الجمعة، 30 ديسمبر 2011

الفلسطينيون في مصر

تدفقت موجات الفلسطينيين الى مصر منذ فترة طويلة حيث كان هذا الوجود الفلسطيني وجود تجاري في مصر منذ القرن الثامن عشر تمثل في عدد كبير من التجار وقد ساهموا بشكل كبير في العلاقات التجارية لمصر مع فلسطين وبقية اجزاء بلاد الشام وتركيا وعدد من بلدان البحر المتوسط وكانت لهم استثمارات كبيرة وبعضهم وصل لمنصب تولي القضاء في مصر في ذلك الزمن وتركوا لاحفادهم تركات كبيرة اما في القرن العشرين فقد دفعت الصدامات و ثورة 1936-1939 الكثير من الفلسطينيين للجوء الى مصر و لوحظ أن النسبة الاكبر من هؤلاء جاءت من الخليل وهي المدينة التي شهدت أشرس الصدامات بين العرب و اليهود إبان هبة البراق كما يلاحظ أن أغلب هؤلاء حصلوا على الجنسية المصرية وأصبحوا من كبار التجار في مصر حتى قبل وقوع نكبة 1948.

ثم جاء لاجئو 1948 بأعدادهم الكبيره نسبياً و بعدهم توافدت اعداد قليله ممن قذف بهم احتلال القوات الاسرائيلية لقطاع غزة خريف 1956 خلال العدوان الثلاثي، على أن أعدادا أكبر وصلت مصر بعد إحتلال القوات الاسرائيلية للضفة الغربية و قطاع غزة، في حرب يونيو/ حزيران 1967 بل إن نزف المواطنين في هاتين المنطقتين المحتلتين لم ينقطع منذئذ الى يوم قريب مضى.

بيد أن الكتلة الاكبر التي وردت الى مصر من الفلسطينيين كانت تلك التي هاجرت، بفعل نكبة 1948 الفلسطينية. فمع اشتداد القصف المدفعي للعصابات الصهيونية المسلحة( الهاغاناه؛ والارغون؛ و شتيرن) على مدينة يافا، و تشديد هذه العصابات الخناق حول المدينة، التي أخذت دفاعاتها المتواضعة في الانهيار المتوالي، اخذت جموع أهالي يافا تتدافع الى شاطئ البحرالذي تركته العصابات الصهيونية دون ان تغلقه مكتفية بمحاصرة المدينة على شكل حدوة حصان و استخدمت هذه الجموع القوارب و اللنشات و نزلت بها الى ماء البحر متجهة الى الجنوب في اتجاه قطاع غزة و مصر يدفعها الى ذلك الساحل الآمن و قصر المسافة نسبيا و هذا ما يفسر وصول نسبة كبيرة من أهالي يافا الى هاتين الجهتين، فيما نجح الباقون في الوصول الى سوريا و لبنان والضفه الغربيه و تبقى بضعة مئات في يافا نفسها.

توالى وصول اليافيين الى بور سعيد أول ثغر قابلهم في القطر المصري و سارعت السلطات المصرية الى ضرب طوق من حول قوارب الوافدين و حاصرتهم في مبنى الحجر الصحي التابع لشركة قناة السويس جنوب شرقي المدينة حمل اسم المزاريطة، فيما أخذت هذه السلطات من وصل من الفلسطينيين عبر البر الى معسكر في العباسية أحد ضواحي القاهرة.

سرعان ما ثار اليافيون المحصورون في المزاريطة على وضعهم المزري و خرجت بنادقهم من مخابئها و اندلع الصدام بينهم و بين الشرطة المصرية و ان امكن محاصرتة واحتواءه سمحت الحكومة المصرية بخروج الرأسماليين من المزاريطة و معسكر العباسية و منحتهم حق الاقامة في مصر كما سمحت بخروج كل من أتى بكفيل مصري مقتدر، و قد اتضح من هاتين الفئتين ان الحكومة المصرية أرادت ان تجنب نفسها عبئا اقتصاديا اجتماعياً ثم سرعان ما جمعت الحكومة المصرية من تبقى في أحد المعسكرات التي هجرتها القوات البريطانية في القنطرة شرق على قناة السويس.

في صيف 1949 زار وزير المعارف المصري هذا المعسكر فخرج حشد من اهله متظاهراً ساخطاً يردد بدنا غزة بدنا غزة و ما هي الا ايام حتى كانت القطارات تنقلهم الى قطاع غزة حيث خصص لهم مخيم المغازي هناك ،اما من تبقى منهم في مصر فكانت لهم سيرة أخرى كما باقي فلسطينيي مصر فبعضهم بقي في مصر أو إرتحل الي دول الخليج وليبيا و الأمريكتين وغيرها من من مناطق العالم بعد ذلك أما التوزيع السكاني وعدد الفلسطينيين في مصر فهو كا لآتي :- لم يستطيع أي إحصاء في مصر أن يقدر العدد الحقيقي للفلسطينيين المقيمين علي الأراضي المصرية إلا أن غالبية الإحصائيات تقدرهم ما بين 40 و60 الف فلسطيني،ويتركز هؤلاء الفلسطينيين في القاهرة والاسكندرية ومحافظة الشرقيه ومنطقه القناة وسيناء. ويميل الاغنياء منهم في القاهرة الى السكن عادة في هليوبولس ومصر الجديدة والمهندسين والزمالك والدقي ومدينة نصر، بينما يسكن افراد الطبقه الوسطى في أحياء العباسية وشبرا،أما الفقراء فمراكزهم في شبرا و عين شمس في القاهرة اضافة الى محافظة الشرقيه في أبي كبير والزقازيق وناقوس الصلاحية والخطرة أما في سيناء فهم على الاغلب في العريش والشيخ زويد.

أما عن النشاط السياسي الفلسطيني في مصر فهذه نبذة عنه :-
منذ ان برزت القضية الفلسطينية، في مطلع العشرينيات من القرن الحالي وجدت أصداء لها في أرجاء مصر، تجلت في اشكال التضامن مع فلسطين وشعبها في الازمات، خاصة ابان هبة البراق صيف 1929، و ثورة 1936 الوطنيه الفلسطينيه (1936-1939) ووصل التضامن المصري ذروته، بعد صدور قرار تقسيم فلسطين عن الجمعية العامة للامم المتحدة، في 29 نوفمبر 1948.

الى ذلك، ثمة نشاط سياسي فلسطيني كان محمد علي الطاهر في طليعتة، حيث دأب هذا المكافح الوطني الفلسطيني على اصدار الصحف، و تنظيم علاقات وطنيه بحزب الوفد والاخوان المسلمين، من اجل قضية بلادة الوطنية. بيد أن نكبة 1948 الفلسطينية، أحدثت تغييرات ملحوظة في المشهد، من بينها تدمير البنيه السياسية الفلسطينية، وتدفق الفلسطينيين الى مصر. من المعروف بأن الشيوعين الفلسطينيين أفلتوا من هذا المصير، فاستمر تنظيم (عصبة التحرر الوطني) في ممارسة نشاطه. في شتى المناطق الفلسطينية ( اراضي 1948، الضفة الغربية، قطاع غزة). و نجح القسم الانشط في الضفه في تأسيس فرع للعصبة في الوسط الطلابي الفلسطيني في مصر، ترأسة طالب الطب، ابن مدينة صفد في شمال فلسطين، نديم نحوي. و بعد ان اتحدت العصبة في الضفة مع الحلقات الماركسية في شرق الاردن، و شكلت الحزب الشيوعي الاردني صيف في 1950، غدا فرع العصبة في مصر فرعاً للحزب الشيوعي الاردني.

مع مرور الوقت، نجح حزب البعث في الضفة الغربية في تأسيس فرع له في الوسط نفسة، وتبعته حركة القوميين العرب في الاتجاه نفسه. أما الاخوان المسلمون فتضافروا من قطاع غزة ومصر، فكان فرعهم في الوسط الطلابي الفلسطيني الاكثر عدداً، حتى سنة 1957.

أما الهيئة العربية العليا، و حكومة عموم فلسطين فقدتا مبرر وجودهما. واكتفيا باليافطة، لذا كان طبيعيا ان يتركز النشاط السياسي الفلسطيني هنا في رابطة الطلبة الفلسطينيون، التي غدت بمثابة مدرسة كادر لتخريج القيادات السياسية اللاحقة. فكان ياسر عرفات، أول رئيس لهذة الرابطة (1950-1956)، وأيضا صلاح خلف ( ابو اياد) الذي كان نائبا لعرفات، وخلفه في رئاسة الرابطة سنة 1956 فضلا عن فاروق القدومي ونشطاء آخرين بينهم بشير البرغوثي وتيسير قبعة.

من هنا يمكن فهم الصراع الحزبي الذي احتدم من أجل الاستحواذ علي قيادة رابطة الطلبة ومن بعدها الاتحاد. ومعروف بأن الاتحاد العام لطلبة فلسطين، اتخذ من القاهرة مقراً له، منذ قام سنة 1959، بعد اتحاد الروابط الطلابية الفلسطينيه في مصر و سوريا و لبنان و غيرها من الاقطار العربيه و الاجنبية.

ومنذ سنة 1957، بدأت الحكومة المصرية تتدخل، باطراد، في أمر تشكيل قيادة الرابطة، ومن بعدها الاتحاد . فحين كان النظام المصري راضيا عن البعث جانب عوامل اخرى - تولى اعضاء من البعث رئاسة الاتحاد، و كانت لهم الاغلبية في هيئتة التنفيذية. حتى اذا ما اصطدم النظام الناصري بالبعثيين، صيف 1963، قلب لهم ظهر المجن، ونقل دعمه الى حركة القوميين العرب، حتى أواسط الستينيات، حيث انتقل بدعمة الى طلبة الطليعة العربية، الموالية لعبد الناصر. مما قلل من الوزن السياسي لهذا الاتحاد، الامر الذي تعزز بعد قيام منظمة التحرير في أواسط الستينات، بمؤسساتها السياسية و الثقافية و العسكرية، فضلا عن تنظيمها الشعبي.

الى جانب الرابطة، تأسس في القاهرة،النادي الفلسطيني العربي، سنة 1953؛ ومن عام 1957 انتقل مقر النادي الى مصر الجديدة، ثم عاد الى وسط القاهرة، عام 1960، وبقي هناك حتى سنة 1964. و في موازتة تأسس النادي الفلسطيني العربي، في الاسكندرية، عدا فرعان للنادي في مدينتي العريش وبور سعيد وقد استهدفت هذه النوادي تعزيز الروابط بين الفلسطينيين المقيمين في مصر، ونشر الوعي السياسي بينهم، وتبني مشاكلهم الاجتماعية والثقافيه.

ومنذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، صيف 1964، احتكرت حق النشاط العلني من مصر الى ما بعد حرب 1967. ونشط مكتباها في القاهرة و الاسكندرية، عدا مقر اللجنة التنفيذية للمنظمة في العاصمة المصرية، حيث سمحت السلطات المصرية، بعد هذه الحرب وصعود المنظمات الفدائية، لحركةفتح بالنشاط العلني في مصر، فافتتحت الحركة عدة مكاتب، غالبيتها في القاهره.

واذا كانت مصر قد أجرت لمنظمة التحرير منذ تأسيسها اذاعة باسم صوت فلسطين، فان مصر منحت فتح بعيد معركة الكرامة (21/3/1968) محطة اذاعية باسم صوت الثورة الفلسطينه، وبعد ان استحوذت فتح على رئاسة منظمة التحرير في فبراير 1969 اندمجت الاذاعتان و حملت اسم الاذاعه الثانيه وتولى مدير الثانية فؤاد ياسين ادارة الاذاعة الموحدة حتى صيف 1974عدا فترة انقطاع اقتربت من سنة كاملة حين اوقفت السلطات المصرية هذة الاذاعة، بمجرد انفجار الازمة بين القيادتين المصرية و الفلسطينية مع قبول الاولى مبادرة روجرز و هو الاجراء الذي اقترن بقيام اجهزة الامن المصريه بترحيل عشرات من اعضاء الجبهتين الشعبيه و الديمقراطية أواخر يوليو 1970، من مصر الى الاردن انتقاما من قيام عناصر من هاتين الجبهتين في عمان بمظاهرات نددت بقبول الحكومة المصرية مبادرة روجرزمعروف بأن أجهزة الامن المصريه تغاضت عن مقر للجبهة الشعبية، في عمارة الايموبيليا بوسط القاهرة، توارت فيه الشعبية خلف جبهة التحرير الوطني البحرينية لكن احداث يوليو تموز 1970 انهت هذا الوضع، فيما سمحت هذه السلطات لمنظمة فلسطين العربيه بالنشاط العلني في مصر بسبب الروابط الحميمة لمؤسسي هذه المنظمة و قائدها أحمد زعرور، بمصر الى ان حلت هذه المنظمة نفسها على النحو المعروف صيف 1971.

ولأن الكياينية السياسة ظلت هاجس الفلسطينيين اينما حلوا منذ النكبة، لذا غرقت المؤسسات النقابيه و الشعبيه الفلسطينيه في النشاط السياسي على حساب الشأنين النقابي و المطلبي.

في القاهرة تأسست عام 1963 رابطة المرأة الفلسطينية وضمت قرابة خمسين امرأةو بعد أن تأسس في القدس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، سنة 1965 تحولت هذه الرابطة الى فرع للاتحاد في مصر ثم استضاف هذا الفرع قيادة الاتحاد المركزية منذ عمدت الحكومة الاردنية الى اغلاق مقر هذه القيادة في القدس في 1 يناير 1967.

من جهة اخرى كان بعض النقابيين العماليين الفلسطينيين اضطر الى هجر وطنة في الضفة الغربية، بعد أحداث ربيع 1957 في الاردن، و تجمع هؤلاء في مصر، و في مقدمتهم حسني صالح الخفش، و ناجي الكوني. و سعى هؤلاء لتشكيل الاتحاد العام لعمال فلسطين ولم تنجح مساعيهم الا بعد قيام منظمة التحرير، فانعقد المؤتمر الاول للاتحاد في مدينة غزة ما بين 14 - 17 ابريل / نيسان 1965 واتخذ الاتحاد من القاهرة مقراً له وظل كذلك، الى ما بعد مبادرة السادات عام 1977 حيث نقل مقرة الى دمشق.

في مصر نجح الاتحاد في تأسيس فروع له في انحاء مختلفة من مصر : القاهرة، الجيزة، حلوان، الاسكندرية، دمنهور، طنطا، كفر الشيخ، مرسي مطروح، دمياط، المنصورة، بني سويف، الفيوم، بورسعيد، قنا، سوهاج، أسيوط، والمنيا.

في سياق مشابه، انعقد في مدينة غزة، المؤتمر الاول لاتحاد كتاب فلسطين، في ما بين 29، نوفمبر و4 ديسمبر 1966، بحضور 32 كاتبا و أديبا من شتى مناطق الشتات الفلسطيني. و انتخب خيري حماد، من فلسطيني مصر رئيسا للاتحاد، و اتخذ الاتحاد من القاهرة مقراً له. الى ان تأسس، في بيروت الاتحاد العام للكتاب و الصحفيين الفلسطينيين في سبتمبر / ايلول 1972 حيث تحول مقر الاتحاد في القاهرة الى مقر لفرع الاتحاد في مصر حتى مبادرة السادات حيث تم ترحيل اربعة من قادة هذا الفرع واغلقت اجهزة الامن مقر الفرع حتى يومنا هذا واصبح الفرع مجرد حبر على ورق.

و اليوم لا يحظى بالوضع الرسمي سوى حركة فتح، فيما تفتقر بقية الفصائل الفلسطينيه الى مثل هذا الوضع، على ان هذا لم يحرم هذه الفصائل من متعاطفين ومؤييدين بين صفوف الفلسطينيين في مصر. في السياق نفسة، يعيش في مصر 25 عضوا من اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني.

الحقوق المدنية والإقامة
ارتبطت معاملة الفلسطينيين في مصر بالشأن السياسي ارتباطاً حميماً، فقد شهدوا عصرهم الذهبي في ظل جمال عبد الناصر حيث معاملة الفلسطيني معاملة المصري في كافة الحقوق وكان يتم تعيينة في الدولة الا انة بعد مجيء السادات الي الحكم بدا ذلك يتغير تدريجيا في حكم السادات. وجاءت أولى الازمات بين قيادة منظمة التحرير والحكم المصري، في سبتمبر 1975، مع توقيع السادات اتفاقية فصل القوات الثانيه مع اسرائيل، والتي تضمنت ما اعتبرتة قيادة منظمة التحرير، في حينه، تنازلاً وطنياً. فعمد السادات الى اغلاق اذاعة صوت الثوره الفلسطينيه، و أخذت الاجهزة المصرية تتعسف في التعامل مع الفلسطينيين . وهكذا، انعكس الخلاف السياسي بين قيادة منظمة التحرير والحكم المصري، لاول مرة، على معاملة الفلسطينيين في مصر.

بعد أقل من سنة، وفي 4 يونيو 1976، أعاد السادات الاذاعة الى العمل، في مواجهة التدخل السوري في لبنان، الذي ابتدأ في اليوم ذاتة. لكنة عاد و أغلقها بعد 17 شهراً حين أقدم على زيارة اسرائيل، في سياق مبادرتة الشهيرة. هنا دخلت معاملة الفلسطينيين في مصر منحى آخر، عانى فيه الفلسطينيون ما عانوا، فكانت التشريعات الجائرة.
جاءت بداية التحول مع زيارة السادات لاسرائيل في19 نوفمبر 1977، حيث قامت أجهزة الامن المصرية بترحيل عشرات الطلبه الفلسطينيين، ممن احتجوا على هذه الزيارة، أو اشتبهت هذه الاجهزة في ارتباطهم العضوي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بالذات، كما تم ترحيل أربعة من قيادة فرع الاتحاد العام للكتاب و الصحفيين الفلسطينيين، من بين تسعة أعضاء هم مجموع قيادة الفرع (الهيئة الادارية؛ و مندوبي المؤتمر العام)، و اغلقت هذه الاجهزة مقر فرع الاتحاد في العاصمة المصرية. و سرعان ما الحقتهم بطرد معتمد فتح في مصر، ومدير مكتب منظمة التحرير، ورئيس الاتحاد العام للطلبة الفلسطينيين.

واتخذ السادات من اقدام مجموعه فلسطينية، تنتمي الى فتح المجلس الثوري (جماعة أبو نضال البنا المنشقة عن منظمة التحرير) على قتل الاديب المصري المعروف، يوسف السباعي، في لارنكا بقبرص، في فبراير/ شباط سنة 1978، دون ان يراعي السادات ان فتح/ المجلس الثوري تلاحق حتى قيادات م. ت. ف انفسهم. وهكذا لم يستمر في نشاطة من الاتحادات الشعبية الفلسطينية، سوى فرعي اتحادي المرأة و العمال.

وفي يوليو 1978، صدر قراري رئيس الجمهورية، رقمي 47 و48 لسنة 1978، بالغاء القرارات التي كانت تعامل الفلسطينيين معاملة المصريين كما حظرت وزارة القوى العاملة اشتغال الاجانب- وبضمنهم الفلسطينيين- في الاعمال التجاريه، والاستيراد والتصدير، الا لمن كان متزوجا بمصرية، منذ اكثر من خمس سنوات.

لقد سنت الحكومات العربيه قوانين تحظر على اللاجئين الفلسطينيين العمل في بلادها، وتفرض كفالة ماليه كبيرة، وعقوبة بالحبس على رعاياها الذين يستخدمون فلسطينيين، بأجر أو بدون أجر. وظلت هذه القوانين سارية المفعول، لفترة طويلة، في البلاد التي فرضتها ولم يوقف العمل بها في معظم البلدان، على عكس ما سارت علية العادة في بلاد العالم جميعاً.

في مصر عومل اللاجئون الفلسطينيون معاملة الاجانب الغرباء، فلم يسمح لهم بمزاولة أي عمل من الاعمال، سواء أكان ذلك العمل وظيفيا، أم تجاريا، ام صناعياً. بل لقد كانت مصلحة الهجرة و الجوازات و الجنسية تكتب على بطاقة الاقامة، او جواز سفر أي لاجئ فلسطيني العبارة التالية:

لا يجوز له العمل، بأجر أو بدون أجر مما دفع بعض خريجي الجامعات الفلسطينيه للتوجة الى دول الخليج.
ورغم كل ما سبق فإن الفلسطينيين نجحوا في مزاولة حياتهم وهذا يدفعنا للتحدث عن النشاط الاقتصادي للفلسطينيين في مصر
اليكم المعلومات التالية عنهم :-

دخل الكثير من الفلسطينيين في مصر ممن تعود أصولهم لفلسطينيي قطاع غزة أو لفلسطينيي سوريا -بسبب الوحدة المصرية السورية- مجال التجارة وقد اتجه هؤلاء القادمون الجدد نحو مجالات كان اليهود واليونانيون والأرمن يحتكرونها جزئيا ومنها المصانع وتجارة الجملة والمفرق والفنادق الصغيرة، فمثلا ثلاث شركات يهودية كبيرة وهي (سورناجا-سيجوارت-كيلاتوس)حلت محلها شركة ابو لبن الفلسطينية لصناعة الطوب الحراري والمواسير وفي نهاية الخمسينات كانت توفر هذه المنشأة 50% من احتياجات القاهرة في هذا المجال
ولا ننسي هنا أن التواصل الحدودي بين قطاع غزة ومصر-معظم رجال الاعمال الفلسطينيين في مصر من قطاع غزة أصلا- ساعد علي انسياب الحركة التجارية وانتقال رؤوس الاموال في غزة الي مصر.

وفي فترة الستينات كان قرابة عشرين فلسطينيا يملكون مصانع متنوعة متوسطة الحجم بالاضافة الى 55 يملكون عمارات سكنية وثمانية يمتلكون فنادق متوسطة و15 يستحوذون على عزب فضلا عن عدد لا بأس به من المقاولين هنا كان قرابة 2500 شخص يديرون رؤوس أموال تتراوح ما بين 15 الى 20 مليون جنيه مصري في مطاعم و فنادق و أعمال النقل و الخدمات، أما الآن فثمه أشخاص إستفادوا من أوضاع الانفتاح في السوق المصريه بشكل جعل رؤوس أموالهم تفوق في حجمها رؤوس أموال الستينيات بمراحل.

و في ما بين حربي 1967 و 1973 رصد أحد الباحثين المصريين 222 متجرا للفلسطينين في مصر، بينها 58 مطعما و محل بقالة و 74 محلا لبيع الاقمشة و متجران للمجوهرات، و32 وكالة سياحة و مكتب استيراد و تصدير و46 مصنع جلود وفواكة وصابون وأحذيه ،ويقطن خمسة آلاف فلسطيني قرية عرب أبو ذكري في قويسنا بالمنوفيه حيث يمثل المصريين هناك أقلية ويعمل معظم الفلسطينيين هناك في مجالات الأعمال الحرة والإستثمار بشتى أشكالة فيما يتركز نشاط البعض الآخر منهم في المجال الزراعي ويعمل فلسطينيو أبو ذكري في معظمهم بصناعة الطواقي حيث ينسجون وبر الجمال ويصنعون منه طواقي يبيعونها لأهالي القرى المجاورة وكان هؤلاء الفلسطينيين يعملون في تجارة الجمال إلا أنهم تحولوا مع مرور الوقت للعمل في التجارة الصغيرة والزراعة .

وهناك رأسماليون كبار بين فلسطينيي مصر منهم علي سبيل المثال وليس الحصر :-

الشنطي و عائلته يعملون في صناعة وتجارة الجلود والبلاستيك؛ و عائلة جمجوم في تجارةالمواد الغذائيه ، و رضوان العجيل - الذي اكتسب الجنسيه المصريه - في الاجهزة الالكترونية والاكسسوارات ، و آل أبو لبن في صناعة الطوب الحراري والادوات الصحيه ، والسكسك في الاقمشة، وخميس عصفور صاحب مصانع كريستال عصفور الشهيرة التي يعمل فيها 30000 عامل بينهم بعض الفلسطينيين وقد حصل علي الجنسية المصرية وعلي الصفدي في مجال صناعة وتجارة السكر ويعمل في مصانعة 6000 عامل بينهم بعض الفلسطينيين أيضا وآل مسحال و العريان والقلا والخواجة في مجال صناعة السينما والانتاج السينمائي وآل مشتهي في مجال تجارة وصناعة الملابس وآل البورونو في مجال صناعة الادوات الصحية وآل الحسيني في مجال تجارة وتصنيع الملابس وصلاح خرما في مجال صناعة وتوكيلات العطور وآل العشي في صناعة وتجارة الثلاجات والديراوي في مجال المقاولات والابراج السكنية وآل الصراف في مجال تصميم الديكور وأسامة الشريف في مجال بناء و ادارة الموانيء وهاني الغزاوي في مجال صناعة و تجارة الاجهزة الكهربائية والالكترونية وعلاء الخواجة في مجال الفندقة والاتصالات وسامي القريني في مجال القري السياحية، وليد الشوا في مجال صناعة معدات الري الحديثه و شركته هي شركة رائدة في انتاج الانابيب وشبكات الري بالرش والتنقيط في مصر ومن الشركات القليلة في العالم العربي التي تنتج كامل المعدات البلاستيكية لعمليات الري،فاروق أبوغزالة أسس مع أخيه في عام 1982 في الكويت شركة متخصصة في استيراد المنتجات البيولوجية المستخدمة في الزراعة ولكنه انتقل الي القاهرة علي اثر حرب الكويت وأسس شركة يرأسها ويملك غالبية أسهمها وهذه الشركة متخصصة في التكنولوجيا الحيوية،محمود الفرا أسس أحد أكبر شركات المنتجات الطبية في عام 1992 وهي شركة تنتج إبر الحقن والعدسات اللاصقة والسوائل الخاصة بها وكذلك الأجهزة الطبية لتقويم الأعضاء كما أسس أحد أكبرشركات انتاج السجاد في مصر،منيرعبدالمجيد وهو مؤسس ومالك أكبر شركة مصرية تنتج منتجات القهوة سريعة الذوبان،سامي طوقان في مجال الصناعات الغذائية،أحمد الحلو في مجال الصناعات الكيماوية ومستحضرات التجميل، وخالد أبو اسماعيل وهو رجل أعمال كبير يمتلك سلسلة من المشاريع العملاقة ومدير الغرفة التجارية المصرية ويحمل الجنسية المصرية.

الفلسطينيون في اقتصاد شبه جزيرة سيناء

جاءوا إلى سيناء أثناء النزوح الجماعي للفلسطينيين عام 1948 وعاش غالبيتهم في عدد من مدنها وخاصة في مدينة العريش حيث تمركزوا واستقروا، ومن ثم كانت بداية انطلاقتهم المتواضعة في مجال التجارة والاستثمار حيث كان لمدينة العريش دور بارز باعتبارها واحة طبيعية مما جعل منها محطة للقوافل على الطريق إلى مصر، ومن هنا نشطت تجارتهم حتى باتت اليوم صروحًا تجارية يعمل بها المئات من العمال والموظفون الفلسطينيون والمصريون.

إنهم التجار الفلسطينيون المقيمون بمدينة العريش الذين باتوا اليوم رموزا معروفة ولهم سمعتهم الطيبة على امتداد مدن سيناء المختلفة، حيث اقتربت "فلسطين" من عالمهم ورصدت بالكلمة بداية انطلاقتهم التجارية والاستثمارية في مدينة العريش منذ عشرات السنوات، حتى استطاعوا بمزيد من الصبر والعزم والتحدي أن يصنعوا لهم تاريخا ومجدا يستحق التقدير رغم مرورهم بالعديد من العقبات والصعوبات إبان تواجد نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الذي عمل على سد الطريق أمامهم بطرق عديدة.

الأشهر بينهم
يعد خليل المجدلاوي من أشهر التجار الفلسطينيين الذين هاجروا إلى العريش عام 1948، وقد ولد" المجدلاوي "عام 1937 بمدينة عسقلان "أشقلون" المعروفة بالمجدال وبعد أن عبر غزة استقر في العريش عام 1948 مع الأسرة لأن والده التاجر الذي قتل خلال حرب 1947 كان له العديد من العلاقات بالعريش، ولأنه الابن الأكبر فقد وضع نفسه تحت رعاية أحد الأصدقاء لوالده، وذلك ليعين أسرته وتنفيذا لاقتراح أحد المصريين الذي كان يرغب في إشراك رأسماله مع الخبرة الفلسطينية - حيث اشتهرت مدينة المجدل بمنسوجاتها - فقام المجدلاوي باستخدام مدخرات الأسرة القليلة في إقامة مشروع بالمشاركة مع خاله الذي لاجئا هو الآخر. وعملوا على شراء نول للنسيج من غزة مصنوع في سوريا وعملوا معًا من عام 1952 حتى كان عام 1956.

لكن الأمور لم تسر على ما يرام، و إن انعدام البنية الصناعية أجبرهم على إحضار الخيوط من غزة إلى العريش لنسجها ثم إرسال النسيج إلى غزة لصباغته، وذلك قبل إعادته إلى العريش مرة أخرى لبيعه. وحينئذ قرر خليل المجدلاوي التفرغ تماما لتجارة المنسوجات وأصبح بائعا متجولا. وفي عام 1962 استأجر دكانه الأول وكانت تجارته رائجة.

مدينة تجارية
ويعتقد المجدلاوي بأن العريش اليوم مدينة تجارية مزدهرة بسبب الفلسطينيين ويقدم مثالا على ذلك بأن ثلاثة من تجار المنسوجات الخمسة بالمدينة هم من الفلسطينيين، كما يتمنى تنويع أنشطته ويفكر في إقامة مصنع نسيج لأن الأسواق موجودة "أن العريش هي بوابه غزة وغزة بوابة الخليج عن طريق الأردن" لكن يجب انتظار هدوء الأوضاع السياسية" يقول المجدلاوي.

ويعبر عن امتنانه للدولة المصرية في عهد عبد الناصر لأنه مكنه أن يصبح عضوا في الغرفة التجارية، ولكن في منتصف الثمانينيات قدم تجار مصريون من أبناء العريش شكوى ضده لأنه استمر في حصوله على الميزات التي يتمتع بها المصريون، والتموين من شركات القطاع العام، وقد تغلب التجار الفلسطينيون بفضل تأييد المحافظ لهم.

ومع ذلك يبدو أن القلق الذي يثقل على مصير الجالية يعرقل رغبة خليل المجدلاوي في توسيع أنشطته وفي استثمار رأسماله، ومع ذلك فقد افتتح دكانا آخر وبنى فوقه عمارة ويتمنى التحول إلى مجال الملابس الجاهزة لأنه يرى أن العريش "مفتاح الشرق وستكون أحسن منطقة في الجمهورية". وبما أنه يعمل مع أسرته فإنه يبدو مهتم بتأمين مستقبل أبنائه وهو مستقبل مصري" في الوقت الراهن.

انعكاسات سببها الاحتلال
إضافة إلى حقيقة أن الفلسطينيين فاعلون رئيسيون في العلاقات التجارية العابرة للحدود فقد كان للدينامية الغزية وكذلك للنتائج السياسية - العسكرية المترتبة على الحرب الإسرائيلية العربية الأولى من احتلال، انعكست على الأنشطة الزراعية في منطقة العريش، فقبل عام 1948 كانت تتم هجرة موسمية إلى فلسطين حيث يسهل الحصول على السلع الأساسية مما كان يحد من تنمية زراعية محلية، لكن بدءًا من هذا التاريخ أدى إغلاق الحدود والنمو السكاني إلى إجبار السكان على تنمية الزراعات الدائمة وعلى التشارك في تكوين التعاونيات.

وفي ظل ازدياد الطلب بسبب وجود الوحدات العسكرية المصرية وخاصة بعد الاحتلال الإسرائيلي الأول لسيناء عام 1956 شهدت المنطقة تطورا نحو الزراعة المروية بالإضافة إلى إنتاج المواد الغذائية وزراعة الأشجار مثل الزيتون واللوز والخوخ والحمضيات وكذلك نحو زراعات أخرى مثل الخروع المستخدم في صناعة المنسوجات.

وخلال الثمانينيات أدى انتعاش الزراعة المروية الذي تطلب تجارب على استخدام الأساليب الزراعية الحديثة مثل الري بالتنقيط، والزراعات المحمية، وكذلك نقص الأيدي العاملة المحلية إلى حضور فلسطينيين من غزة إلى شمال سيناء للعمل كمزارعين، لكن في عام 1990 وعقب الموقف الذي اتخذته منظمة التحرير الفلسطينية من حرب الخليج تم إغلاق الحدود في وجه هذه الهجرات الجديدة، إلا أن أحد المزارعين الفلسطينيين الذين بقوا في سيناء احترف الزراعة والتجارة في مجال المستلزمات الزراعية من خراطيم مياه ومستلزمات الري الحديث حتى بات من أشهر تجار هذه المستلزمات، وذاع صيته بأنحاء سيناء لتمتد تجارته من غرب سيناء إلى وسطها وشرقها أيضًا.

هو الحاج زكي الجوراني، الذي جاء من غزة إلى العريش وعمل بالزراعة لدى بعض المزارعين المصريين ثم قام بشراء 50 فدانا من الأراضي الصحراوية وكتبها باسم زوجته المصرية في منطقة جلبانة التي تقع بالقرب من بوابة شمال سيناء الغربية باتجاه قناة السويس وقام باستصلاحها وزراعتها.

يقول الحاج زكي "حصلت على الأرض من أبناء قبيلة بدوية شرق القناة بموجب وضع اليد وقمت بصرف معظم مدخراتي طوال سنوات طويلة على استصلاحها حيث كانت معظمها جبلية مرتفعة وزرعتها بالزيتون والتين والموالح " كلمنتينا وبرتقال" وبمزيد من الجهد والعرق وخلال سنوات قليلة أصبحت حدائق غناء يأتي تجار من الإسماعيلية ومختلف محافظات الوجه البحري لحجز ثمارها منذ بداية تكوينها.

مشاكل تقترب
وهنا بدأت المشاكل والصراعات الحكومية تقترب من الحاج الجوراني : بداية دفعوا عددًا من أبناء القبائل لتهديدي باستعادة الأرض لأنهم هم أصحابها الحقيقيون وطلبوا مني مبالغ مالية و أمام قيامهم بتدمير مزروعاتي عدة مرات سواء بالحرق أو بالإتلاف دفعت لهم ما طلبوه ، إلا أن المشاكل استمرت مع دخول وزراة الزراعة على الخط ومطالبتها بنزع الأرض لكونها أرض دولة، وتريد استعادتها لأنها لا تعترف بوضع اليد".

ومن خلال وساطة لأحد أعضاء مجلس الشعب المصري تم إنهاء الخلاف على أن يقوم الحاج الجوراني بشراء هذه الأرض مرة أخرى من وزارة الزراعة المصرية خاصة إنها باسم زوجته حيث يمنع القانون المصري تملك الأجانب وبينهم الفلسطينيون من تملك الأراضي والمشروعات التجارية .

وتعد مزارع الجوراني في سيناء اليوم مقصدًا لتجار الفواكه وزيت الزيتون لجودتها واعتمادها على أحدث طرق الري والزراعة الحديثة، هذا إلى جانب اتجاه الجوراني وأبنائه لفتح شركة لاستيراد وتجارة مستلزمات الري والزراعة الحديثة التي حظيت بثقة المزارعين في سيناء مما ساعد في انتشار عدة أفرع ومحلات لشركة الجوراني للآلات والأجهزة الزراعية ومستلزمات الري الحديث في مختلف مناطق سيناء.

محلات هي الأشهر!
ويعد اليوم الحاج جواد شعبان الذي نزح مع عائلته إلى سيناء من أكبر وأشهر تجار المواد الغذائية والتموينية وهو صاحب محلات "جواد شعبان" التي تقع بميدان الحرية وتحديدا مقابل مسجد الرفاعي الشهير وسط مدينة العريش يقول الحاج جواد " نزحت مع عائلتي عام 48 إلى مدينة العريش وعمل في مجال تجارة الخضروات ثم بدا في افتتاح محل صغيرا لبيع المواد التموينية والغذائية خلال العام 71 ومن ثم تطورت ووسعت تجارته خاصة وأن غالبية زبائنه كانوا يأتون له من القاهرة خصيصًا لشراء البضائع والمواد التي كانت تأتي من غزة عبر معبر رفح البري.

وقال الحاج شعبان إن ثقة الشركات والمصانع المصرية جعلته الوكيل الأول والأشهر لكافة شركات المواد التموينية والغذائية بالعريش ويعمل لديه نحو 20 موظفًا وعاملاً فلسطيني ومصري بالإضافة لأبنائه، ويضيف: "لقد بدأت تجارتي في البقالة برؤيا ربانية حيث كنت في حيرة شديدة من أمري لاختيار نشاط المحل الخاص بي، وكنت أسأل نفسي هل افتتح كافيتيريا أم محل خضروات ؟ وفي إحدى الليالي جاءتني رؤيا شاهدت خلالها المحل وهو مضاء وبداخله مواد تموينية وغذائية فقررت أن أبدأ نشاطي بالبقالة".

معاهدة صدق
ويتحدث الحاج شعبان عن أهم أسباب نجاح تجارته والمحبة والثقة التي ينالها من الجميع في العريش ويقول: "بدايتي كما ذكرت بالتجارة كانت بهداية ربانية إلى هذا المجال، وقد عاهدت نفسي أن أكون صادقا مع نفسي ومع الناس وعلاقتي بالله قريبة وطيدة وأنا مؤمن بأن الله يحبني لأن من يحبه الله يحببه إلى الناس وقد تعاملت في تجارتي بروح الإيمان والإسلام فأعطيت كل ذي حق حقه، وأحمد الله على كرمه حيث يعمل اليوم معنا عشرات العمال ونفتح بفضل الله الكثير من البيوت وندعو الله أن يديم نعمته علينا بالحلال".

ويشير إلى أن نظام الرئيس السابق حسني مبارك حاصرهم كفلسطينيين ووضع العوائق أمامهم وأمام مصدر رزقهم وتجارتهم التي كانت تخضع لرقابة وتضييق من الأجهزة الأمنية.

ومن بين مطاعم العريش يعد مطعم " بطيبط "من أهم وأشهر المطاعم التي تلقى ثقة وإقبال المواطنين في سيناء كما يعد من أهم المعالم التي يحرص المصطافون وزوار سيناء على زيارته وتناول الطعام فيه في مدينة العريش، وهو مطعم يقدم أشهر الأكلات الفلسطينية والسندوتشات السريعة حيث تطورت خدمات المطعم ونشاطاته بعد أن بدأ نشاطه كمطعم للفول والفلافل.

نجاح بالنكهة الشامية
يقول الحاج محمد محمود بطيبط صاحب مطعم " بطيبط" بالعريش لـ"فلسطين": كانت بداية افتتاح المطعم على أيدي والدي الحاج محمود بطيبط، وكان من أوائل المطاعم في مدينة العريش الذي يقدم وجبات وساندويتشات الفول والحمص والفلافل والمسبحة وذلك خلال العام 1962، واستمر المطعم بتقديم هذه الأطعمة فى بداية التسعينيات.

ويشير الحاج بطيبط إلى أن موقع مدينة العريش الجغرافي وقربها من قطاع غزة وعبر معبر رفح البري جعل منها قبلة للمسافرين الفلسطينيين والعرب، وهذا تطلب تلبية رغباتهم في توفير الأطعمة الفلسطينية والشامية وخاصة الوجبات المعروفة ومنها "الكبسة بأنواعها والمقلوبة" حيث اشتهر مطعمنا بتقديم هذه الوجبات إلى جانب الشاورما بنوعيها والساندويتشات السريعة.

ويضيف أن بعض المضايقات الأمنية سببها نجاح المطعم ومحاولة بعض أصحاب المطاعم بالعريش التأثير على عملنا من خلال تحريض الأجهزة الأمنية والسلطات الأخرى كالضرائب والتأمينات والتموين لكوننا فلسطينيين، إلا أن المطعم مكتوب باسم زوجتي لوجود قوانين وإجراءات تعيق عمل الفلسطينيين في مصر.

ويلفت الحاج بطيبط إلى أن مطعمه أصبح اليوم علامة بارزة ومعلمًا يحرص المصطافون والمسافرون على زيارته وتناول الأطعمة التي يقدمها وهذا يحملني المسؤولية في الإبقاء على سمعته وتاريخه، واستخدام كافة طرق الجودة والنظافة في كافة أركان ومواد وأنواع الطعام الذي يقدمه مطعمه، ويرى أن الإقبال الشديد من الناس يعود إلى الثقة والمنافسة من حيث الجودة والأسعار، بالإضافة إلى سمعة وتاريخ الأكلات الفلسطينية التي تعد من أشهر الأكلات العربية التي تنال إعجاب وإقبال المواطنين.

والآن بعد سقوط نظام مبارك والحمد ل الله اصبح وضع الفلسطينين المقيمين في مصر أفضل من السابق والفلسطيني من ام مصرية له الحق في الحصول على الجنسية المصرية وله الحق في كل شيء عدا الخدمة العسكرية.

و كل ماسبق في هذا التقرير هو موجز عن وضع الفلسطينيين في مصر لكنة يكشف الكثير عن وضع الجالية الفلسطينية بمصر منذ لجوئها وحتي اليوم.
________________________________
المصادر
- موقع شمل المختص بشئون اللاجئين الفلسطينيين
- مجلة روز اليوسف المصرية مقال نشر عام 1994 وكان عنوانه (الفلسطينيون في مصر لاجئون ومليونيرات)
- جريدة الاهرام المصرية مقال نشر فيها عام 1994 كان عنوانه (فلسطينيون علي ضفاف النيل)
- جريدة فلسطين مقال بعنوان(العريش تنهض بأموال فلسطينية رغم قيود نظام مبارك)
- بحث للدكتور ساري حنفي عام 1996 بعنوان (بين عالمين رجال الأعمال الفلسطينيون في الشتات والكيان الفلسطيني)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق