السبت، 31 ديسمبر 2011

الفلسطينيون في لبنان

بالطبع ندرك كفلسطينيين أن لبنان بلد طائفي وأن هناك تعقيدات داخلية وخارجية وأن كل طائفة مرعوبة من الأخري وتتوجس منها خيفة وتحشد لها سرا وعلنا،ولكننا ندرك أيضا أن لبنان أقرب إلي فلسطين في كثير من النواحي وأن الشعبين متقاربين ومتصاهرين وكثير من العائلات اللبنانية هي من جذور او أصول فلسطينية والعكس صحيح تماما وصيدا هي الأخت التوأم لعكا وسكان الجليل في شمال فلسطين والجنوب اللبناني يكادوا يكونوا شعب واحد بلا مبالغة،بل بعض القري الحدودية مقسومة بين فلسطين ولبنان ،أي بعيدا عن العنصرية والطائفية الشعبين تقريبا شعب واحد بلا نفاق وهنا دعوني أتساءل "هل حقا الفلسطيني عبئ علي لبنان ؟"ولنأخذ هنا "الجانب الإقتصادي" وسأعتمد علي ما سأورده هنا من معلومات تجيب علي هذا السؤال علي مصادر لبنانية أو غير فلسطينية ضمانا للحيادية وهي مجموعة مقالات نشرت في عدة صحف
تفضلوا معي
_____________________________

تجار البارد بين الخسائر الفادحة والاستحقاقات المالية
ثلاثة ملايين دولار ديون للشركات.. و55 ثمن بضائع
الشارع التجاري في البارد بعد الحرب


غسان ريفي - نهرالبارد:
يعيش تجار مخيم نهر البارد بين سندان الخسائر الجسيمة ومطرقة الاستحقاقات المالية للشركات التجارية والتي تقدر بحسب الإحصاءات الأولية التي أجرتها لجنة التجار بثلاثة ملايين دولار أميركي لم يسدد منها أي مبلغ حتى الآن بالرغم من مرور أكثر من أربعة أشهر على المواجهات العسكرية.
دفعت الاستحقاقات المالية الضاغطة التجار إلى القيام بسلسلة خطوات ميدانية بهدف إحصاء الخسائر التي لحقت بهم من جهة، والطلب بشكل مستمر إلى قيادة الجيش اللبناني السماح لهم بالدخول إلى محلاتهم ومؤسساتهم التجارية إن في المخيم الجديد أو في المخيم القديم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بضائع صالحة، وإخراج الدفاتر وسجلات الديون للبدء بتحصيلها بما يوفر المبالغ المالية التي يمكن من خلالها تسديد بعض الديون وتجنيب أكثرية التجار المساءلة القانونية التي يمكن أن تودي بهم الى السجن في حال استمر الوضع على ما هو عليه.
تقوم لجنة تجار البارد بعملية إحصائية دقيقة تعتمد على استمارات جرى توزيعها على أكثر من ألف صاحب محل تجاري ضمن المخيم وعلى جوانبه بهدف تحديد الخسائر الفعلية التي تعرضوا لها لجهة البضائع فقط، بغض النظر عن المباني والديكورات وما الى ذلك.
تتضمن الاستمارة البيانات الشخصية ورقم بطاقة الإعاشة، ومواصفات المحل أو المؤسسة ونوعية العمل، والخسائر في البضائع، وفي الآلات والمعدات الإنتاجية، وتقوم لجنة متخصصة بتسلم هذه الاستمارات وإدخالها إلى شبكة الكومبيوتر، تمهيداً لإعداد ملف كامل حول خسائر التجار سيرفع بمجرد الانتهاء منه إلى منظمة التحرير الفلسطينية، ووكالة الاونروا، والدول المانحة وسفارات بعض الدول الصديقة من أجل تأمين التعويضات التي تسمح للتجار بالنهوض مجدداً وممارسة أعمالهم بشكل طبيعي.
وأشارت الاحصاءات الاولية التي اظهرتها استمارات التجار إلى ان الخسائر في البضائع بلغت 55 مليون دولار اميركي، وهي تتوزع بين: الذهب، سيراميك، ادوات منزلية، تمديدات وأدوات صحية، اقمشة وملابس جاهزة، سكاكر، صيدليات، صالونات حلاقة، ورش ألمنيوم ونجارة وحدادة ومفروشات، عطورات، مستحضرات تجميل، اندية تسلية وكومبيوتر وبلياردو وكرة طاولة، أدوات كهربائية، أحذية وجزادين، ميكانيك صناعي، ميكانيك سيارات، زيوت، إكسسوارات سيارات وزينة، قطع غيار سيارات، مفرقعات، مواد بناء، ترابة وإسمنت، أخشاب، مزارع بقر وغنم، بوظة، مواد غذائية، العاب أطفال، كتب وقرطاسية، إضافة الى عدد من المصانع والمعامل المختلفة.
ويؤكد عدد من التجار أنهم فقدوا كل مقومات الاستمرار، وعادوا إلى نقطة الصفر، بعد أن تعرض المخيم بما في ذلك محلاتهم التجارية لدمار شامل.
ويبدي التجار تخوفهم من أن تتحول مطالبة بعض الشركات بمستحقاتها المالية إلى دعاوى قضائية تودي بهم الى السجن لتكتمل بذلك معاناتهم فيتحولون من تجار يساهمون في إنعاش الحركة الاقتصادية في محيطهم إلى مطلوبين للعدالة، مشددين على ضرورة تأمين التعويضات التي تسمح لهم بالانطلاق مجدداً في أعمالهم.
وإذ أشاد التجار بعدد من الشركات والتجار اللبنانيين الذين وقفوا إلى جانبهم في محنتهم وأبدوا استعدادهم لتزويدهم بالبضائع لتأمين انطلاقة جديدة لهم، طالبوا بالعودة السريعة إلى المخيم الذي يشكل الأرضية الصالحة الوحيدة لاستئنناف العمل.
ويشير أمين سر لجنة تجار مخيم البارد حسن موعد إلى أن التجار دخلوا في نفق مظلم لا معالم واضحة له، ولا أحد يعلم متى سيكون الخروج منه، وذلك بسبب فقدانهم كل ما يملكون من مقدرات وأموال وبضائع، الأمر الذي يجب أن يعالج بسرعة قصوى لجهة تأمين التعويضات اللازمة، خصوصا ان 90 في المئة من التجار باتوا عاطلين عن العمل. ولفت إلى أن الاستمارة ساهمت في حصر وإحصاء الخسائر المتعلقة بالبضائع، وهي ستساعد على إنجاز ملف كامل يتضمن خرائط المحلات ضمن الشوارع الرئيسية والفرعية، مؤكدا أن المعلومات التي سيتضمنها الملف قريبة جداً إلى الحقيقة والواقع وتعتمد منهجية علمية حيث إن اللجنة المكلفة باستلام الاستمارات رفضت كل استمارة بعيدة عن الواقع، خصوصاً أن اللجنة تعرف الغالبية العظمى للمحلات التجارية وقدراتها.
ويقول موعد لـ«السفير»: إن التجار بحاجة ماسة للاستقرار والى الأرضية الصالحة لكي يفكروا في كيفية حل مشاكلهم وإجراء الاتصالات بأصدقائهم والمتعاملين معهم، وهذا لا يكون إلا بالعودة إلى المخيم حيث يمكن الاستفادة من المحلات التي ما تزال صالحة للاستخدام، وسحب البضائع وسجلات الديون التي يمكن أن تساعد التجار في استئناف عملهم من جديد، علماً أن أكثرية التجار تربطهم علاقات صداقة وثقة كاملة مع التجار اللبنانيين من مختلف المناطق والذين أبدوا استعدادهم لتزويدهم بالبضائع وانتظار تسديد الأموال لأشهر مقبلة، لكن ذلك يحتاج إلى مكان للعمل، فكيف يمكن لأي تاجر أن يستقدم البضائع وهو يقيم في الغرف الضيقة والمظلمة في مراكز النزوح.
ويضيف موعد: «إن التجار الفلسطينيين كانوا وما يزالون يشكلون إحدى ركائز الاقتصاد اللبناني، في حين يشكل الفلسطينيون أحد مصادر العملة الصعبة نتيجة التحويلات المالية المتواصلة من أبنائهم المقيمين في الخارج، كما أن الأموال التي جناها بعض الفلسطينيين في الخارج تم استخدامها في بناء هذه التجارة المزدهرة، ما يعني أن الفلسطيني يعمل وينتج ويصرف الأموال في لبنان وهو ليس عالة على أحد في هذا البلد بل كانوا مصدر قوة وأنتعاش للاقتصاد اللبناني، أما الجنسيات الأخرى فتتسابق على تصدير الأموال من لبنان الى بلدانها».


(جريدة السفير اللبنانية)
_____________________________



((نهر البارد)) مركز تجاري أضحى أنقاضاً.. ولاجئين جدداً

أسماء المنصوري- نهر البارد:
الذي لم يزر مخيم نهر البارد من قبل، لن يعرف مدى فداحة الفاجعة التي حلت، هذا المخيم كان ملاذا تجاريا عامرا لطرابلس ذات الأغلبية الفقيرة، في الذكرى السنوية الأولى لانتهاء المعارك الضارية فيه، كنا هناك لنستجلي ما وراء دخان القذائف.
ما يسمى ب«المخيم القديم» استأجرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أنروا» أرضه من الدولة اللبنانية بعد النكبة في العام 1948، أما «المخيم الجديد» وهو أكبر بكثير من ذاك القديم فعبارة عن أراض مملوكة، اشتراها فلسطينيون موسرون من الحكومات اللبنانية المتعاقبة ومن قبل ملاك الأراضي في طرابلس وبنوا عليها دورهم ومحلاتهم التجارية، فتحولت المنطقة إلى مركز تجاري به محلات الذهب والأثاث والسيارات المستعملة، وغيرها من البضائع.وبدأ المخيم يتمرد على الثقافة الشعبية المتوارثة عن المخيم الفلسطيني الذي يشترط أن يكون بائسا حتى يصبح مخيما، وبالعودة إلى سنوات قليلة ماضية كان هناك لبنانيون يعتبرون هذا المخيم بالذات «تجاوزا» ولا يصح أن يمتلك فلسطينيون «مركز طرابلس التجاري».
الحاجز
في ديسمبر 2007 وصلنا مخيم نهر البارد في الساعة الثامنة صباحا، عبر سيارة تابعة لجمعية أهلية فلسطينية، كل شيء كان باردا بدءا من الوحل الذي اختلط بالثلج إلى وجوه العسكر، كانوا شبانا صغارا رمى بهم القدر في هذه الحرب وجميعهم لم يروا هذا المخيم من قبل، معظمهم كانوا من عكار.
كان الطابور طويلا عند الحاجز العسكري للجيش اللبناني. عند المدخل وقف الشباب الفلسطينيون ينتظرون دورهم في الدخول.. بعضهم دخل والبعض لا.. ليست هناك معايير معروفة للموافقة على الدخول أو الرفض. الجيش إن لم يجد سببا يمنع من الدخول فان القرار يعود لمزاجية الجندي الذي كان لا يزال يظن أنه مستهدف وتحت الخطر.
يقول أحد المخضرمين في تنظيم فلسطيني ويعيش في «نهر البارد» انه بعد انتهاء الحرب كان الوضع متوترا إلى درجة لا تصدق. بعض أفراد الجيش من مناطق معينة كانوا يقولون للشباب الواقفين على الحاجز للدخول لمنازل ذويهم لتفقدها عبارات من نوع «لن يبقى مخيم في لبنان».
ويضيف «كانت هذه العبارات التي تعيدنا إلى سنوات الحرب الأهلية السوداء»، ولغرابة الأمر لم تصدر من فئة لم تكن يوما في حرب مع الفلسطينيين بل على العكس، لكن الاستقطاب الذي حدث ووقوف الفلسطيني حائرا محايدا فيه جعله موضع «فشة خلق».
تعود الجيش اللبناني أن يرى نوال، مسؤولة الجمعية الأهلية التي أقلتنا إلى داخل المخيم، تلتقيهم بابتسامة ووجه بشوش وبعبارة «يعطيك العافية» سألها الجيش «من معك»؟ قالت «اقربائي من بيروت» ولم يطلبوا الهويات فدخلنا..قالت نوال إن أكثر الجنود لطفا هم الجنوبيون.. «عرفوا معنى الاحتلال».
الدمار
لم يبقى من مركز طرابلس التجاري إلا تفحم الأبنية وتراب ملوث بأنقاض الأسمنت والدم.. الدمار يعم المكان لا مخيم هنا وكأن هذا المكان لم يشهد في يوم ما حياة. المنازل سويت بالأرض وكنا ندوس بأقدامنا بقايا غرف نوم لمنزل فلان، أو حجارة خلفها محل تجاري كان قبل عدة أشهر يزهو بطوبه الأحمر، ورفرف العلم اللبناني فوق الدمار.
ومن بين أكوام المنازل المتفحمة وجدنا منزلا صمم أهله على العودة إليه رغم أنه لم يتبق منه شيء. يقول أبو محمد أنه بعد انتهاء المعرك قرر العودة إلى منزله فوجده سليما وكانت الحرب انتهت إلا أنه عاد بعد أيام ليجده محروقا.
وأكثر ما آلم العجوز الفلسطيني «س.ا» انه عاد لمنزله الذي بدا سليما من الخارج، وحين دخله وجد خارطة لفلسطين كان يحتفظ بها كمعظم الفلسطينيين ممزقة، كما أن صور ذويه القديمة في قريتهم داخل أراض 1948 مزقت جميعها، والى الآن لم يع «س.ا» ما دخل خريطة فلسطين أو صور قديمة منها بهذه الحرب كلها. يقول الحرب لم تكن على الحجارة (في إشارة إلى مباني المخيم) بل على الأرواح التي تسكنها ولم نستطع أن نستوضح منه أكثر.
ممثل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في لبنان مروان عبد العال، أحرق منزله كذلك بعد انتهاء المعارك بأيام. دخلنا إلى منازل وجدنا فيها صور الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وقد أطفئت السجائر في عينيه، وأصر صاحب المنزل على الاحتفاظ بهذه الصورة «إلى أن أرحل من لبنان».
أصحاب محلات الذهب، وهم كثر، رفعوا قضايا أمام المحاكم اللبنانية للمطالبة بحقهم. فقد نهبت هذه المحلات على آخرها.
يقول «م.خ» وهو أحد أصحاب هذه المحلات إن «فتح الإسلام» لم تكن بحاجة إلى أن تسرق «كان لدى التنظيم ما يكفيه من أموال».!
حروب صغيرة
في مقر الجمعية الخيرية كانت تدور حرب من نوع آخر؛ اجتمع فيها البرد مع الحاجة والترفع عن الشحاذة واستبدالها بالتهديد.. والذي نجح في نهاية المطاف. وقف شاب في منتصف العشرين عرفنا في ما بعد أن اسمه «م» كان يطالب بحقه في الحصول على بطانية توزعها الجمعية الأهلية على الناس وفقا لحالتهم الاجتماعية وللكمية المتواجد لديها.
صاح «م» في المسؤولة الاجتماعية «انت وعدتيني بان تعطيني بطانية»، فردت عليه المسؤولة المنهكة على ما يبدو من هذه الحوارات اليومية «لا يمكن، انت خاطب. قانون الجمعية ينص على إعطاء المتزوج فقط»، فرد ساخطا « يعني الأعزب ما بيبرد يا عالم».
هذا الحوار دار في طقس تصل درجة الحرارة فيه إلى 3 مئوية، في النهاية أخذ الشاب البطانية التي كان من نصيب آخر، بعدما هددها بحرق مقر الجمعية.
صراعات البشر مع الجمعيات التي من المفترض أن تساعدهم لا تنتهي. تقول إحدى موظفات الجمعية إن الناس لا يقدرون تعبهم «نحن نبقى إلى الساعة 9 مساء ونتعرض لمضايقات الجيش ليلا».
وتقول المسؤولة انهم لا يستطيعون تأمين البطانيات لكل فرد في المخيم لتكفي الكمية الجميع. وتقول أن بعضهم يذهب ليزور عقد زواج كي يحصل على بطانية أو يتزوج فعلا!.
ويشعل البرد حروبا أخرى أشد ضراوة، لكنها منطقية نوعا ما، فالجمعية النرويجية توزع المدفئات على الأسر التي يزيد عدد أفراها عن ثمانية، أما باقي الأسر فعليها أن تتكدس مع أصحاب المدفئات في كانتونات ضيقة بنتها «انروا» على عجل بعد الحرب ودون أساسات، فيستيقظ الناس يوميا على الوحل المثلج ملتصق بألبستهم.
الماء يتسرب من الأرض ومن الجدران ورغم أن المنزل/ الغرفة لا تزيد مساحتها عن المترين في مترين، إلا انك تشاهد الناس ينامون جلوسا فيها حتى تتسع للجميع ولا يتذمرون من بعض، لكن يصبون غضبهم على «اونروا».
ويبدو ان الفلسطيني تعلم مع الوقت ان احتماله لأخيه في أوقات الشدة يمده بنوع من المناعة والقوة في وجه «الآخرين»، وغالبا لا تعود هناك حاجة لهبة «النرويجية» فلا وقود يكفي لتشغيل المولدات التي تعمل عند انقطاع الكهرباء، والتي تكون مقطوعة معظم الوقت، بكل بساطة عاد الناس إلى العصور الوسطى فأخذوا يقطعون الأشجار ويصبون عليها الكيروسين لاشعالها.
وعادت المدينة الفلسطينية مخيما.. ونصبت الخيام «الكنتونات» وان كانت أحدث من تلك التي نصبت عام 1948 ظاهريا، لكنها مثلها لا تقي من حر أو برد، وتكدست العائلات فوق بعضها والشح عم كل شيء حتى الماء الصالح للشرب، كل ذلك في انتظار جنة الوطن الموعودة.
لاجئ من نهر البارد يطالب بكتب «ياسين»
طالب لاجئ فلسطيني من مخيم نهر البارد، الحكومة اللبنانية بإعادة محتويات مكتبة ياسين الثقافية التي كانت ملجأ ثقافيا لشباب المخيم. وأوضح اللاجئ «أبو هادي» أن هذه المكتبة تعد من تراث المخيم وأوضح انه دخلها بعد انتهاء المعارك فوجد أن الكتب نهبت.
وكذلك الكمبيوترات وآلات الطباعة وعاد بعد أيام ليجدها محروقة، وتساءل «أبو هادي» من مصلحة من أن تدمر مكتبة «هل ساهمت هذه المكتبة في الحرب.. أم كانت منارة لتثقيف الشباب العاطلين عن العمل وإبعادهم عن الشارع والتنظيمات المتطرفة» وأضاف «لا نريد أن نسيء الظن فنقول إن هناك حربا خفية على الثقافة الفلسطينية لكننا نطالب بتفسير لما حدث.
فلسطينيون يشكون فقدان وثائق ممتلكاتهم
أكد فلسطينيون من سكان «المخيم الجديد» أن وثائق ملكياتهم للدور والمحلات التي اشتروها اختفت، وحين راجعوا الدولة اللبنانية للحصول على نسخ منها، لم يلقوا ردا حتى اليوم، إلا أن المحامي الفلسطيني جميل ياسين من سكان نهر البارد وكان يحتفظ بنسخ من وثائقه في مخيم آخر، تمكن من إثبات حقه في أرضه التي اشتراها، ورفع قضية أمام المحاكم اللبنانية حاليا.
كما عرض قضايا مئات الفلسطينيين الذين تضررت منازلهم أو نهبت محلاتهم وفقدت ملكياتهم الأصلية، والى الآن ينتظرون تعويضات عن أملاكهم. واعتبر ياسين أنه من الصعب الحصول على تعويضات في ظل التوتر السائد في لبنان حاليا.
اضاءة
نهر البارد كان ثاني أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان بعد مخيم عين الحلوة ويقع على بعد 15 كم شمال مدينة طرابلس، أنشئ في عام 1949 على مساحة 13 ,198. تعرض المخيم على مدار أكثر من مئة يوم إلى قصف مستمر في صيف العام 2007، من قبل الجيش اللبناني لإجبار جماعة سلفية تطلق على نفسها اسم «فتح الإسلام» والمتحصنة في المخيم على الاستسلام، وانتهت المعارك بين الطرفين إلى نزوح سكان المخيم البالغ عددهم 35 ألف لاجئ فلسطيني وتدمير ما يصل نسبته إلى 80% من بنى المخيم التحتية ومنازله.
ويضم لبنان اثنا عشر مخيماً، ظلت مساحة كل منها على ما هي عليه منذ إنشائها وانتشرت هذه المخيمات في خمس مناطق (بيروت ـ طرابلس ـ صيدا ـ صور ـ البقاع) وكلها تأسست بعد نكبة 1948 وقبل نكسة 1967. وهي عين الحلوة والرشيدية وبرج البراجنة والبرج الشمالي وصبرا وشاتيلا والبداوي والبص والجليل ومار الياس والمية مية وضبية.
مشاهد حرب
شبه قيادي كبير في تنظيم فلسطيني فاعل، ما حل بنهر البارد بدءا من طريقة التمهيد للحرب إلى الطريقة التي آلت إليها، بما حل بمخيم تل الزعتر ابان الحرب الأهلية اللبنانية، وأكد القيادي الذي آثر عدم ذكر اسمه أن نهر البارد هو تل الزعتر لكن في عهد السلم الأهلي، مشيرا إلى أن اللبنانيين يطالبون دائما بنزع سلاح المخيمات، لكن ما حدث للمخيم يجعل الفصائل تتمسك أكثر بالسلاح، وقال انه كان بالإمكان احتواء المناوشات منذ البداية لكن «هناك نية مبيتة» لإنهاء المخيم.
من جهته أكد مقرب من الحركات السلفية في لبنان أن تنظيم «فتح الإسلام» حاول في البداية البقاء عند أطراف المخيم لتسهيل فرارهم، الا أنهم حوصروا أخيرا ما دفعهم إلى التحصن بالمنازل والتي كانت حتى في تلك اللحظة بعيدة عن عمق المخيم وعلى أطرافه. وهو ما فاقم من معاناة السكان وأطال أمد القتال.


(جريدة البيان الإماراتية)

_____________________________

وهذه دراسة نشرت في جريدة الخليج الاماراتية منذ عدة سنوات:-
فلسطينيو لبنان في الإمارات ..... مليون دولار يوميا


الفلسطينيون في لبنان , مسألة تؤرق كل من يحاول ان يتلمس الواقع المعاش والحياة المريرة في مخيمات البؤس والتشرد والحرمان الفلسطينية في لبنان , حصار ومضايقات وحياة لاتمت للانسانية بصلة وحرمان من ادني الحقوق وتجويع مدروس ومضايقات لاحصر لها , والسؤال رغم هذه الصورة الماساوية لايزال يبحث عن اجابة منذ سنوات والكل من من لبنانيين
وفلسطينيين عاجز عن ايجاد الحل .
لقد لفت انتباهي دراسة اعدها رجل اعمال فلسطيني يعمل في ابوظبي , تعني بالجانب المالي فقط , لحملة الوثائق اللبنانية من الفلسطينيين الذين يقيمون في دولة الامارات ويصل عددهم الي نحو مائة الف شخص ,
ان مساهمة هؤلاء الناس في انعاش دورة الاقتصاد اللبناني كبيرة جدا غير ان الدولة اللبنانية لاتريد ان تعترف بفضلهم في هذا الدور الاقتصادي الحيوي .
ينتمي هؤلاء الفلسطينيين إلى مجموعة شرائح اجتماعية تتوزع على النشاطات التالية:
- مهندسون وأطباء ورجال أعمال ومقاولون يعملون في القطاع الخاص.
- موظفون فنيون وإداريون يعملون في شركات البترول ويتقاضون رواتب عالية.
- موظفو بنوك وشركات تأمين وشركات كمبيوتر.
- مدراء شركات تجارية خاصة ومدراء مؤسسات مالية.
- أساتذة مدارس حكومية وخاصة وأساتذة جامعات وموظفين في الدوائر الحكومية.
- أصحاب محلات تجارية واستيراد مواد غذائية وزراعية.
- عمال فنيون في مختلف المهن الحرة.
كما تشترك هذه المجموعات بثلاث صفات:
أولاً: إن الغالبية العظمى قد مضى على وجودها في دولة الإمارات بين 10-25 سنة، ومعظم الأبناء قد ولد في دولة الامارات .
ثانياً: هناك ارتباط دائم بين المقيمين في الدولة والأهل في لبنان على مستوى يومي حث الأهل والأقارب والأبناء موجودون في لبنان بشكل أو بآخر.
ثالثاً: إن معظم العائلات قد ارتبط بمصاهرات فلسطينية- لبنانية مشتركة خلال 48 سنة من النزوح من فلسطين إلى لبنان.
الدراسة تقدم معطيات وحقائق بالأرقام و تشير الي أن العلاقات الاقتصادية بين الفلسطينيين من حملة الوثائق اللبنانية في دولة الإمارات العربية المتحدة ولبنان تقوم عبر القطاعات التالية:
* تحويلات الفلسطينيين إلى ذويهم في لبنان :
يقدر عدد الأشخاص المنتجين والذين يحولون جزءا من دخلهم شهرياً إلى لبنان بحوالي 35000 شخص، بمعدل 2000 درهم شهرياً، وبذلك تكون تحويلاتهم سنوياً:
35000 شخص × 2000 درهم شهرياً × 12 شهرا = 840 مليون درهم.

* التعليم الجامعي :
يقدر عدد الطلاب الفلسطينيين في الجامعات اللبنانية بحوالي 2000 طالب جامعي كمعدل سنوي.. ويكلف كل منهم حوالي 12000 دولار سنوياً.
2000 طالب × 12000 دولار × 3.68 = 88.32 مليون درهم.

* العقـــارات :
يقدر عدد الشقق التي يمكلها فلسطينيو لبنان خلال 48 عاماً بحوالي 25000 شقة ثمن الواحدة بمتوسـط 40000 دولار فيصبـح المجمـوع مليـار دولار (1.000.000.000 دولار).
وإذا أخذنا نسبة ضئيلة لصيانة هذه العقارات سنوياً (3%) يصبح ما يصرف على الصيانة: 3% × 1.000.000.000 دولار × 3.68 درهم = 110.400 مليون درهم.

* البنـــوك :
يقدر عدد الفلسطينيين الذين يدخرون أموالا في البنوك اللبنانية بحوالي 30000 شخص بمعدل 35000 درهم = 1050 مليون درهم.

* الطيــران :
يسافر فلسطينيو لبنان سنوياً على طيران الشرق الأوسط بمعدل 30000 تذكرة
30000 تذكرة × 1800 درهم = 54 مليون درهم.

* الاستـيراد من لبنان:
يستورد التجار الفلسطينيون العاملون في الإمارات العربية المتحدة من لبنان إلى الدولة (خضار وفواكه، مصنوعات جلدية، ملابس ونسيج، وصناعات خفيفة)
بضائع تقدر سنوياً بحوالي 250 مليون درهم.

* تجديد وثائق السفر في سفارة لبنان بالامارات :
يجدد جميع الفلسطينيين من لبنان الموجودين في الإمارات وثائق سفرهم لمدة 5 سنوات وتصل رسوم تجديد الوثيقة الواحدة الي 430 درهم وهذا يعني ان عائدات تجديد الوثائق التي تدخل خزينة الدولة اللبنانية تصل الي 8.6 مليون درهم .
اذن يصل المجموع ســنويا الذي يضخه الفلسطينيون في لبنان الي 1.351.320.000 درهم وهذا المبلغ يعادل حسب سعر الصرف الحالي 368 مليون دولار سنوياً .
هذه الارقام تؤكد أن الفلسطينيين من حملة الوثائق اللبنانية والعالمين في دولة الإمارات العربية المتحدة يضخون يومياً مليون دولار أمريكي في لبنان.. كما يملك فلسطينيو لبنان عقارات تقدر بمليار دولار ولهم حوالي 1050 مليون درهم في البنوك اللبنانية.. يساعد استثمار البنوك لها بإيجاد فرص عمل للمواطنين اللبنانيين.. والمساهمة في بناء البنية التحتية التي دمرتها الحرب الأهلية.
لقد أثارت الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها السلطات اللبنانية بتضييق الخناق على سفر الفلسطيني حامل الوثيقة اللبنانية من والى لبنان قلق ومخاوف الكثيرين وغموض مستقبل ارتباطهم بلبنان من حيث الاستمرار في الاستثمار وتعليم الأبناء وشراء العقارات والإيداع في البنوك اللبنانية.
وكان حجة الحكومة اللبنانية أنها اتخذت هذه الإجراءات بشكل مؤقت لضبط بعض وثائق السفر الفلسطينية المزورة.. وقد مضى أكثر من عام على الإجراءات ولم يتم رفع القيود عن أولئك الذين تم التأكد من صحة وثائقهم ومازالوا يعانون من إجراءات التأشيرة المسبقة وإذن الخروج والعودة.
إن المصلحة الاقتصادية البحتة (مليون دولار يومياً) تقتضي معاملة أفضل.. لأن مجمل السياح الأجانب لا يرفدون الاقتصاد اللبناني برُبع هذا المبلغ حالياً ويعاملون معاملة ممتازة.
ومن وجهة النظر الاقتصادية البحتة، يفترض على الأقل أن يُعامَل الفلسطينيون (وهم سياح دائمون) معاملة السياح الأجانب المؤقتين.. هكذا يقول الاقتصاد الحر.. إذا انطلقنا من زواية المصلحة المشتركة أو من زاويه الروابط السياسية والاجتماعية والقومية التي تربط بين الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني , فاننا نري بان لهؤلاء الفلسطينيين حق علي الدولة اللبنانية لكي تعاملهم باحترام وفقا لمبادئ حقوق الانسان في القانون الدولي اذا كانت تعتبرهم لاجئين او ان ترحب بهم كسياح او مستثمرين يضخون مئات الملايين من الدولارات لاقتصاد لبنان المنهك تحت ضغط الديون الخارجية والداخلية والكساد والركود الخ .
ان وضع الفلسطينيين الراهن في لبنان لايمت لا للقانون الدولي الذي يحترم حق اللاجئي ولا يحترمهم كرجال اعمال او مستثمرين او سياحا مثل الاجانب من غير العرب مثل الاتراك او البلغار او الروسي او حتي مثل مواطني سيريلانكا !
_____________________________

وهناك من الفلسطينيين من حصل علي الجنسية اللبنانية لسبب أو لآخر وهم بالطبع قلة بالنسبة لعدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وأذكر منهم:-

-يوسف بيدس (مؤسس بنك انترا وامتلك نسبه كبيرة من كازينو لبنان وسهم في تأسيس استديو بعلبك وتملك أغلب أسهم طيران الشرق الأوسط )
-حسيب الصباغ وسعيد خوري (مؤسسا شركة اتحاد المقاولينccc)
-رفعت النمر( البنك الاتحادي العربي ثم بنك بيروت للتجارة وفيرست بنك انترناشونال)
-باسم فارس وبدر الفاهوم (الشركة العربية للتأمين)
-زهير العلمي (شركة خطيب وعلمي)
-توفيق غرغور(توكيل مرسيدس وشركة ليسيكو ومشاريع تجارية أخري كبيرة)
-أول شركة لتوزيع الصحف والمطبوعات في لبنان أسسها فلسطيني هي شركة (فرج الله)
- أول سلسلة محلات لتجارة الألبسة الجاهزة هي (محلات عطا الله فريج) الفلسطيني
- أول من أسس شركة لتدقيق الحسابات في لبنان هو فؤاد سابا وشريكه كريم خوري الفلسطينيان
-أول من بادر إلى إنشاء مباني الشقق المفروشة في لبنان هما الفرد سبتي وتيوفيل بوتاحي الفلسطينيان
-علاوة على عبد المحسن القطان وبديع بولس ومحمود ماميش
اساتذة جامعات منهم:
نقولا زيادة وبرهان الدجاني ونبيه أمين فارس وصلاح الدباغ ونبيل الدجاني ويوسف الشبل وجين مقدسي وريتا عوض ويسرى جوهرية عرنيطة ورجا طنوس وسمير صيقلي ومحمود زايد وعصام مياسي وعصام عاشور وطريف الخالدي.
وبرز من بين الفنانين التشكيليين الفلسطينيين جوليانا سيرافيم وبول غيراغوسيان وناجي العلي وابراهيم غنام وتوفيق عبد العال ومليحة افنان واسماعيل شموط ومحمد الشاعر وكميل حوا.
وفي الصحافة ظهرت كوكبة من الفلسطينيين في لبنان كان لها شأن وأثر أمثال: غسان كنفاني ونبيل خوري ونايف شبلاق وتوفيق صايغ وكنعان أبوخضرا ونجيب عزام والياس نعواس وسمير صنبر والياس صنبر وخازن عبود ومحمد العدناني وزهدي جار الله.
وأول من قاد طائرة جمبو في شركة طيران الشرق الأوسط MEA هو حنا حوا الفلسطيني.
ومن أوائل مؤسسي مراكز البحث العلمي في بيروت الفلسطيني وليد الخالدي
وفي مجال النقد الأدبي اشتهر الدكتور محمد يوسف نجم والدكتور احسان عباس.
ومن أوائل مؤسسي مراكز البحث العلمي في بيروت الفلسطيني وليد الخالدي .
ومن رواد العمل الإذاعي كامل قسطندي وغانم الدجاني وصبحي ابولغد وناهدة فضلي الدجاني وعبد المجيد أبولبن وشريف العلمي ورشاد البيبي.
ومن رواد الفرق المسرحية والعمل الاذاعي أيضا الاستاذ صبري الشريف الذي كان له الفضل الكبير على الأخوين رحباني وعلى مهرجانات بعلبك.
ومن رواد علم الآثار الحديث في الجامعات اللبنانية الفلسطيني ديمتري برامكي مدير متحف الجامعة الأمريكية. ومن رواد تدريس الرياضيات في لبنان كل من جميل علي وسالم خميس وعبد الملك الناشف ووصفي حجاب.
وكان أحمد شفيق الخطيب وقسطنطين تيودوري رائدي العمل القاموسي، وسعيد الصباغ أول من تخصص في رسم الخرائط.. وأول من أطلق فكرة تأسيس مدارس تعليم اللغة الانجليزية كان الفلسطينيان اميل اغابي وادي جمل.
وأول رئيس عربي مقيم للجامعة الاميركية هو الفلسطيني الدكتور ابراهيم السلطي.
ومن رواد الموسيقى في لبنان الفلسطينيون فريد وحنا وريتشارد السلفيتي ورياض البندك وسلفادور عرنيطة والفاريس بولس وعبد الكريم قزموز وعبود عبد العال ومحمد غازي. واشتهر في التربية قيصر حداد وصادق عمر وجورج شهلا.
والمصادر لهذه المعلومات هو


(جريدة المستقبل اللبنانية -جريدة السفير اللبنانية-جريدة الأخبار اللبنانية -العربية نت)

_____________________________

ما نستخلصه في النهاية من كل هذا ان الشعب الفلسطيني في لبنان إعطاءه حقوقه والتي هي مرة أخري حقوقه وليس منه من أحد عليه هو في صالح الدولة اللبنانية والمجتمع اللبناني من كل النواحي وخصوصا الناحية الاقتصادية وهذا علي الأقل بحكم المقالات السابقه التي تشهد له بذلك والتي ليس من بينها مصدر واحد فلسطيني حتي يقال أن هناك تحيزا أو نعرة إقليمية في الموضوع. 


الجمعة، 30 ديسمبر 2011

الفلسطينيون في مصر

تدفقت موجات الفلسطينيين الى مصر منذ فترة طويلة حيث كان هذا الوجود الفلسطيني وجود تجاري في مصر منذ القرن الثامن عشر تمثل في عدد كبير من التجار وقد ساهموا بشكل كبير في العلاقات التجارية لمصر مع فلسطين وبقية اجزاء بلاد الشام وتركيا وعدد من بلدان البحر المتوسط وكانت لهم استثمارات كبيرة وبعضهم وصل لمنصب تولي القضاء في مصر في ذلك الزمن وتركوا لاحفادهم تركات كبيرة اما في القرن العشرين فقد دفعت الصدامات و ثورة 1936-1939 الكثير من الفلسطينيين للجوء الى مصر و لوحظ أن النسبة الاكبر من هؤلاء جاءت من الخليل وهي المدينة التي شهدت أشرس الصدامات بين العرب و اليهود إبان هبة البراق كما يلاحظ أن أغلب هؤلاء حصلوا على الجنسية المصرية وأصبحوا من كبار التجار في مصر حتى قبل وقوع نكبة 1948.

ثم جاء لاجئو 1948 بأعدادهم الكبيره نسبياً و بعدهم توافدت اعداد قليله ممن قذف بهم احتلال القوات الاسرائيلية لقطاع غزة خريف 1956 خلال العدوان الثلاثي، على أن أعدادا أكبر وصلت مصر بعد إحتلال القوات الاسرائيلية للضفة الغربية و قطاع غزة، في حرب يونيو/ حزيران 1967 بل إن نزف المواطنين في هاتين المنطقتين المحتلتين لم ينقطع منذئذ الى يوم قريب مضى.

بيد أن الكتلة الاكبر التي وردت الى مصر من الفلسطينيين كانت تلك التي هاجرت، بفعل نكبة 1948 الفلسطينية. فمع اشتداد القصف المدفعي للعصابات الصهيونية المسلحة( الهاغاناه؛ والارغون؛ و شتيرن) على مدينة يافا، و تشديد هذه العصابات الخناق حول المدينة، التي أخذت دفاعاتها المتواضعة في الانهيار المتوالي، اخذت جموع أهالي يافا تتدافع الى شاطئ البحرالذي تركته العصابات الصهيونية دون ان تغلقه مكتفية بمحاصرة المدينة على شكل حدوة حصان و استخدمت هذه الجموع القوارب و اللنشات و نزلت بها الى ماء البحر متجهة الى الجنوب في اتجاه قطاع غزة و مصر يدفعها الى ذلك الساحل الآمن و قصر المسافة نسبيا و هذا ما يفسر وصول نسبة كبيرة من أهالي يافا الى هاتين الجهتين، فيما نجح الباقون في الوصول الى سوريا و لبنان والضفه الغربيه و تبقى بضعة مئات في يافا نفسها.

توالى وصول اليافيين الى بور سعيد أول ثغر قابلهم في القطر المصري و سارعت السلطات المصرية الى ضرب طوق من حول قوارب الوافدين و حاصرتهم في مبنى الحجر الصحي التابع لشركة قناة السويس جنوب شرقي المدينة حمل اسم المزاريطة، فيما أخذت هذه السلطات من وصل من الفلسطينيين عبر البر الى معسكر في العباسية أحد ضواحي القاهرة.

سرعان ما ثار اليافيون المحصورون في المزاريطة على وضعهم المزري و خرجت بنادقهم من مخابئها و اندلع الصدام بينهم و بين الشرطة المصرية و ان امكن محاصرتة واحتواءه سمحت الحكومة المصرية بخروج الرأسماليين من المزاريطة و معسكر العباسية و منحتهم حق الاقامة في مصر كما سمحت بخروج كل من أتى بكفيل مصري مقتدر، و قد اتضح من هاتين الفئتين ان الحكومة المصرية أرادت ان تجنب نفسها عبئا اقتصاديا اجتماعياً ثم سرعان ما جمعت الحكومة المصرية من تبقى في أحد المعسكرات التي هجرتها القوات البريطانية في القنطرة شرق على قناة السويس.

في صيف 1949 زار وزير المعارف المصري هذا المعسكر فخرج حشد من اهله متظاهراً ساخطاً يردد بدنا غزة بدنا غزة و ما هي الا ايام حتى كانت القطارات تنقلهم الى قطاع غزة حيث خصص لهم مخيم المغازي هناك ،اما من تبقى منهم في مصر فكانت لهم سيرة أخرى كما باقي فلسطينيي مصر فبعضهم بقي في مصر أو إرتحل الي دول الخليج وليبيا و الأمريكتين وغيرها من من مناطق العالم بعد ذلك أما التوزيع السكاني وعدد الفلسطينيين في مصر فهو كا لآتي :- لم يستطيع أي إحصاء في مصر أن يقدر العدد الحقيقي للفلسطينيين المقيمين علي الأراضي المصرية إلا أن غالبية الإحصائيات تقدرهم ما بين 40 و60 الف فلسطيني،ويتركز هؤلاء الفلسطينيين في القاهرة والاسكندرية ومحافظة الشرقيه ومنطقه القناة وسيناء. ويميل الاغنياء منهم في القاهرة الى السكن عادة في هليوبولس ومصر الجديدة والمهندسين والزمالك والدقي ومدينة نصر، بينما يسكن افراد الطبقه الوسطى في أحياء العباسية وشبرا،أما الفقراء فمراكزهم في شبرا و عين شمس في القاهرة اضافة الى محافظة الشرقيه في أبي كبير والزقازيق وناقوس الصلاحية والخطرة أما في سيناء فهم على الاغلب في العريش والشيخ زويد.

أما عن النشاط السياسي الفلسطيني في مصر فهذه نبذة عنه :-
منذ ان برزت القضية الفلسطينية، في مطلع العشرينيات من القرن الحالي وجدت أصداء لها في أرجاء مصر، تجلت في اشكال التضامن مع فلسطين وشعبها في الازمات، خاصة ابان هبة البراق صيف 1929، و ثورة 1936 الوطنيه الفلسطينيه (1936-1939) ووصل التضامن المصري ذروته، بعد صدور قرار تقسيم فلسطين عن الجمعية العامة للامم المتحدة، في 29 نوفمبر 1948.

الى ذلك، ثمة نشاط سياسي فلسطيني كان محمد علي الطاهر في طليعتة، حيث دأب هذا المكافح الوطني الفلسطيني على اصدار الصحف، و تنظيم علاقات وطنيه بحزب الوفد والاخوان المسلمين، من اجل قضية بلادة الوطنية. بيد أن نكبة 1948 الفلسطينية، أحدثت تغييرات ملحوظة في المشهد، من بينها تدمير البنيه السياسية الفلسطينية، وتدفق الفلسطينيين الى مصر. من المعروف بأن الشيوعين الفلسطينيين أفلتوا من هذا المصير، فاستمر تنظيم (عصبة التحرر الوطني) في ممارسة نشاطه. في شتى المناطق الفلسطينية ( اراضي 1948، الضفة الغربية، قطاع غزة). و نجح القسم الانشط في الضفه في تأسيس فرع للعصبة في الوسط الطلابي الفلسطيني في مصر، ترأسة طالب الطب، ابن مدينة صفد في شمال فلسطين، نديم نحوي. و بعد ان اتحدت العصبة في الضفة مع الحلقات الماركسية في شرق الاردن، و شكلت الحزب الشيوعي الاردني صيف في 1950، غدا فرع العصبة في مصر فرعاً للحزب الشيوعي الاردني.

مع مرور الوقت، نجح حزب البعث في الضفة الغربية في تأسيس فرع له في الوسط نفسة، وتبعته حركة القوميين العرب في الاتجاه نفسه. أما الاخوان المسلمون فتضافروا من قطاع غزة ومصر، فكان فرعهم في الوسط الطلابي الفلسطيني الاكثر عدداً، حتى سنة 1957.

أما الهيئة العربية العليا، و حكومة عموم فلسطين فقدتا مبرر وجودهما. واكتفيا باليافطة، لذا كان طبيعيا ان يتركز النشاط السياسي الفلسطيني هنا في رابطة الطلبة الفلسطينيون، التي غدت بمثابة مدرسة كادر لتخريج القيادات السياسية اللاحقة. فكان ياسر عرفات، أول رئيس لهذة الرابطة (1950-1956)، وأيضا صلاح خلف ( ابو اياد) الذي كان نائبا لعرفات، وخلفه في رئاسة الرابطة سنة 1956 فضلا عن فاروق القدومي ونشطاء آخرين بينهم بشير البرغوثي وتيسير قبعة.

من هنا يمكن فهم الصراع الحزبي الذي احتدم من أجل الاستحواذ علي قيادة رابطة الطلبة ومن بعدها الاتحاد. ومعروف بأن الاتحاد العام لطلبة فلسطين، اتخذ من القاهرة مقراً له، منذ قام سنة 1959، بعد اتحاد الروابط الطلابية الفلسطينيه في مصر و سوريا و لبنان و غيرها من الاقطار العربيه و الاجنبية.

ومنذ سنة 1957، بدأت الحكومة المصرية تتدخل، باطراد، في أمر تشكيل قيادة الرابطة، ومن بعدها الاتحاد . فحين كان النظام المصري راضيا عن البعث جانب عوامل اخرى - تولى اعضاء من البعث رئاسة الاتحاد، و كانت لهم الاغلبية في هيئتة التنفيذية. حتى اذا ما اصطدم النظام الناصري بالبعثيين، صيف 1963، قلب لهم ظهر المجن، ونقل دعمه الى حركة القوميين العرب، حتى أواسط الستينيات، حيث انتقل بدعمة الى طلبة الطليعة العربية، الموالية لعبد الناصر. مما قلل من الوزن السياسي لهذا الاتحاد، الامر الذي تعزز بعد قيام منظمة التحرير في أواسط الستينات، بمؤسساتها السياسية و الثقافية و العسكرية، فضلا عن تنظيمها الشعبي.

الى جانب الرابطة، تأسس في القاهرة،النادي الفلسطيني العربي، سنة 1953؛ ومن عام 1957 انتقل مقر النادي الى مصر الجديدة، ثم عاد الى وسط القاهرة، عام 1960، وبقي هناك حتى سنة 1964. و في موازتة تأسس النادي الفلسطيني العربي، في الاسكندرية، عدا فرعان للنادي في مدينتي العريش وبور سعيد وقد استهدفت هذه النوادي تعزيز الروابط بين الفلسطينيين المقيمين في مصر، ونشر الوعي السياسي بينهم، وتبني مشاكلهم الاجتماعية والثقافيه.

ومنذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، صيف 1964، احتكرت حق النشاط العلني من مصر الى ما بعد حرب 1967. ونشط مكتباها في القاهرة و الاسكندرية، عدا مقر اللجنة التنفيذية للمنظمة في العاصمة المصرية، حيث سمحت السلطات المصرية، بعد هذه الحرب وصعود المنظمات الفدائية، لحركةفتح بالنشاط العلني في مصر، فافتتحت الحركة عدة مكاتب، غالبيتها في القاهره.

واذا كانت مصر قد أجرت لمنظمة التحرير منذ تأسيسها اذاعة باسم صوت فلسطين، فان مصر منحت فتح بعيد معركة الكرامة (21/3/1968) محطة اذاعية باسم صوت الثورة الفلسطينه، وبعد ان استحوذت فتح على رئاسة منظمة التحرير في فبراير 1969 اندمجت الاذاعتان و حملت اسم الاذاعه الثانيه وتولى مدير الثانية فؤاد ياسين ادارة الاذاعة الموحدة حتى صيف 1974عدا فترة انقطاع اقتربت من سنة كاملة حين اوقفت السلطات المصرية هذة الاذاعة، بمجرد انفجار الازمة بين القيادتين المصرية و الفلسطينية مع قبول الاولى مبادرة روجرز و هو الاجراء الذي اقترن بقيام اجهزة الامن المصريه بترحيل عشرات من اعضاء الجبهتين الشعبيه و الديمقراطية أواخر يوليو 1970، من مصر الى الاردن انتقاما من قيام عناصر من هاتين الجبهتين في عمان بمظاهرات نددت بقبول الحكومة المصرية مبادرة روجرزمعروف بأن أجهزة الامن المصريه تغاضت عن مقر للجبهة الشعبية، في عمارة الايموبيليا بوسط القاهرة، توارت فيه الشعبية خلف جبهة التحرير الوطني البحرينية لكن احداث يوليو تموز 1970 انهت هذا الوضع، فيما سمحت هذه السلطات لمنظمة فلسطين العربيه بالنشاط العلني في مصر بسبب الروابط الحميمة لمؤسسي هذه المنظمة و قائدها أحمد زعرور، بمصر الى ان حلت هذه المنظمة نفسها على النحو المعروف صيف 1971.

ولأن الكياينية السياسة ظلت هاجس الفلسطينيين اينما حلوا منذ النكبة، لذا غرقت المؤسسات النقابيه و الشعبيه الفلسطينيه في النشاط السياسي على حساب الشأنين النقابي و المطلبي.

في القاهرة تأسست عام 1963 رابطة المرأة الفلسطينية وضمت قرابة خمسين امرأةو بعد أن تأسس في القدس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، سنة 1965 تحولت هذه الرابطة الى فرع للاتحاد في مصر ثم استضاف هذا الفرع قيادة الاتحاد المركزية منذ عمدت الحكومة الاردنية الى اغلاق مقر هذه القيادة في القدس في 1 يناير 1967.

من جهة اخرى كان بعض النقابيين العماليين الفلسطينيين اضطر الى هجر وطنة في الضفة الغربية، بعد أحداث ربيع 1957 في الاردن، و تجمع هؤلاء في مصر، و في مقدمتهم حسني صالح الخفش، و ناجي الكوني. و سعى هؤلاء لتشكيل الاتحاد العام لعمال فلسطين ولم تنجح مساعيهم الا بعد قيام منظمة التحرير، فانعقد المؤتمر الاول للاتحاد في مدينة غزة ما بين 14 - 17 ابريل / نيسان 1965 واتخذ الاتحاد من القاهرة مقراً له وظل كذلك، الى ما بعد مبادرة السادات عام 1977 حيث نقل مقرة الى دمشق.

في مصر نجح الاتحاد في تأسيس فروع له في انحاء مختلفة من مصر : القاهرة، الجيزة، حلوان، الاسكندرية، دمنهور، طنطا، كفر الشيخ، مرسي مطروح، دمياط، المنصورة، بني سويف، الفيوم، بورسعيد، قنا، سوهاج، أسيوط، والمنيا.

في سياق مشابه، انعقد في مدينة غزة، المؤتمر الاول لاتحاد كتاب فلسطين، في ما بين 29، نوفمبر و4 ديسمبر 1966، بحضور 32 كاتبا و أديبا من شتى مناطق الشتات الفلسطيني. و انتخب خيري حماد، من فلسطيني مصر رئيسا للاتحاد، و اتخذ الاتحاد من القاهرة مقراً له. الى ان تأسس، في بيروت الاتحاد العام للكتاب و الصحفيين الفلسطينيين في سبتمبر / ايلول 1972 حيث تحول مقر الاتحاد في القاهرة الى مقر لفرع الاتحاد في مصر حتى مبادرة السادات حيث تم ترحيل اربعة من قادة هذا الفرع واغلقت اجهزة الامن مقر الفرع حتى يومنا هذا واصبح الفرع مجرد حبر على ورق.

و اليوم لا يحظى بالوضع الرسمي سوى حركة فتح، فيما تفتقر بقية الفصائل الفلسطينيه الى مثل هذا الوضع، على ان هذا لم يحرم هذه الفصائل من متعاطفين ومؤييدين بين صفوف الفلسطينيين في مصر. في السياق نفسة، يعيش في مصر 25 عضوا من اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني.

الحقوق المدنية والإقامة
ارتبطت معاملة الفلسطينيين في مصر بالشأن السياسي ارتباطاً حميماً، فقد شهدوا عصرهم الذهبي في ظل جمال عبد الناصر حيث معاملة الفلسطيني معاملة المصري في كافة الحقوق وكان يتم تعيينة في الدولة الا انة بعد مجيء السادات الي الحكم بدا ذلك يتغير تدريجيا في حكم السادات. وجاءت أولى الازمات بين قيادة منظمة التحرير والحكم المصري، في سبتمبر 1975، مع توقيع السادات اتفاقية فصل القوات الثانيه مع اسرائيل، والتي تضمنت ما اعتبرتة قيادة منظمة التحرير، في حينه، تنازلاً وطنياً. فعمد السادات الى اغلاق اذاعة صوت الثوره الفلسطينيه، و أخذت الاجهزة المصرية تتعسف في التعامل مع الفلسطينيين . وهكذا، انعكس الخلاف السياسي بين قيادة منظمة التحرير والحكم المصري، لاول مرة، على معاملة الفلسطينيين في مصر.

بعد أقل من سنة، وفي 4 يونيو 1976، أعاد السادات الاذاعة الى العمل، في مواجهة التدخل السوري في لبنان، الذي ابتدأ في اليوم ذاتة. لكنة عاد و أغلقها بعد 17 شهراً حين أقدم على زيارة اسرائيل، في سياق مبادرتة الشهيرة. هنا دخلت معاملة الفلسطينيين في مصر منحى آخر، عانى فيه الفلسطينيون ما عانوا، فكانت التشريعات الجائرة.
جاءت بداية التحول مع زيارة السادات لاسرائيل في19 نوفمبر 1977، حيث قامت أجهزة الامن المصرية بترحيل عشرات الطلبه الفلسطينيين، ممن احتجوا على هذه الزيارة، أو اشتبهت هذه الاجهزة في ارتباطهم العضوي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بالذات، كما تم ترحيل أربعة من قيادة فرع الاتحاد العام للكتاب و الصحفيين الفلسطينيين، من بين تسعة أعضاء هم مجموع قيادة الفرع (الهيئة الادارية؛ و مندوبي المؤتمر العام)، و اغلقت هذه الاجهزة مقر فرع الاتحاد في العاصمة المصرية. و سرعان ما الحقتهم بطرد معتمد فتح في مصر، ومدير مكتب منظمة التحرير، ورئيس الاتحاد العام للطلبة الفلسطينيين.

واتخذ السادات من اقدام مجموعه فلسطينية، تنتمي الى فتح المجلس الثوري (جماعة أبو نضال البنا المنشقة عن منظمة التحرير) على قتل الاديب المصري المعروف، يوسف السباعي، في لارنكا بقبرص، في فبراير/ شباط سنة 1978، دون ان يراعي السادات ان فتح/ المجلس الثوري تلاحق حتى قيادات م. ت. ف انفسهم. وهكذا لم يستمر في نشاطة من الاتحادات الشعبية الفلسطينية، سوى فرعي اتحادي المرأة و العمال.

وفي يوليو 1978، صدر قراري رئيس الجمهورية، رقمي 47 و48 لسنة 1978، بالغاء القرارات التي كانت تعامل الفلسطينيين معاملة المصريين كما حظرت وزارة القوى العاملة اشتغال الاجانب- وبضمنهم الفلسطينيين- في الاعمال التجاريه، والاستيراد والتصدير، الا لمن كان متزوجا بمصرية، منذ اكثر من خمس سنوات.

لقد سنت الحكومات العربيه قوانين تحظر على اللاجئين الفلسطينيين العمل في بلادها، وتفرض كفالة ماليه كبيرة، وعقوبة بالحبس على رعاياها الذين يستخدمون فلسطينيين، بأجر أو بدون أجر. وظلت هذه القوانين سارية المفعول، لفترة طويلة، في البلاد التي فرضتها ولم يوقف العمل بها في معظم البلدان، على عكس ما سارت علية العادة في بلاد العالم جميعاً.

في مصر عومل اللاجئون الفلسطينيون معاملة الاجانب الغرباء، فلم يسمح لهم بمزاولة أي عمل من الاعمال، سواء أكان ذلك العمل وظيفيا، أم تجاريا، ام صناعياً. بل لقد كانت مصلحة الهجرة و الجوازات و الجنسية تكتب على بطاقة الاقامة، او جواز سفر أي لاجئ فلسطيني العبارة التالية:

لا يجوز له العمل، بأجر أو بدون أجر مما دفع بعض خريجي الجامعات الفلسطينيه للتوجة الى دول الخليج.
ورغم كل ما سبق فإن الفلسطينيين نجحوا في مزاولة حياتهم وهذا يدفعنا للتحدث عن النشاط الاقتصادي للفلسطينيين في مصر
اليكم المعلومات التالية عنهم :-

دخل الكثير من الفلسطينيين في مصر ممن تعود أصولهم لفلسطينيي قطاع غزة أو لفلسطينيي سوريا -بسبب الوحدة المصرية السورية- مجال التجارة وقد اتجه هؤلاء القادمون الجدد نحو مجالات كان اليهود واليونانيون والأرمن يحتكرونها جزئيا ومنها المصانع وتجارة الجملة والمفرق والفنادق الصغيرة، فمثلا ثلاث شركات يهودية كبيرة وهي (سورناجا-سيجوارت-كيلاتوس)حلت محلها شركة ابو لبن الفلسطينية لصناعة الطوب الحراري والمواسير وفي نهاية الخمسينات كانت توفر هذه المنشأة 50% من احتياجات القاهرة في هذا المجال
ولا ننسي هنا أن التواصل الحدودي بين قطاع غزة ومصر-معظم رجال الاعمال الفلسطينيين في مصر من قطاع غزة أصلا- ساعد علي انسياب الحركة التجارية وانتقال رؤوس الاموال في غزة الي مصر.

وفي فترة الستينات كان قرابة عشرين فلسطينيا يملكون مصانع متنوعة متوسطة الحجم بالاضافة الى 55 يملكون عمارات سكنية وثمانية يمتلكون فنادق متوسطة و15 يستحوذون على عزب فضلا عن عدد لا بأس به من المقاولين هنا كان قرابة 2500 شخص يديرون رؤوس أموال تتراوح ما بين 15 الى 20 مليون جنيه مصري في مطاعم و فنادق و أعمال النقل و الخدمات، أما الآن فثمه أشخاص إستفادوا من أوضاع الانفتاح في السوق المصريه بشكل جعل رؤوس أموالهم تفوق في حجمها رؤوس أموال الستينيات بمراحل.

و في ما بين حربي 1967 و 1973 رصد أحد الباحثين المصريين 222 متجرا للفلسطينين في مصر، بينها 58 مطعما و محل بقالة و 74 محلا لبيع الاقمشة و متجران للمجوهرات، و32 وكالة سياحة و مكتب استيراد و تصدير و46 مصنع جلود وفواكة وصابون وأحذيه ،ويقطن خمسة آلاف فلسطيني قرية عرب أبو ذكري في قويسنا بالمنوفيه حيث يمثل المصريين هناك أقلية ويعمل معظم الفلسطينيين هناك في مجالات الأعمال الحرة والإستثمار بشتى أشكالة فيما يتركز نشاط البعض الآخر منهم في المجال الزراعي ويعمل فلسطينيو أبو ذكري في معظمهم بصناعة الطواقي حيث ينسجون وبر الجمال ويصنعون منه طواقي يبيعونها لأهالي القرى المجاورة وكان هؤلاء الفلسطينيين يعملون في تجارة الجمال إلا أنهم تحولوا مع مرور الوقت للعمل في التجارة الصغيرة والزراعة .

وهناك رأسماليون كبار بين فلسطينيي مصر منهم علي سبيل المثال وليس الحصر :-

الشنطي و عائلته يعملون في صناعة وتجارة الجلود والبلاستيك؛ و عائلة جمجوم في تجارةالمواد الغذائيه ، و رضوان العجيل - الذي اكتسب الجنسيه المصريه - في الاجهزة الالكترونية والاكسسوارات ، و آل أبو لبن في صناعة الطوب الحراري والادوات الصحيه ، والسكسك في الاقمشة، وخميس عصفور صاحب مصانع كريستال عصفور الشهيرة التي يعمل فيها 30000 عامل بينهم بعض الفلسطينيين وقد حصل علي الجنسية المصرية وعلي الصفدي في مجال صناعة وتجارة السكر ويعمل في مصانعة 6000 عامل بينهم بعض الفلسطينيين أيضا وآل مسحال و العريان والقلا والخواجة في مجال صناعة السينما والانتاج السينمائي وآل مشتهي في مجال تجارة وصناعة الملابس وآل البورونو في مجال صناعة الادوات الصحية وآل الحسيني في مجال تجارة وتصنيع الملابس وصلاح خرما في مجال صناعة وتوكيلات العطور وآل العشي في صناعة وتجارة الثلاجات والديراوي في مجال المقاولات والابراج السكنية وآل الصراف في مجال تصميم الديكور وأسامة الشريف في مجال بناء و ادارة الموانيء وهاني الغزاوي في مجال صناعة و تجارة الاجهزة الكهربائية والالكترونية وعلاء الخواجة في مجال الفندقة والاتصالات وسامي القريني في مجال القري السياحية، وليد الشوا في مجال صناعة معدات الري الحديثه و شركته هي شركة رائدة في انتاج الانابيب وشبكات الري بالرش والتنقيط في مصر ومن الشركات القليلة في العالم العربي التي تنتج كامل المعدات البلاستيكية لعمليات الري،فاروق أبوغزالة أسس مع أخيه في عام 1982 في الكويت شركة متخصصة في استيراد المنتجات البيولوجية المستخدمة في الزراعة ولكنه انتقل الي القاهرة علي اثر حرب الكويت وأسس شركة يرأسها ويملك غالبية أسهمها وهذه الشركة متخصصة في التكنولوجيا الحيوية،محمود الفرا أسس أحد أكبر شركات المنتجات الطبية في عام 1992 وهي شركة تنتج إبر الحقن والعدسات اللاصقة والسوائل الخاصة بها وكذلك الأجهزة الطبية لتقويم الأعضاء كما أسس أحد أكبرشركات انتاج السجاد في مصر،منيرعبدالمجيد وهو مؤسس ومالك أكبر شركة مصرية تنتج منتجات القهوة سريعة الذوبان،سامي طوقان في مجال الصناعات الغذائية،أحمد الحلو في مجال الصناعات الكيماوية ومستحضرات التجميل، وخالد أبو اسماعيل وهو رجل أعمال كبير يمتلك سلسلة من المشاريع العملاقة ومدير الغرفة التجارية المصرية ويحمل الجنسية المصرية.

الفلسطينيون في اقتصاد شبه جزيرة سيناء

جاءوا إلى سيناء أثناء النزوح الجماعي للفلسطينيين عام 1948 وعاش غالبيتهم في عدد من مدنها وخاصة في مدينة العريش حيث تمركزوا واستقروا، ومن ثم كانت بداية انطلاقتهم المتواضعة في مجال التجارة والاستثمار حيث كان لمدينة العريش دور بارز باعتبارها واحة طبيعية مما جعل منها محطة للقوافل على الطريق إلى مصر، ومن هنا نشطت تجارتهم حتى باتت اليوم صروحًا تجارية يعمل بها المئات من العمال والموظفون الفلسطينيون والمصريون.

إنهم التجار الفلسطينيون المقيمون بمدينة العريش الذين باتوا اليوم رموزا معروفة ولهم سمعتهم الطيبة على امتداد مدن سيناء المختلفة، حيث اقتربت "فلسطين" من عالمهم ورصدت بالكلمة بداية انطلاقتهم التجارية والاستثمارية في مدينة العريش منذ عشرات السنوات، حتى استطاعوا بمزيد من الصبر والعزم والتحدي أن يصنعوا لهم تاريخا ومجدا يستحق التقدير رغم مرورهم بالعديد من العقبات والصعوبات إبان تواجد نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الذي عمل على سد الطريق أمامهم بطرق عديدة.

الأشهر بينهم
يعد خليل المجدلاوي من أشهر التجار الفلسطينيين الذين هاجروا إلى العريش عام 1948، وقد ولد" المجدلاوي "عام 1937 بمدينة عسقلان "أشقلون" المعروفة بالمجدال وبعد أن عبر غزة استقر في العريش عام 1948 مع الأسرة لأن والده التاجر الذي قتل خلال حرب 1947 كان له العديد من العلاقات بالعريش، ولأنه الابن الأكبر فقد وضع نفسه تحت رعاية أحد الأصدقاء لوالده، وذلك ليعين أسرته وتنفيذا لاقتراح أحد المصريين الذي كان يرغب في إشراك رأسماله مع الخبرة الفلسطينية - حيث اشتهرت مدينة المجدل بمنسوجاتها - فقام المجدلاوي باستخدام مدخرات الأسرة القليلة في إقامة مشروع بالمشاركة مع خاله الذي لاجئا هو الآخر. وعملوا على شراء نول للنسيج من غزة مصنوع في سوريا وعملوا معًا من عام 1952 حتى كان عام 1956.

لكن الأمور لم تسر على ما يرام، و إن انعدام البنية الصناعية أجبرهم على إحضار الخيوط من غزة إلى العريش لنسجها ثم إرسال النسيج إلى غزة لصباغته، وذلك قبل إعادته إلى العريش مرة أخرى لبيعه. وحينئذ قرر خليل المجدلاوي التفرغ تماما لتجارة المنسوجات وأصبح بائعا متجولا. وفي عام 1962 استأجر دكانه الأول وكانت تجارته رائجة.

مدينة تجارية
ويعتقد المجدلاوي بأن العريش اليوم مدينة تجارية مزدهرة بسبب الفلسطينيين ويقدم مثالا على ذلك بأن ثلاثة من تجار المنسوجات الخمسة بالمدينة هم من الفلسطينيين، كما يتمنى تنويع أنشطته ويفكر في إقامة مصنع نسيج لأن الأسواق موجودة "أن العريش هي بوابه غزة وغزة بوابة الخليج عن طريق الأردن" لكن يجب انتظار هدوء الأوضاع السياسية" يقول المجدلاوي.

ويعبر عن امتنانه للدولة المصرية في عهد عبد الناصر لأنه مكنه أن يصبح عضوا في الغرفة التجارية، ولكن في منتصف الثمانينيات قدم تجار مصريون من أبناء العريش شكوى ضده لأنه استمر في حصوله على الميزات التي يتمتع بها المصريون، والتموين من شركات القطاع العام، وقد تغلب التجار الفلسطينيون بفضل تأييد المحافظ لهم.

ومع ذلك يبدو أن القلق الذي يثقل على مصير الجالية يعرقل رغبة خليل المجدلاوي في توسيع أنشطته وفي استثمار رأسماله، ومع ذلك فقد افتتح دكانا آخر وبنى فوقه عمارة ويتمنى التحول إلى مجال الملابس الجاهزة لأنه يرى أن العريش "مفتاح الشرق وستكون أحسن منطقة في الجمهورية". وبما أنه يعمل مع أسرته فإنه يبدو مهتم بتأمين مستقبل أبنائه وهو مستقبل مصري" في الوقت الراهن.

انعكاسات سببها الاحتلال
إضافة إلى حقيقة أن الفلسطينيين فاعلون رئيسيون في العلاقات التجارية العابرة للحدود فقد كان للدينامية الغزية وكذلك للنتائج السياسية - العسكرية المترتبة على الحرب الإسرائيلية العربية الأولى من احتلال، انعكست على الأنشطة الزراعية في منطقة العريش، فقبل عام 1948 كانت تتم هجرة موسمية إلى فلسطين حيث يسهل الحصول على السلع الأساسية مما كان يحد من تنمية زراعية محلية، لكن بدءًا من هذا التاريخ أدى إغلاق الحدود والنمو السكاني إلى إجبار السكان على تنمية الزراعات الدائمة وعلى التشارك في تكوين التعاونيات.

وفي ظل ازدياد الطلب بسبب وجود الوحدات العسكرية المصرية وخاصة بعد الاحتلال الإسرائيلي الأول لسيناء عام 1956 شهدت المنطقة تطورا نحو الزراعة المروية بالإضافة إلى إنتاج المواد الغذائية وزراعة الأشجار مثل الزيتون واللوز والخوخ والحمضيات وكذلك نحو زراعات أخرى مثل الخروع المستخدم في صناعة المنسوجات.

وخلال الثمانينيات أدى انتعاش الزراعة المروية الذي تطلب تجارب على استخدام الأساليب الزراعية الحديثة مثل الري بالتنقيط، والزراعات المحمية، وكذلك نقص الأيدي العاملة المحلية إلى حضور فلسطينيين من غزة إلى شمال سيناء للعمل كمزارعين، لكن في عام 1990 وعقب الموقف الذي اتخذته منظمة التحرير الفلسطينية من حرب الخليج تم إغلاق الحدود في وجه هذه الهجرات الجديدة، إلا أن أحد المزارعين الفلسطينيين الذين بقوا في سيناء احترف الزراعة والتجارة في مجال المستلزمات الزراعية من خراطيم مياه ومستلزمات الري الحديث حتى بات من أشهر تجار هذه المستلزمات، وذاع صيته بأنحاء سيناء لتمتد تجارته من غرب سيناء إلى وسطها وشرقها أيضًا.

هو الحاج زكي الجوراني، الذي جاء من غزة إلى العريش وعمل بالزراعة لدى بعض المزارعين المصريين ثم قام بشراء 50 فدانا من الأراضي الصحراوية وكتبها باسم زوجته المصرية في منطقة جلبانة التي تقع بالقرب من بوابة شمال سيناء الغربية باتجاه قناة السويس وقام باستصلاحها وزراعتها.

يقول الحاج زكي "حصلت على الأرض من أبناء قبيلة بدوية شرق القناة بموجب وضع اليد وقمت بصرف معظم مدخراتي طوال سنوات طويلة على استصلاحها حيث كانت معظمها جبلية مرتفعة وزرعتها بالزيتون والتين والموالح " كلمنتينا وبرتقال" وبمزيد من الجهد والعرق وخلال سنوات قليلة أصبحت حدائق غناء يأتي تجار من الإسماعيلية ومختلف محافظات الوجه البحري لحجز ثمارها منذ بداية تكوينها.

مشاكل تقترب
وهنا بدأت المشاكل والصراعات الحكومية تقترب من الحاج الجوراني : بداية دفعوا عددًا من أبناء القبائل لتهديدي باستعادة الأرض لأنهم هم أصحابها الحقيقيون وطلبوا مني مبالغ مالية و أمام قيامهم بتدمير مزروعاتي عدة مرات سواء بالحرق أو بالإتلاف دفعت لهم ما طلبوه ، إلا أن المشاكل استمرت مع دخول وزراة الزراعة على الخط ومطالبتها بنزع الأرض لكونها أرض دولة، وتريد استعادتها لأنها لا تعترف بوضع اليد".

ومن خلال وساطة لأحد أعضاء مجلس الشعب المصري تم إنهاء الخلاف على أن يقوم الحاج الجوراني بشراء هذه الأرض مرة أخرى من وزارة الزراعة المصرية خاصة إنها باسم زوجته حيث يمنع القانون المصري تملك الأجانب وبينهم الفلسطينيون من تملك الأراضي والمشروعات التجارية .

وتعد مزارع الجوراني في سيناء اليوم مقصدًا لتجار الفواكه وزيت الزيتون لجودتها واعتمادها على أحدث طرق الري والزراعة الحديثة، هذا إلى جانب اتجاه الجوراني وأبنائه لفتح شركة لاستيراد وتجارة مستلزمات الري والزراعة الحديثة التي حظيت بثقة المزارعين في سيناء مما ساعد في انتشار عدة أفرع ومحلات لشركة الجوراني للآلات والأجهزة الزراعية ومستلزمات الري الحديث في مختلف مناطق سيناء.

محلات هي الأشهر!
ويعد اليوم الحاج جواد شعبان الذي نزح مع عائلته إلى سيناء من أكبر وأشهر تجار المواد الغذائية والتموينية وهو صاحب محلات "جواد شعبان" التي تقع بميدان الحرية وتحديدا مقابل مسجد الرفاعي الشهير وسط مدينة العريش يقول الحاج جواد " نزحت مع عائلتي عام 48 إلى مدينة العريش وعمل في مجال تجارة الخضروات ثم بدا في افتتاح محل صغيرا لبيع المواد التموينية والغذائية خلال العام 71 ومن ثم تطورت ووسعت تجارته خاصة وأن غالبية زبائنه كانوا يأتون له من القاهرة خصيصًا لشراء البضائع والمواد التي كانت تأتي من غزة عبر معبر رفح البري.

وقال الحاج شعبان إن ثقة الشركات والمصانع المصرية جعلته الوكيل الأول والأشهر لكافة شركات المواد التموينية والغذائية بالعريش ويعمل لديه نحو 20 موظفًا وعاملاً فلسطيني ومصري بالإضافة لأبنائه، ويضيف: "لقد بدأت تجارتي في البقالة برؤيا ربانية حيث كنت في حيرة شديدة من أمري لاختيار نشاط المحل الخاص بي، وكنت أسأل نفسي هل افتتح كافيتيريا أم محل خضروات ؟ وفي إحدى الليالي جاءتني رؤيا شاهدت خلالها المحل وهو مضاء وبداخله مواد تموينية وغذائية فقررت أن أبدأ نشاطي بالبقالة".

معاهدة صدق
ويتحدث الحاج شعبان عن أهم أسباب نجاح تجارته والمحبة والثقة التي ينالها من الجميع في العريش ويقول: "بدايتي كما ذكرت بالتجارة كانت بهداية ربانية إلى هذا المجال، وقد عاهدت نفسي أن أكون صادقا مع نفسي ومع الناس وعلاقتي بالله قريبة وطيدة وأنا مؤمن بأن الله يحبني لأن من يحبه الله يحببه إلى الناس وقد تعاملت في تجارتي بروح الإيمان والإسلام فأعطيت كل ذي حق حقه، وأحمد الله على كرمه حيث يعمل اليوم معنا عشرات العمال ونفتح بفضل الله الكثير من البيوت وندعو الله أن يديم نعمته علينا بالحلال".

ويشير إلى أن نظام الرئيس السابق حسني مبارك حاصرهم كفلسطينيين ووضع العوائق أمامهم وأمام مصدر رزقهم وتجارتهم التي كانت تخضع لرقابة وتضييق من الأجهزة الأمنية.

ومن بين مطاعم العريش يعد مطعم " بطيبط "من أهم وأشهر المطاعم التي تلقى ثقة وإقبال المواطنين في سيناء كما يعد من أهم المعالم التي يحرص المصطافون وزوار سيناء على زيارته وتناول الطعام فيه في مدينة العريش، وهو مطعم يقدم أشهر الأكلات الفلسطينية والسندوتشات السريعة حيث تطورت خدمات المطعم ونشاطاته بعد أن بدأ نشاطه كمطعم للفول والفلافل.

نجاح بالنكهة الشامية
يقول الحاج محمد محمود بطيبط صاحب مطعم " بطيبط" بالعريش لـ"فلسطين": كانت بداية افتتاح المطعم على أيدي والدي الحاج محمود بطيبط، وكان من أوائل المطاعم في مدينة العريش الذي يقدم وجبات وساندويتشات الفول والحمص والفلافل والمسبحة وذلك خلال العام 1962، واستمر المطعم بتقديم هذه الأطعمة فى بداية التسعينيات.

ويشير الحاج بطيبط إلى أن موقع مدينة العريش الجغرافي وقربها من قطاع غزة وعبر معبر رفح البري جعل منها قبلة للمسافرين الفلسطينيين والعرب، وهذا تطلب تلبية رغباتهم في توفير الأطعمة الفلسطينية والشامية وخاصة الوجبات المعروفة ومنها "الكبسة بأنواعها والمقلوبة" حيث اشتهر مطعمنا بتقديم هذه الوجبات إلى جانب الشاورما بنوعيها والساندويتشات السريعة.

ويضيف أن بعض المضايقات الأمنية سببها نجاح المطعم ومحاولة بعض أصحاب المطاعم بالعريش التأثير على عملنا من خلال تحريض الأجهزة الأمنية والسلطات الأخرى كالضرائب والتأمينات والتموين لكوننا فلسطينيين، إلا أن المطعم مكتوب باسم زوجتي لوجود قوانين وإجراءات تعيق عمل الفلسطينيين في مصر.

ويلفت الحاج بطيبط إلى أن مطعمه أصبح اليوم علامة بارزة ومعلمًا يحرص المصطافون والمسافرون على زيارته وتناول الأطعمة التي يقدمها وهذا يحملني المسؤولية في الإبقاء على سمعته وتاريخه، واستخدام كافة طرق الجودة والنظافة في كافة أركان ومواد وأنواع الطعام الذي يقدمه مطعمه، ويرى أن الإقبال الشديد من الناس يعود إلى الثقة والمنافسة من حيث الجودة والأسعار، بالإضافة إلى سمعة وتاريخ الأكلات الفلسطينية التي تعد من أشهر الأكلات العربية التي تنال إعجاب وإقبال المواطنين.

والآن بعد سقوط نظام مبارك والحمد ل الله اصبح وضع الفلسطينين المقيمين في مصر أفضل من السابق والفلسطيني من ام مصرية له الحق في الحصول على الجنسية المصرية وله الحق في كل شيء عدا الخدمة العسكرية.

و كل ماسبق في هذا التقرير هو موجز عن وضع الفلسطينيين في مصر لكنة يكشف الكثير عن وضع الجالية الفلسطينية بمصر منذ لجوئها وحتي اليوم.
________________________________
المصادر
- موقع شمل المختص بشئون اللاجئين الفلسطينيين
- مجلة روز اليوسف المصرية مقال نشر عام 1994 وكان عنوانه (الفلسطينيون في مصر لاجئون ومليونيرات)
- جريدة الاهرام المصرية مقال نشر فيها عام 1994 كان عنوانه (فلسطينيون علي ضفاف النيل)
- جريدة فلسطين مقال بعنوان(العريش تنهض بأموال فلسطينية رغم قيود نظام مبارك)
- بحث للدكتور ساري حنفي عام 1996 بعنوان (بين عالمين رجال الأعمال الفلسطينيون في الشتات والكيان الفلسطيني)

الفلسطينيون في الأمريكتين وأستراليا وأفريقيا والصين

تعود هجرة الفلسطينيين الي الأمريكتين وأستراليا وافريقيا الي أواسط القرن التاسع عشر وهم أضحوا حاليا قوة إقتصادية وسياسية لا يستهان بها في هذه المناطق وللعلم أيضا هذه القوة والطاقة غير مستغلة بالمرة من قبل أي طرف سواء عربي أو فلسطيني
وهم يفتخرون بأصولهم الفلسطينية وولاءهم عربي فلسطيني بامتياز وهنا سأورد عنهم أمثلة في المغتربات في مناطق ودول مختلفة


هندوراس

يتواجد جالية تعدادها ما بين 150 ألف و200 ألف يشكلون3% من السكان وهم من يتحكمون في الجزء الأكبر من الاقتصاد منهم:-

- ألبرتو فقوسة: الرئيس السابق لهندوراس وهو من بيت لحم ورجل أعمال بارز

- وليام حنظل: وهو من بيت لحم أيضا ونائب رئيس سابق ورجل أعمال كبير

-أوسكار قنواتي: وزير الصناعة والتجارة الأسبق في هندوراس وهو رجل أعمال يمتلك مزارع كبيرة للبن مساحتها 12000 هكتار -الهكتار=2.471 فدان وبالنسبة للدونم =10 دونم-

- فكتوريا عصفورة:رئيسة البنك المركزي السابقة وسيدة أعمال معروفة

-إستيبان حنظل : وهوسياسي ورجل أعمال معروف أصوله من بيت لحم وهو الرئيس السابق للشباب الليبرالي من هندوراس ومرشح سابق للإنتخابات الرئاسية وعضو سابق في البرلمان الهندوراسي وأعلن انه سيكون مرشحا للرئاسة عام 2012

-ماريو قنواتي : سياسي ورجل أعمال من اصل فلسطيني تلحمي وأم يونانية الأصل شغل منصب سفير هندوراس الاسبق لدى الولايات المتحدة الامريكية ويشغل حاليا منصب وزير خارجية هندوراس

-خوسيه أنطونيو سلافيرا : سياسي فلسطيني الأصل من بيت لحم شغل منصب وزير الزراعة في هندوراس

-بيدرو عطاالله : رجل أعمال فلسطيني الأصل ينحدر من مدينة الناصرة شمال فلسطين وهو رئيس نادي موتاجوا الرياضي الذي يلعب في الدرجة الممتازة في الدوري الهندوراسي حيث يعد من أشهر وأنجح النوادي الرياضية في هندوراس

هذا غير نصف درزينة من النواب في البرلمان و قد لا يعرف الكثيرين أن الانقلاب الاخير في هندوراس علي الرئيس مانويل زيلايا كان أحد أهم الداعمين له عائلات من أصل فلسطيني كناصر وقطان وفقوسة وحنظل ومتري وعصفوره ودبدوب وغيرها من العائلات الفلسطينية الرأسمالية التي خافت علي ممتلكاتها من سياسة التأميم التي سيطبقها الرئيس اليساري المخلوع مانويل زيلايا.

تشيلي

يسيطر حوالي 500 ألف فلسطيني علي 40% من اقتصاد تشيلي وهناك سياسيون ووزراء ورجال أعمال كثيرون من أصل فلسطيني ومن هؤلاء علي سبيل المثال لا الحصر:-

- بابلو زالاكويت سعيد:عمدة العاصمة سانتياغو ورجل أعمال معروف ومن أصل فلسطيني من بيت لحم.

-ماركو أنطونيو قمصية : رياضي واعلامي تشيلي من أصل فلسطيني من بلدة بيت ساحور ، يشغل حاليا مدير قناة 13 الرياضية في تشيلي .

-فرانسيسكو شهوان : محام وسياسي تشيلي من أصل فلسطيني ينحدر من بلدة بيت جالا ، تولى العديد من المناصب السياسية منها نائب رئيس الجمهورية وعضو البرلمان التشيلي والآن هو عضو مجلس الشيوخ التشيلي .

-خوسيه سعيد : رجل أعمال تشيلي من اصل فلسطيني من بيت لحم ، يملك أكبر شركة عقارات وادارة الاسواق في تشيلي والارجنتين

-كارلوس توما: هو تشيلي من أصل فلسطيني من بيت لحم ورجل أعمال ومستثمر ضالع في عدد من الأنشطة المالية وفي تطوير الخدمات المصرفية في شيلي ، ووسائل الإعلام وقطاعات العقارات يملك حصة مسيطرة في ثاني أكبر وسائل الاعلام العملاقة وكان رئيس لمجلس ادارة لأحد شيلي أكبر المؤسسات المصرفية الخاصة كما كان رئيسا لبنك أوسورنو فضلا عن العديد من الشركات الكبرى الأخرى في شيلي.

-داوود غزالي: (مواليد 10 أغسطس 1984 في كونسبسيون ، شيلي) هو لاعب كرة قدم تشيلي من أصل فلسطيني ، يلعب حاليا كمهاجم لنادي كولو كولو التشيلي ، اكتسب الفائدة الأوروبية من النادي الفرنسي باريس سان جيرمان الفرنسي ونادي ريال بيتيس الاسباني

-ألفارو الصايغ : هو رجل اعمال ثري تشيلي من أصل فلسطيني ، شغل منصب النائب الاول لأحد أكبر المؤسسات المصرفية في تشيلي ، وهو أيضا القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لوسائل الاعلام تكتل Copesa ورئيس شركة مجموعة سا ، وهو أيضا صاحب فندق جراند حياة سانتياغو ، وفور سيزونز في بوينس آيرس وفور سيزونز كارميلو ، هو مدير سانتياغو للأوراق المالية ، ومستشار لسوسيداد دي Fomento Fabril وعضو في المعهد الدولي للتمويل

-خوسيه زالاكويت ظاهر : محام تشيلي من أصل فلسطيي ، اشتهر بعملة في الدفاع عن حقوق الانسان في تشيلي ، يحمل شهادة دكتوراه فخرية في القانون من جامعة سيدة اللويزة وجامعة مدينة نيويورك، وهو عضو في اجنة الحقوقيين الدولية في جنيف ، وعضو مجلس ادارة المركز الدولي للعدالة الانتقالية ، يدير حاليا مركز حقوق الإنسان في جامعة شيلي في م...درسة القانون ، في عام 1994 منحته اليونيسكو جائزة التعليم لحقوق الانسان ، في عام 2003 تم منحه جائزة الوطنية في شيلي من أجل العلوم الإنسانية والاجتماعية "لاسهاماته في حماية حقوق الأفراد والأخلاق في السياسة

-إدغاردو عبد الله: لاعب كرة قدم تشيلي فلسطيني يلعب لنادي هوشيباتو التشيلي

-اليويس انريكه يارور : رجل أعمال تشيلي من أصل فلسطيني ، يمتلك العديد من الاستثمارات في تشيلي وعدة دول امريكية جنوبية

-نيكولاس ماسو:وهو من بيت لحم أصلا و أحد اشهر لاعبي العالم في التنس وقد توّج في أولمبياد أثينا2004 بذهبية فردي التنس الأرضي

وهناك فريق للجالية الفلسطينية يلعب في الدوري التشيلي أسس عام 1920 اسمة بالستينو أو فلسطين وأكبر عشر بنوك في تشيلي 6 منها مملوكة لفلسطينيين والعائلات الفلسطينية التي لها باع والثراء هناك كثيرة منها علي سبيل المثال :- نزال ،قسيس،سعيد،حنظل،أبومهر،الياس،بندك، باختصار إليكم ما قاله المخرج ووزير الثقافة الأسبق التشيلي الفلسطيني الأصل واسمه ميجيل ليتين عن فلسطينيي تشيلي<<إنني أعيش في البلد الذي توجد فيه أغنى جالية فلسطينية في العالم خارج فلسطين، فالفلسطينيون التشيليون هنا فاحشوا الثراء وحين أقول فاحشي الثراء فهذا يعني أنهم ضمن قائمة أغنى أغنياء العالم، من بالباريسو إلى تاركا في المنطقة الممتدة بينهما توجد تقريبا فلسطين ثانية، إنهم يمتلكون بنوكا ويسيطرون على حركة التجارة، يمتلكون المراكز التجارية الكبيرة، يمتلكون هذا البلد تقريبا، هم أثرياء جدا لدرجة أنهم يختارون الرؤساء ومنهم النواب في البرلمان>>

السلفادور

-أنطونيو ساكا أو السقا من بيت لحم الرئيس السابق في السلفادور

-شفيق حنظل:وكان منافس الرئيس السقا في الانتخابات وهو أيضا الزعيم التاريخي لثوار جبهة فاربواندومارتي وزعيم الحزب الشيوعي واحد ابرز القادة في القارة اللاتينية .

-أرماندو يوفالي قطان:تاجر ورجل أعمال ناجح يملك ويساهم في شركات كبيرة مختلفة الاختصاصات «قهوة وألبسة ومواد غذائية وتلفزيون.. الخ»

-خوان خوسيه دابوب : سياسي واقتصادي من السلفادور ينحدر من اصول فلسطينية ،يشغل منصب المدير الاداري للبنك الدولي شغل عدة مناصب منها وزير المالية السلفادوري الأسبق ورئيس شركة الكهرباء العامة في السلفادور كما أنه رجل أعمال بارز في السلفادور وعضو مهم في مجلس إدارة الغرفة التجارية بها ، أسم عائلته الأصلي التي هاجرت من بيت لحم في فلسطين عام 1887 هو دبدوب وجده كان من كبار ملاك مزارع القطن في السلفادور.


كولومبيا

-ادواردو خوسيه أبو شايبه: رئيس مجلس الشيوخ، ورئيس مجلس النواب لدورتين، وسفيراً لبلاده في كل من جمهورية مصر العربية وجمهورية الدومينيكان وأصوله من بيت جالا.

-ثريا جعنيني:مذيعة وإعلامية معروفة في كولومبيا تعمل في قناة (RCN) واصلها من بيت لحم

-جميل أحمد أو ياميد أمات بالإسبانية وهو اعلامي بارز في كولومبيا وهو من اصل فلسطيني من قرية كفر مالك قضاء رام الله ،لم يقبل العمل مع والده بالتجارة الذي كان من اكبر تجار مدينة تونخا الكولومبية ،اختار العمل في مجال الاعلام وحقق شهرة ونجاح كبير في كولومبيا .

البيرو

في البيرو جالية فلسطينية كبيرة ولها نفوذ سياسي وإقتصادي مرموق وغالبية ابناء هذه الجالية ينحدرون في أصولهم من بيت لحم وقري بيت جالا وبيت ساحور وبعض قري قضاء رام الله ومن هؤلاء:-

-نائب رئيس جمهورية البيرو وهو الفلسطيني الأصل عمر شحادة

-رئيس البرلمان دانئيل ابو غطاس

-نائب رئيس البرلمان جودي سيمون




وكذلك نفس الشيء في هايتي-هايتي تحديدا كان فيها رجل أعمال ثري للغاية وكان أحد أهم الداعمين لرئيس هايتي الأسبق جون أرستيد اسمه أنطوان أزميري وقد اغتيل في ظروف غامضة- وبوروتريكو والبرازيل التي في جنوبها يعمل المهاجرون من قرية يطا قضاء الخليل في التجارة وفي ولاية الامازون يسيطر المهاجرون من قرية بني نعيم قضاء الخليل على تجارة الملابس وفي بنما ونيكارجوا وكوستاريكا والمكسيك والدومينيكان جاليات فلسطينية مرموقة وهي جاليات تجارية بإمتياز ورئيس وزراء بيليز السابق-هندوراس البريطانية سابقا- هو الفلسطيني سعيد موسى وإن استرسلت في سرد الشخصيات المتحدرة من أصل فلسطيني في دول أمريكا الجنوبية فسأحتاج الي وقت وجهد أكبر،لذا أكتفي بهذا القدر منهم.

_______________________________

الصين

يقول الدبلوماسي الفلسطيني أحمد كايد الذي يقيم في بكين انه في السنوات العشر الماضية استقر أكثر من 200 رجل أعمال فلسطيني في الصين، لكن آلاف رجال الأعمال الفلسطينيين والعرب الآخرين يسافرون باستمرار الى المدن الصينية للتجارة وأضاف انه تم افتتاح مطاعم ومساجد ومدارس عربية في أنحاء البلاد.

وهنا نستعرض تجربة أحد رجال الأعمال الفلسطينيين في الصين وهو عبد الكريم الجعدي كنموذج لرجال الأعمال الفلسطينيين في الصين

مواطن عربي من أوائل من قدموا القهوة في الصين

في فترة إجازة عيد الربيع التقليدي الصيني التي مضت قبل وقت وجيز، قمت بزيارة رجل أعمال فلسطيني مقيم في بكين منذ حوالي 30 عاما، اسمه عبد الكريم الجعدي. وفي هذه الحلقة، ندعوه للتحدث معنا عن حياته وتجاربه في بكين .

يملك عبد الكريم الجعدي معملا لتصنيع وإعداد القهوة، وكذلك عددا من المقاهي التي تقدم للزبائن مشروب القهوة وبعض الأطباق والمأكولات العربية. أحد هذه المقاهي يقع في حي سان لي تون المعروف بحي السفارات في بكين. في أحد أطراف هذا الحي هناك شارع واسع جميل تنتصب الأشجار على جانبيه, في الجانب الاول منه تقع بشكل أنيق وجميل مباني بعض السفارات الأجنبية، وفي الجانب الآخر منه تنتشر بعض المطاعم والمقاهي ذات الميزات المتباينة، فهناك مطعم ايطالي ومقهى فرنسي وآخر من كولومبيا بالإضافة الى المحلات والمطاعم الصينية. وفي منتصف هذا الشارع يقع مقهى دارين الذي يملكه ويديره عبد الكريم الجعدي.

ما إن دخلت المقهى، حتى شممت رائحة القهوة التي تفوح من كل أرجائه، و أصوات أكواب القهوة تصدح مع حديث الزبائن بمختلف اللغات. كما وجدت فيه لوحات جدارية ملفتة للنظر تمثل تاريخ القهوة عند العرب. ومن مجرد النظرة الأولى في المقهى، شعرت بأن صاحبه رجل أعمال ودود وناجح.

كان السيد عبد الكريم الجعدي قد وصل إلى الصين في عام 1979، والهدف لذلك ليس ممارسة التجارة. استعراضا لبداية تجاربه في الصين، قال السيد عبد الكريم الجعدي:

"قدمت إلى الصين في عام 1979 وكان سبب مجيئي حصولي على منحة لدراسة اللغة الصينية وقد درست اللغة الصينية لمدة أربع سنوات وحصلت على دبلوم في آداب اللغة الصينية . ومنذ ذلك العام وأنا في الصين , ثلاثون عاما تقريبا مرت من حياتي في هذا البلد الجميل الكبير الواسع الذي احببته كثيرا واعتبره الآن موطني الثاني. "

بعد أن أكمل السيد عبد الكريم الجعدي مسيرة دراسته في جامعة بكين، لم يضع قدميه فورا في أوساط الأعمال، بل عمل في إحدى السفارات العربية لدى الصين لمدة معينة. وبعد ذلك، وجد أنه شخص ذو طبيعة مستقلة تماما. ربما يفسر ذلك الأسباب التي كانت تدفعه إلى دخول مجال الأعمال الحرة حيث يمكنه الانطلاق وفقا لآرائه وأهدافه الخاصة وتطوير وابتكار أفكار محدده في هذا الاتجاه. إذ خطرت بباله فكرة تأسيس شركة خاصة به:

"وبعد إنهاء دراستي للغة الصينية وآدابها التحقت بجامعة بكين والتي تعتبر أعرق الجامعات الصينية، وبها درست العلاقات الدولية لفترة اربع سنوات. وبعد ان انهيت تخرجي التحقت بالأعمال الحرة حيث كنت مولعا منذ بداياتي بالاعمال الحرة حيث لم أكن أرغب بالعمل في الوظائف الحكومية او الرسمية . وفكرت في إنشاء شركة أغذية واختص في مجال تصنيع وتحميص وتعبئة القهوة . وكلنا يعرف ان الطعام والشراب يقرب من علاقات الشعوب مع بعضها البعض . وبالفعل في عام 1996 اسست شركة دارين لانتاج القهوة حيث كنا نستورد القهوة من الخارج ونقوم بعمليات التحميص والطحن والتغليف ثم التسويق في اسواق بكين في البداية . "

وبالطبع إن قيام مواطن عربي بتقديم القهوة في الصين المسماة ببلاد الشاي الأخضر، تعتبر تجربة مميزة ومثيرة وغير سهلة أيضا، حيث كانت ثقافة إنتاج واستهلاك الشاي الأخضر بكافة أنواعه ضاربة في تاريخ هذه البلاد وثقافة شرب الشاي منتشرة ومتاصلة لدى الشعب الصيني بعامته، وهي جزء أصيل وأساسي من العلاقات الاجتماعية القائمة في المجتمع الصيني حيث إن الكثير من اللقاءات والتواصل بين الأسر والأصدقاء تتم حول مائدة الشاي عدا عن كونها عادة صحية جيدة في ثقافة تولي الاعتناء بصحة الجسم أولوية خاصة، وذلك لاحتواء الشاي الصيني الأخضر على كمية قليلة من الكافيين بالمقارنة مع الشاي الأحمر والقهوة. وفي اعتقادي أن ثقافة القهوة مختلفة إلى حد كبير عن ثقافة الشاي، حيث تهتم أكثر بالتمتع الذاتي، أي أن شرب القهوة مرتبط بالشخص في معظم الأوقات. ففي هذا الصدد، قال السيد عبد الكريم الجعدي:

"وكانت بالفعل بدايات صعبة حيث ان المجتمع الصيني ضاربة جذوره في احتساء الشاي وليس القهوة , ومن الطريف الملاحظة انه حتى لا توجد كلمة قهوة في اللغة الصينية . في ذلك الوقت كثيرا من أصدقائي الصينيين ابدوا استغرابا كبيرا حول امكانيات نجاح مشروع كهذا في الصين ولكن بفضل الارادة القوية والمثابرة اصبحت دارين كوفي وهي العلامة المسجلة التي نبيع بها منتوجاتنا من الماركات المعروفة للمستهلك الصيني والاجنبي على حد سواء . وايضا اود ان اقول انني لا اتفق معك بالقول ان تناول القهوة حالة فردية فنحن في عاداتنا العربية نتناول القهوة بشكل جماعي . وقديما ايضا في البادية العربية كانت القهوة تعد وتشرب بطقوس جماعية خاصة بها , فيتم تحميص حبوب القهوة الخضراء على الجمر في وعاء خاص يسمى المحماس ومنه استنبطت كلمة محمص , ثم يتم طحنها في وعاء خاص يسمى المهباج , بعد ذلك تغلى القهوة في اناء يسمى الدلة . والدلة في الثقافة العربية ترمز الى الكرم العربي وترمز ايضا الى حياة الصحراء , ولها مكانة ودلالة خاصة فنراها على سبيل المثال كصور على الاوراق النقدية في دولة الامارات العربية . "

عن مدى إقبال المواطنين الصينيين على شرب القهوة، قال السيد عبد الكريم الجعدي:

"في الاونة الاخيرة المقاهي انتشرت انتشارا واضحا في بكين وهذا يدل ان هناك شريحة لا باس بها من الشعب الصيني تقبل على شرب القهوة , بالطبع هذا لا يعني ان المواطن الصيني تخلى عن ثقافتة في شرب الشاي بل بالعكس . الآن في عصر الانفتاح المسالة تتعلق بالانفتاح على عادات وتقاليد الشعوب والحضارات الاخرى , وهذا برأيي شيء ايجابي وشيء جيد , بالمقابل نرى الآن في البلاد العربية كثير من المحلات تقوم ببيع وتسويق الشاي الصيني الاخضر حيث من المعروف عن العرب - فيما عدا دول المغرب العربي - تناولهم للشاي الاحمر ولكنهم بداوا الآن تناول وتذوق الشاي الصيني الاخضر , بالمقابل هنا في الصين توجد شريحة كبيرة من المواطنين الصينيين تبدي حبها ورغبتها في تناول مشروب القهوة".

_______________________________
أستراليا

عندما وقعت مذابح صبرا وشاتيلا في عام 1982 قام مهاجر من أصل فلسطيني من القدس ( إستشهد والداه عام 1948) قدم إلى استراليا عام 1950 بإقامة حفل خيري لجمع التبرعات لضحيا المجزرة، حضره كبار أصحاب الأعمال الاستراليين، وقد نجح في جمع اكثر من مليون دولار في ليلة واحدة. وقال الرجل عندما إن معظم المتبرعين هم من اعضاء كنيسته، علما أنه يسكن ويعمل كمحامي في أرقى ضاحية في سدني، ولا أبالغ إن قلت أن جميع الجمعيات الفلسطينية الحديثة في أستراليا لم تستطع جمع عشر هذا المبلغ على مدى الثلاثين عاما الأخيرة.
وهناك محام أخر من أبرز محامي أستراليا من القدس أصلا ويعيش ويعمل في ملبورن وهو السيّد حنا كركر الذي يبذل مع قرينته المال والجهد من اجل دعم القضية الفلسطينية، وهو على ما أعتقد من القلائل الذي تتواصل معهما الهيئات الدبلوماسية العربية.
وبوسعنا أن نجد امثلة كثيرة ليس أقلها أنه كان أحد أهم الوزراء الفدراليين في استراليا يتحدر من القدس وهو الوزير جو هوكي أو جوزيف هوكينديان.
بل إن أغني عائلة عربية في استراليا هي عائلة فلسطينية الأصل وعميدها هو فتحي شاهين من قرية القباعة في الجليل الأعلي قضاء صفد وإليكم قصة هذه العائلة:-
"كان عام 1984 هو وقت وصول فتحي شاهين (المولود عام 1938 في فلسطين) وأبناؤه الى القارة الجديدة أستراليا هربا من بؤس حتمي في المخيمات الفلسطينية في لبنان واملا في حياة مشرقة لأبنائه اللذين يعيشون في سنوات المراهقة و الطفولة.
لم يكن القرار بالنسبة لشخص تجاوز عمره 46 عاما سهلا فالوقت لا يحتمل الفشل والفشل يعني ضياع العائلة في غياهب المغترب الاسترالي الصعب فكان تصميمه واضحا للوصول لطموحاته التي كثيرا ما تحطمت كفلسطيني في لبنان.
اضطر فتحي شاهين للعمل في مهن عديدة منذ وصوله أستراليا لسد رمق عائلته المكونة من زوجته سلوى و ابنائه الثلاث خليل وسامر و ياسر و ابنته الوحيدة أمل وكان يعمل لساعات طويلة في محطة للمحروقات في مدينة اديلايد خامس اكبر المدن الاسترالية سرعان من تملك المحطة بعد أن اشتراها بعد عامين من العمل بها وكانت هذه البداية المتواضعة لامبراطورية ضخمة من الأعمال فقد اسس بعد ذلك متاجر (سموك مارت) للتجارة في التبغ اتبعها بتأسيسه لسوبرماركت (اون ذا رن) وحصل في التسعينات على وكالة مطاعم (صبواي) الامريكية في مدينة أديلايد اضافه الى محطات وقود ومحلات هدايا ومقاه ليصل عدد فروعه الى أكثر من 200 محل في أقل من 20 عاما جمعها تحت شركة واحدة اسماها (بريجرين) وهي التسمية الانجليزية لطائر الشاهين.
وكان فتحي شاهين قد تبرع بمبلغ 5 ملايين دولار لبناء مسجد الخليل في منطقة وودفل في أديلايد قبل وفاته عام 2009 ليحمل أبناؤه من بعده الراية حيث يتولى سامر شاهين منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة بريجرين التي تعد الان واحدة من اكبر 50 شركة أسترالية خاصة يناهز مجموع اعمالها المليار دولار سنويا و توظف اكثر من 2000 أسترالي وتمتلك مجموعة من العقارات التجارية الضخمة في أديلايد تقيم العائلة الآن بعد أن كبرت إلى أكثر من 40 فردا في منطقة (بيرنسايد) في أديلايد وهي من أغلى المناطق حيث تملك عائلة شاهين أكثر من 7 قصور متجاورة من بينهم قصر العائلة الرئيسي الذي يعد من أغلى القصور في استراليا ويدعي (ساند كاستل),وتعد عائلة شاهين من أثرى العائلات في أستراليا وأثرى عائلة عربية في أستراليا على الاطلاق."

_______________________________

السنغال

هناك شكر الله الليوس ومعه إخوته من أغني أغنياء «داكار» وهم من قرية معليا الفلسطينية في الجليل ولقد أسس شركات إتجارٍ بالخضراوات والفواكه والفستق السوداني وهنا قصة آل الليوس في السنغال"كان جدُّ شكر الله الليوس قد غادر قرية «مِعلْيا» في الجليل الفلسطيني في سنوات النصف الثاني من القرن التاسع عشر مدفوعاً بالروايات التي كانت تشجع هجرة الشباب من هذه البلاد وكل البلاد الى الولايات المتحدة الاميركية .. بلاد اللبن والعسل والفرص السانحة .

كانت هذه المنطقة ، وكل أقطار الوطن العربي ، تحت الاحتلال الذي دام لنحو أربعة قرون متواصلة في إطار الخلافة العثمانية ، وكانت حياة الناس في غاية الضنك والفاقة وكان الكثيرون يفرون هرباً من «السَّفربِرْلِكْ» ـ التجنيد الاجباري ـ ومن الممارسات التركية الجائرة بالهجرة الى إفريقيا وأوروبا والى الولايات المتحدة الدولة الشابة التي كانت قبلة أصحاب الطموحات الكبيرة والباحثين عن فرص لتحسين أوضاعهم وراء البحور البعيدة .

في هذه الاجواء وفي هذه الظروف غادر جدُّ شكر الله الليوس قريته «معليا» في الجليل الفلسطيني وإستقل ومعه العشرات من الشباب العرب ، المسلمين والمسيحيين ، الفارين بجلودهم من القمع العثماني و«السفربرلك» سفينة عبرت بهم عباب البحر الابيض المتوسط وألقت بهم بعد رحلة متعبة وشاقة إستغرقت نحو إسبوعين في مدينة مارسيل الفرنسية على أساس ان ينتقلوا من هناك الى العالم الجديد ( الولايات المتحدة الاميركية ) في سفينة أخرى مهيأة ومؤهلة لعبور بحر الظلمات والوصول الى القارة الجديدة .

كانت فرنسا ، التي كانت قد شملت بإستعمارها جزءاً كبيراً من القارة السوداء ، بحاجة الى بعض أهل حوض البحر الابيض المتوسط الذين لديهم من جهة القابلية للتفاهم مع الفرنسيين ومن جهة اخرى لديهم الإمكانية للتعايش مع الأفارقة الذين كانوا في تلك الفترة من مراحل التاريخ يعتبرون من قبل الغرب المستعمر في آخر درجات سُلَّم الحضارة الكونية .

بقي جدُّ شكر الله الليوس في مارسيل بضعة ايام ثم أُبلغ بأن عليه ان يلتحق بإحدى السفن التي ستغادر الى الولايات المتحدة الأميركية .. وهكذا كان .. وبعد نحو اسبوعين ، توقفت تلك السفينة خلالهما مرات عدة في مدن شواطىء البحار التي مرَّت بها ، إنتهت الرحلة بميناءٍ بدائي في شبه جزيرة صغيرة تقابل مدينة داكار التي أصبحت عاصمة السنغال والتي تعتبر باريس غربي القارة الإفريقية من الجهة الجنوبية .. فنـزل ركابها أو أُنزلوا منها وهم يعتقدون أنهم ينـزلون على البر الأميركي في القارة الجديدة !! .

كانت شبه الجزيرة هذه أحد مراكز شحن العبيد الى القارة الجديدة ( أميركا ) وتدل الآثار التي لاتزال شاخصة حتى الآن كم ان تلك التجارة المحرمة كانت وصمة عارٍ في جبين الإنسانية كلها وكم ان معاناة الأفارقة في تلك الحقبة من التاريخ ستبقى شهادة حية على حقارة ونذالة وخسة كل من شاركوا وساهموا في هذه التجارة .

عندما نزل جدُّ شكر الله الليوس من السفينة التي أقلته وأقلَّت غيره من مدينة مارسيل ووطأت أقدامه برَّ الجزء الغربي من القارة الإفريقية لم يكن يعرف من اللغة الفرنسية ومن اللغة الإنكليزية ولا كلمة واحدة ولذلك فقد بقي قرابة عام يعتقد ان البلد الذي أصبح فيه إن هو ليس أميركا فإنه بالتأكيد إما البرازيل أو إحدى الدول الاميركية اللاتينية .

خلال هذا العام إستطاع هذا الفلسطيني المهاجر من «معليا» في فلسطين التعرف على طبيعة البلد الذي أصبح فيه وإستطاع ان يتدبر أموره بالعمل مياومة على الأرصفة وفي المزارع المجاورة وكان ينهك نفسه أكثر ما يتحمل جسم إنسان قادم من شواطىء البحر الابيض المتوسط ومن منطقة الجليل التي تعتبر جنة من جنات الارض لتجميع تكاليف إستئناف رحلته الى القارة الجديدة التي كانت هدف هجرته من وطنه .

وكأي إنسان عصامي أخذ جد شكر الله الليوس يشق طريقه بصعوبة وأخذ يتعايش مع المناخ والناس فتعلم اللغة الفرنسية وأصبح له شغله الخاص فامتلك بيتاً أولاً في شبه جزيرة شحن العبيد الآنفة الذكر ثم بعد ذلك في داكار وغدا معروفاً ومضرب مثل من قبل أبناء الجالية العربية الذين يزيد عددهم الآن عن المائة ألف معظمهم من قرى ومدن الجنوب اللبناني هذا بإستثناء الموريتانيين والمغاربة والشناقطة والجزائريين .

بعد نحو عقدين من الزمان عاد هذا الرجل العصامي الى قريته «معليا» الفلسطينية وعاد منها بزوجة من أقاربه فتكونت عائلة كانت بداية عائلات مستجدة من بينها عائلة شكري الليوس وعائلات أشقائه الذين عرفت منهم في تلك الرحلة الصيدلي أندريه الليوس وغابي الليوس .

لقد أصبح شكر الله الليوس ومعه إخوته من أكبر أغنياء «داكار» ولقد أسس شركات إتجارٍ بالخضراوات والفواكه والفستق السوداني مع معظم الدول الأوروبية ولأن والده كان أرسله الى لبنان ليتعلم في مدارسها وجامعاتها بالإضافة الى إتقان اللغة العربية فقد تزوج من فتاة لبنانية مارونية وجاء بها الى السنغال فتلاءمت مع الأجواء والناس وغدت بسرعة ساعده الأيمن في كل مشاريعه السياسية والاقتصادية .

إنه إنسان طيب كريم النفس متواضع وإنه عروبي وعربي الى أقصى الحدود متمسك بحقه وحق شعبه في فلسطين .. لقد عرفته عن قرب وأكلت في بيته العامر الرابض كقلعة تاريخية على شواطىء الأطلسي في منتصف المسافة بين شبه جزيرة العبيد السالفة الذكر ومدينة داكار"

_______________________________


كندا

تعود بدايات الهجرة الفلسطينية إلى المنتصف الثاني من ستينيات القرن العشرين وبالتحديد إلى ما بعد حرب حزيران 1967 حيث وصل العشرات من فلسطينيي 48 إلى كنداغالبيتهم من مسيحيي مدينة الناصرة وقضائها حيث كانت «إسرائيل» بحسب شهادة بعض المهاجرين تشجع الحكومة الكندية على استقبالهم كجزء من خطة إفراغ المدن الفلسطينية العربية من سكانها الأصليين، إضافة إلى فلسطينيي 48
شهدت كندا هجرة عدد من الطلبة الذين أنهوا دراساتهم في بعض الدول الأوروبية ولم يتمكنوا من العودة إلى الضفة الغربية أو قطاع غزة، إضافة إلى بعض الأكاديميين الفلسطينيين كالدكتور بهاء أبو لبن والدكتور إسماعيل زايد والدكتور فضل النقيب والدكتور إبراهيم السلطي والدكتور يوسف عمر وشهدت السبعينيات هجرة عائلات بكاملها من مناطق 48 لأسباب سياسية واقتصادية.وحتى بداية الثمانينيات لم يتجاوز عدد الفلسطينيين في كندا خمسة آلاف مهاجر ،أما في الثمانينيات فقد بدأت تتسع موجة الهجرة الفلسطينية من لبنان إلى كندا خاصة بعد الاجتياح الصهيوني للبنان ومجزرة صبرا وشاتيلا، وراحت أعداد من فلسطينيي لبنان تصل إلى كنداوالموجة الأكبر من حيث الكم جاءت بعد الاجتياح العراقي للكويت حيث تم طرد وتهجير عشرات الألوف من فلسطينيي الكويت والخليج،وساهم في ذلك تعديل قوانين الإقامة في الدول الخليجية التي تفرض خروج الأبناء الذكور ممن تجاوزوا الثامنة عشرة والمقيمين مع ذويهم. فقد شهدت تلك الفترة هجرة ما يقارب العشرة آلاف فلسطيني من مختلف دول الخليج ونظراً لحجم المدخرات المالية لفلسطينيي الخليج ومؤهلاتهم العلمية (مهندسون، محاسبون، أطباء، إلخ) فقد كانت الموافقة على طلباتهم تتم بشكل سريع وبعد اتفاق أوسلو خاصة بعد الانتفاضة الثانية وتدهور الوضع الاقتصادي وفقدان الأمل بعملية السلام شهدت كندا موجة لجوء عدد كبير من شبان الضفة الغربية، ووصل عددهم إلى ما بين أربعين ألف وخمسين ألف مهاجر.
النشاط السياسي
نظراً لقلة عدد المهاجرين العرب والفلسطينيين في كندا، باشرت بعض الشخصيات ذات التوجه القومي (الدكتور جورج حجار، الدكتور إبراهيم السلطي، الدكتور بهاء أبو لبن، الدكتور عاطف قبرصي وغيرهم) بتأسيس الاتحاد العربي الكندي، ليشكل القوة السياسية المنظمة لتمثيل الجالية العربية، والتحدث باسمها في الشؤون التي تهم الجالية العربية والفلسطينية خاصة فيما يتعلق بالشأن السياسي، وليشكل بداية قوة ضغط عربية في مواجهة اللوبي الصهيوني في كندا. وعلى الرغم من حداثة تأسيسه فقد تمكن الاتحاد العربي من أن يترك بصماته في أروقة البرلمان الكندي، الذي شكل بعض أعضائه تجمعاً برلمانياً مؤيداً للقضايا العربية خاصة قضية فلسطين، وكان أبرزهم النائب والسناتور الحالي مارسيل برودوم، إضافة إلى إقامته شبكة علاقات مع النقابات والكنائس وبعض الدوائر الأكاديمية، التي أنشأت بدورها مؤسسة تضامن مع الشعب الفلسطيني، وكان أبرز قيادتها الأستاذ الجامعي جيمس غراف،ونتيجة لازدياد عدد المهاجرين العرب والفلسطينيين وبروز دور منظمة التحرير الفلسطينية، بات من الطبيعي أن تتألف جمعيات عربية على أساس الانتماء القطري فانتشرت في المدن الكندية المختلفة (تورونتو، مونتريال، لندن أونتاريو، هاليفكس، فانكوفر) الجمعيات الفلسطينية لتمثل الكيانية الفلسطينية في المهجر الكندي. وتحول الاتحاد العربي الكندي من منظمة تضم الأفراد العرب إلى منظمة تضم الجمعيات العربية المختلفة في اتجاهاتها وميولها السياسية، ما أضعف موقف الاتحاد بشكل عام. مع توقيع اتفاق أوسلو «إعلان المبادئ»، تراجع العمل السياسي الفلسطيني في كندا، واتخذت بعض الجمعيات الفلسطينية موقفاً مؤيداً للاتفاقية معتبرة أن الانفتاح على القوى اليهودية والصهيونية في كندا سيعزز السلام في المنطقة. ونال هذا التوجه دعماً سياسياً حكومياً، من خلال تشجيع مؤتمرات الحوار المشترك. وتراجع دور المنظمات الأخرى بعد إضافتها إلى لائحة المنظمات «الإرهابية» والتي تم حظر نشاطها في كندا. ومع عودة القيادة الفلسطينية إلى غزة والضفة عاد العشرات من الفلسطينيين الكنديين من أصحاب الخبرات الإدارية والأكاديمية والمهنية المختلفة، وأصحاب رؤوس الأموال للمساهمة في بناء المؤسسات الوطنية والاستثمار في الاقتصاد «السنغافوري» الموعود إلا أن غالبية أولئك لم يلبثوا أن رجعوا إلى كندا لعدم قدرتهم على التأقلم مع الأوضاع الجديدة في الأراضي الفلسطينية، خاصة بعد الانتفاضة الثانية.
في السنوات الست الأخيرة، استوعب الجيل الكندي ـ الفلسطيني حركة المجتمع الكندي ومفاهيمه وطرق مخاطبته ومخاطبة وسائل إعلامه. وتوج هذا النشاط النوعي بتشكيل «تحالف مكافحة إسرائيل» (CAIA) و«طلبة من أجل الحقوق الفلسطينية» (SPHR) ومنظمة حق العودة كما تمكن كندي من أصل فلسطيني وهوالدكتور غازي مريش من الوصول لعضوية البرلمان الفيدرالي الكندي،وشوقي جوزيف فحل وهو مقاول انتقل الي كندا من الناصرة وهو السكرتير العام للحزب الليبرالي في مدينة واترلو-في مقاطعة اونتاريو ورئيس وراعي مشروعين غير ربحيين للاسكان في المدينة ورئيس لجنة الجماعات المتنوعه المؤيدة لاتفاقية شالوتاون وجمعية الصداقة العربية الكندية ورابطة رجال الاعمال العرب كما انه عضو في حوالي عشرين رابطة ولجنة،وجورج فركوح وهو وكيل لشركتي السيارات كرايسلر ودودج من عكا اصلا ولكنه لجأ الي لبنان وهاجر لكندا في 1959 وفي ال12 من عمره واصبح في عام 1989 عمدة لإليوت ليك وهي مدينة صغيرة بمقاطعة اونتاريو، لدرجة أنه في دراسة صدرت مؤخراً عن واحدة من مؤسسات البحث الصهيونية تم اعتبار مدينة تورونتو واحدة من أهم المدن التي تحوي نشاطاً معادياً لإسرائيل، الأمر الذي أدى بالحكومة الإسرائيلية إلى رصد مبلغ مليون دولار للقنصلية الصهيونية في تورنتو للقيام بحملة تسويق إسرائيل باعتبارها دولة تربطها بكندا قيم الديموقراطية والإبداع واحترام حقوق الإنسان. ونظراً لموقف الحكومة الكندية بقيادة حزب المحافظين المؤيد بدون شروط لإسرائيل فقد مارست ضغوطاً كبيرة من خلال المنظمات الصهيونية على الجامعات الكندية لعدم التصريح بأي نشاط لمكافحة العنصرية الصهيونية الذي امتد إلى أكثر من خمسين جامعة في العالم. ومن أبرز إنجازات العمل الفلسطيني في كندا، اتخاذ نقابة عمال البريد، ونقابة موظفي الحكومة في محافظة أونتاريو قراراً بمقاطعة إسرائيل ومؤسساتها والدعوة إلى سحب الاستثمارات منها، ومقاطعة بضائعها في السوق الكندية. وعدم استقبال ممثلي نقاباتها ومقاطعتهم في حال وجودهم في كندا. وهنالك إنجاز نوعي آخر يتمثل بإقامة مهرجان تورونتو للفيلم الفلسطيني الذي يقام لمدة أسبوع تعرض خلاله أفلام فلسطينية وأفلام أجنبية تتناول القضية الفلسطينية، ويلقى هذا المهرجان إقبالاً كبيراً من الجمهور الكندي.

_______________________________

الولايات المتحدة الامريكية

بدأت هجرة الفلسطينيين إلي الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر القرن التاسع عشر وتحديدا في العام 1893 حيث كانوا جزءا كبيرا من وحدة من التجار العرب السوريين -وهنا السوريين يقصد بهم في ذلك الوقت (السوريين واللبنانيين والفلسطينيين)- حيث كان يتركز نشاطهم في بيع التحف الدينية والمنسوجات والمنتجات اليدوية من الأراضي المقدسة،وقد حقق الكثير منهم من النجاحات في تجارتهم وهذا ما زاد من رغبة الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين على الهجرة إلى الولايات المتحدة.
في وقت مبكر سيطر المهاجرين الفلسطينيين علي متاجر التجزئة الصغيرة في شيكاغو في الجزء الجنوبي من شيكاغو وتخصصوا في بيع المواد الغذائية والسلع الجافة ووصل نسبة ما يملكونه ما يقرب من 20 في المئة من محال البقالة ومخازن الخمور في شيكاغو على الرغم من ان عددهم قد لا يزيد عن 1% من سكان المدينة ولهم أيضا أنشطة تجارية أخري متنوعة كتجارة السيارات ، محطات الوقود ومحلات تصليح السيارات ، ومطاعم الوجبات السريعة .
كما أن هناك رجال أعمال كبار من أصل فلسطيني ففي عام 2005 ذكرت مجلة فورتشن الأمريكية الإقتصادية المتخصصة أن في أمريكا 25 ملياردير أمريكي من أصل فلسطيني ومن هؤلاء أذكر:-
الأخوين الفلسطينيين والذين كانوا ضمن أغني 1000 امريكي حسب تصنيف مجلة فوربس الأمريكية الإقتصادية وهما توم جورس صاحب الترتيب 437 بثروة تقدر ب 2.4 مليار دولار وأليكس جورس صاحب الترتيب 616 بثروة تقدر ب 1.6 مليار دولار, يدير توم جورس الذي هاجر الى امريكا من الناصرة قبل 30 عاما مجموعة بلاتينيوم التي تعد من اكبر صناديق الاستثمار في العالم باستثمارات تقدر ب 27 مليار دولاروبدأ حياته العملية نادلا في مدينة فلينت في متشغان في مطعم يملكه خاله توم جبران الذي هاجر ايضا من الناصرة والذي يعد ايضا من رجال الاعمال المشهورين في متشغان كما وتمكن توم جورس مؤخرا من الاستحواذ علي نادي ديترويت لكرة السله بصفقه قدرت ب500مليون دولا امريكي , اما شقيقه اليكس جورس فهو رئيس مجموعة غورس في لوس انجلوس وله نشاطات في مجال الاستحواذ على الشركات الناشئة وهناك أيضا قطب العقارات الامريكي الفلسطيني محمد حديد والذي يمتلك قصور وعقارات وفنادق فخمة ومشهورة تتجاوز قيمتها 1.5 مليار دولار أمريكي وفاروق الشامي صاحب شركة Farouk System USA وهي احدي اكبر شركات منتجات التجميل في العالم ولشركته مصانع في كوريا الجنوبية والصين ودار أزياء في باريس وكان أحد المرشحين لحكم ولاية تكساس الامريكية والتي يوجد فيها مقر شركته ومركز أعماله وما لايقل عن 5000 آلاف من ابناء الولاية يعملون في مصانعه وشركاته كما كان أيضا الراعي الرسمي لحفل ملكة جمال العالم 2010.
وهناك شخصيات تتحدر من أصول فلسطينية وصلت لمناصب رفيعة منهم:-
جون سنونو سيناتور امريكي وحاكم سابق لولاية نيو هامشير وقائد جهاز مخابرات البيت الابيض سابقا واصوله تعود للقدس وقد ولد لعائلة من أصل فلسطيني في العاصمة الكوبية هافانا عام 1939
و فرانك سكران ....درس في مدرسة قريته وفي الناصره الارثوذكسيه -علم سنه في مدرسة البروتسانت بقريته -نزح للولايت المتحده عام 1914 حارب مع الجيش الامريكي في الحرب العالميه ايمانا منه بانها حرب مقدسه لمنح العرب الحريه - حصل على شهادة استاذ في الحقوق السياسيه من جامعه جورج تاون بعد تسريحه من الجيش وزاول المحاماة في واشنطن - عين محامي في احدى الدوائر الرسميه واصبح رئيسا لما يزيد على سبعين محاميا وكان اول عربي شغل منصبا رفيعا في الحكومه الامريكيه -نشر مقالات حول القضيه الفلسطينيه في مجلة التاريخ الجاري ثم في جريدة واشنطن بوست ترأس فرع واشنطن لجمعيه العصبة الفلسطينيه الوطنيه عام 1921 انتخب امين سر لجمعيه من الامريكين الملمين بشؤون الشرق الاوسط عام 1967 التي كان اول عمل لها توجيه رساله للرئيس جونسون بالعمل على سرعة جلاء الجيش الاسرائيلي من الاراضي العربيه تكلم باسم الجمعيه عام 68 في المؤتمر الجمهوري لترشيح نيكسون للرئاسه على الوضع في الشرق الاوسط والوضع المتازم وتم تهديده واطلاق النار عليه مرتين ولكنه ظل مناضلا شريفا في المعركه
ومؤخرا فاز سام رسول الفلسطيني الأصل بمقعد للديمقراطيين عن الدائرة السادسة بولاية فيرجينيا وهذه أول دورة لرسول الذي يعد أصغر نائب في الكونجرس الجديد إذ لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره.
وهو رجل أعمال شاب لأبوين هاجرا من فلسطين المحتلة في ستينيات القرن الماضي ومتزوج من فتاة فلسطينية اسمها ليالى.
وفاز رسول بمقعده بعد أن خاض الانتخابات ضد النائب الجمهوري بوب جودلات الذي كان يحتل هذا المقعد والمرشحة المستقلة جانيس لي ألين.
وكل هؤلاء ما هم إلا أمثلة علي عرب فلسطينيون يمتلكون الكثير من المقدرات غير المستغلة في المهاجر الغربية.
_____________________________________
المصادر
- موقع الجزيرة نت
- جريدة الايام الفلسطينية
- جريدة النهار اللبنانية
- موقع أبونا المسيحي المتخصص في الأبحاث الخاصة بالمغتربين المسيحيين العرب
- جريدة الرأي الأردنية
- موقع العربية نت
- جريد المدينة الأردنية
- مجلة كيوباشا التشيلية
- موقع أديلايد الرسمي الاسترالي
- جريدة الشرق الأوسط اللندنية
- جريدة السفير اللبنانية
- موقع البنك الدولي
- موقع اذاعة الصين الدولية (القسم العربي)
-بحث للدكتور ساري حنفي بعنوان (رجال الأعمال الفلسطينيون في الشتات والكيان الفلسطيني)