعم من الحكومة البريطانية وبالتمويل من الاتحاد الأوروبي.
لقد عاشت الدكتورة باولين كتنع، والممرضة سوزان رايت تجربة حصار برج البراجنة عام 1987، الذي استمر لمدة 134 يوماً، وأدى هذا إلى ازدياد الاهتمام الإعلامي بمحنة الفلسطينيين، وحذت حذوها الدكتورة "سوانج" التي شهدت مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، واندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987. وقد دونت تجربتها في العمل في لبنان وفلسطين في كتابها "من بيروت إلى القدس" (صدر عام 1994). إضافة إلى إرسال الإمدادات الطبية تعمل MAP على تنمية الموارد البشرية في لبنان والمناطق الفلسطينية. أما موضوع اللاجئين فإنها تسعى إلى الاستماع إلى حاجاتهم والاستجابة لها.
أما على صعيد الأنشطة السياسية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، فتعتبر حملة التضامن مع فلسطين PSC واحدة من أهم الجمعيات الأهلية للتضامن على الساحة البريطانية، وهي تأسست عام 1982 من بريطانيين وعرب، وترعى برامج تبادل تربوي بين الطلاب البريطانيون والفلسطينيون وهي منظمة مستقلة لا تبغي الربح ينتمي أعضاؤها إلى مختلف الأوساط الاجتماعية، وتقوم في السابع عشر من كل عام مسيرة شموع أمام مبنى رئاسة مجلس الوزراء، إحياءً لذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، وتدعم بقوة حق طلاب قطاع غزة في التعليم وتتكفل برعاية المحاضرات، وتصدر رسالة إخبارية شهرية بعنوان "أخبار فلسطين" وتنظم اللقاءات على هامش مؤتمرات حزب العمال.
اندماج الفلسطينيين في المجتمع البريطاني
في كتابه "عرب في المنفى ... المهاجرون اليمانيون في المدن البريطانية"، ينجح فرد هاليواى مؤلف الكتاب في تصوير شائعة بين المهاجرين اليمنيين تصلح لأن تطبق على سلوك أفراد الجالية الفلسطينية، وهي ظاهرة "الانغلاق الاجتماعي" التي تحد من اتصالهم ببقية العالم، ويعيش المهاجرون ضمن قرية ذات طابع مديني، تقتصر عليهم وحدهم مع قليل من الحاجة إلى التواصل الاجتماعي والرسمي مع البلد المضيف، وهذا ما يوضح انعدام حضور العرب في الشؤون البريطانية المحلية. هناك نجاحات فردية للفلسطينيين ومشاركتهم في الحياة العامة والسياسية في ازدياد، ويوجد عدد من الفلسطينيين البارزين في الوسط القانوني والأكاديمي والطبي، ويلاحظ أن أغلبية هؤلاء ممن وصلوا في مراحل مبكرة، وتلقوا علومهم في الجامعات البريطانية، ويوجد عدد من رجال الأعمال المهنيين البارزين الذين كوّنوا ثروتهم إما في دول الخليج، أو مناطق أخرى من أوروبا والعالم.
لقد اتخذت الجمعيات الفلسطينية والعربية خطوات إيجابية في العقود الثلاثة الأخيرة لكي تصبح أكثر ارتباطاً بالمجتمع البريطاني وأكثر فاعلية وظهر مشاركون فلسطينيون في الإنتخابات البريطانية ومن هؤلاء علي سبيل المثال لا الحصر رجل الأعمال الفلسطيني - الأرميني غسان كاريان أحد الرواد على صعيد مشاركة العرب في الديموقراطية المحلية البريطانية مع العلم أنه بات أول عربي يُنتخب في بريطانيا رئيساً لأحد البلديات في بريطانيا،ولد كاريان في بيروت وانتقل إلى لندن في سن الثامنة. كان والده رسام الكاريكاتور جورج كاريان يعمل في «الحياة» في بيروت كما عمل في صحيفة «الشرق الأوسط» في لندن،انتخب غسان كاريان لأول مرة عضو مجلس عن حزب «العمّال» في دائرة «بورو أوف هامرسميث وفولهام» في غرب لندن عام 1994 عندما كان في سن الحادية والعشرين وقد بقي في هذا المنصب لمدة اثنتي عشرة سنة. وفي عام 2002، قام زملاؤه أعضاء المجلس بانتخابه رئيساً لبلدية «هامرسميث وفولهام»،يقرّ كاريان بوجود تداخل بين العرب والمجتمعات الإسلامية إلا أنه يعتبر أن «ثمة صوتاً عربياً مختلفاً يجب أن يُسمع»،وهناك أيضا عطا الله سعيد وكان من بين المرشحين في الانتخابات السابقة وُلد في فلسطين عام 1947 وترعرع في بيروت وقطر،والجدير ذكره أنه كان مرشحاً عام 2006 في الانتخابات المحلية وخسر بفارق 50 صوتا كما يشغل سعيد أيضا رئاسة رابطة العرب البريطانيين،ومع ذلك فإن البريطانيين من أصل فلسطيني بحاجة لأن يكونوا أكثر مبادرة ومشاركة في جميع أوجه حياة المجتمع البريطاني المحلي، وأن يمارسوا ضغوطاً على المؤسسات الإعلامية والسياسية، وضرورة امتلاكهم للإدارة السياسية التي تمكنهم من التأثير في التطورات التي تحصل داخل فلسطين، وأن الهوية المزدوجة الفلسطينية ـ البريطانية، ينبغي أن يكفل دوراً أكثر مرونة وحزماً وثقة بالنسبة للجيل الثالث القادم من الفلسطينيين في بريطانيا، الذين سيقومون بدور مسموع ومؤثر أكثر في المجتمع البريطاني.
الخلاصة ...
إن الفعل السياسي والاقتصادي والثقافي، إنما هو انعكاس للأحداث السياسية والتاريخية في الشرق الأوسط، ومع ذلك فإن محاولات القيام بدور مؤثر للمجتمع الفلسطيني في بريطانيا، من الصعب أن يزدهر إلا من خلال الجيل الثالث. ولأن فرصة السفر إلى فلسطين ممكنة ومتاحة من دون قيود، فإنهم سيكونون قادرين على الموائمة بين الهويتين الفلسطينية والبريطانية بطريقة تؤثر في العوامل السياسية في بريطانيا، بما يشجع توجه السياسات لما فيه مصلحتهم مثل الاستثمار الاقتصادي والتبادل التربوي والسياحة. وبذلك فمن المتوقع أن يكون بإمكان العائدين من الشتات إغناء المؤسسات المدنية والثقافية والاقتصادية في فلسطين من خلال تحفيز النمو وتعزيزه، وإنه لمن الحيوي أن يأتي حماة المجتمع المدني من الشتات من أوروبا وأمريكا لكي يكون هناك ضمان لازدهار مجتمع مدني سليم في فلسطين المستقلة.